تخطى إلى المحتوى

11سهم لصيد القلوب

11سهم لصيد القلوب

11سهم لصيد القلوب

السهم الأول : الابتسامة

قالوا هي كالملح في الطعام , وهي أسرع سهم تملك به القلوب وهي مع ذلك عبادة و صدقة , ( فتبسمك في وجه أخيك صدقة ) كما في الترمذي , وقال عبد الله بن الحارث ( ما رأيت أحدا أكثر تبسما من رسول الله صلى الله عليه وسلم ).

السهم الثاني : البدء بالسلام

سهم يصيب سويداء القلب ليقع فريسة بين يديك لكن أحسن التسديد ببسط الوجه والبشاشة , وحرارة اللقاء وشد الكف على الكف , وهو أجر وغنيمة فخيرهم الذي يبدأ بالسلام , قال عمر الندي ( خرجت مع بن عمر فما لقي صغيرا و لا كبيرا إلا سلم عليه ) , وقال الحسن البصري ( المصافحة تزيد في المودة ) والنبي صلى الله عليه وسلم يقول ( لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تلقى أخاك بوجه طليق ) , وفي الموطأ أنه صلى الله عليه وسلم قال ( تصافحوا يذهب الغل , وتهادوا تحابوا وتذهب الشحناء ) , قال بن عبد البر هذا يتصل من وجوه حسان كلها .

السهم الثالث : الهدية

ولها تأثير عجيب فهي تذهب بالسمع والبصر والقلب , وما يفعله الناس من تبادل الهدايا في المناسبات وغيرها أمر محمود بل ومندوب إليه على أن لا يكلف نفسه إلا وسعها قال إبراهيم الزهري ( خرجت لأبي جائزته فأمرني أن أكتب خاصته وأهل بيته فقعلت , فقال لي تذكر هل بقي أحد أغفلناه ؟ قلت : لا قال : بلى رجل لقيني فسلم عليه سلاما جميلا صفته كذا وكذا , أكتب له عشرة دنانير ) انتهى كلامه .
أنظروا أثر فيه السلام الجميل فأراد أن يرد عليه بهدية ويكافئه على ذلك .

السهم الرابع : الصمت وقلة الكلام إلا فيما ينفع :

وإياك وارتفاع الصوت وكثرة الكلام في المجالس , وإياك وتسيد المجالس وعليك بطيب الكلام ورقة العبارة ( فالكلمة الطيبة صدقة ) كما في الصحيحين , ولها تأثير عجيب في كسب القلوب والتأثير عليها حتى مع الأعداء فضلا عن إخوانك وبني دينك , فهذه عائشة رضي الله عنها قالت لليهود ( وعليكم السام واللعنة ) فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم ( مهلا يا عائشة فإن الله يحب الرفق في الأمر كله ) متفق عليه , وعن انس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم  ( عليك بحسن الخلق وطول الصمت فو الذي نفسي بيده ما جمل الخلائق بمثلهما ) أخرجه أبو يعلى والبزار و غيرهما .

السهم الخامس : حسن الاستماع وأدب الإنصات :

وعدم مقاطعة المتحدث فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم  لا يقطع الحديث حتى يكون المتكلم هو الذي يقطعه , ومن جاهد نفسه على هذا أحبه الناس وأعجبوا به بعكس الأخر كثير الثرثرة والمقاطعة , وأسمع لهذا الخلق العجيب عن عطاء قال ( إن الرجل ليحدثني بالحديث فأنصت له وكأني لم أسمعه وقد سمعته قبل أن يولد ) .

السهم السادس : حسن السمت

وجمال الشكل وطيب الرائحة , فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول ( إن الله جميل يحب الجمال ) كما في مسلم , وعمر بن الخطاب يقول ( إنه ليعجبني الشاب الناسك نظيف الثوب طيب الريح ) , وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل ( أني ما رأيت أحدا أنظف ثوبا ولا أشد تعهدا لنفسه وشاربه وشعر رأسه وشعر بدنه , ولا انقي ثوبا وأشده بياضا من احمد بن حنبل )

السهم السابع : بذل المعروف وقضاء الحوائج

سهم تملك به القلوب وله تأثير عجيب صوره الشاعر بقوله :

أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم
فطالما استعبد الإنسان إحسان

بل تملك به محبه الله عز وجل كما قال صلى الله عليه وسلم  ( أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس ) والله عز وجل يقول ( وأحسنوا إن الله يحب المحسنين ) .

السهم الثامن : بذل المال

فإن لكل قلب مفتاح , والمال مفتاح لكثير من القلوب خاصة في مثل هذا الزمان . والرسول  يقول ( إني لأعطي الرجل وغيره أحب إلى منه خشية أن يكبه الله في النار ) كما في البخاري .

السهم التاسع : إحسان الطن بالآخرين والاعتذار لهم
فما وجدت طريقا أيسر وأفضل للوصول إلى القلوب منه , فأحسن الطن بمن حولك وإياك وسوء الظن بهم وأن تجعل عينيك مرصدا لحركاتهم وسكناتهم , فتحلل بعقلك التصرفات ويذهب بك كل مذهب , وأسمع لقول المتنبي :
إذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه ……………
وصدق ما يعتاده من توهم

عود نفسك على الاعتذار لإخوانك جهدك فقد قال بن المبارك
( المؤمن يطلب معاذير إخوانه , والمنافق يطلب عثراتهم ) .

السهم العاشر : أعلن المحبة والمودة للآخرين

فإذا أحببت أحدا أو كانت له منزله خاصة في نقسك فأخبره بذلك فإنه سهم يصيب القلب ويأسر النفس ولذلك قال صلى الله عليه وسلم  ( إذا أحب أحدكم صاحبه فليأته إلى منزله فليخبره أنه يحبه ) كما في صحيح الجامع , وزاد في رواية مرسله ( فإنه أبقى في الألفة وأثبت في المودة ) لكن بشرط أن تكون المحبة في الله وليس لغرض من أغراض الدنيا كالمنصب والمال , والشهرة والوسامة والجمال , فكل أخوة لغير الله هباء , وهي يوم القيامة عداء ( الإخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين ) .

السهم الحادي عشر : المداراة

فهل تحسن فن المداراة ؟ وهل تعرف الفرق بين المداراة والمداهنة ؟ روى البخاري في صحيحه من حديث عائشة رضي الله عنها ( أن رجلا أستأذن على النبي صلى الله عليه وسلم فلما رآه قال بئس أخو العشيرة , فلما جلس تطلق النبي صلى الله عليه وسلم في وجهه وأنبسط إليه , فلما أنطلق الرجل ), قالت عائشة : يا رسول الله حين رأيت الرجل قلت كذا و كذا , ثم تطلقت في وجهه و انبسطت إليه , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( يا عائشة متى عهدتني فاحشا ؟ إن شر الناس عند الله منزلة يوم القيامة من تركه الناس لقاء فحشه ) قال بن حجر في الفتح ( وهذا الحديث أصل في المداراة ) .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.