وأوضحت البعثة في بيان صحفي ، حصلت (إرم) على نسخة منه، وجا فيه ” بالنظر إلى عزم الجماعات الإرهابية على توسيع مناطق نفوذها ، تحث البعثة جميع أطراف النزاع المختلفة في ليبيا ، سواء كانت سياسية أو عسكرية ، الكف عن زيادة التصعيد العسكري فيما بينها ، وتركيز جهودها بدلاً من ذلك على مكافحة العدو المشترك ، الذي لن يردعه رادع عن تحقيق الهدف النهائي ، المتمثل في إقامة حكم إرهابي وحشي لا مثيل له كما فعل في بلدان أخرى ” ، في إشارة إلى تنظيم الدولة الإسلامية ((داعش)) .
وشهدت مدينة سرت الساحلية ومسقط رأس معمر القذافي، مواجهات عسكرية عنايفة منذ أسبوع ، بين قوات “فجر ليبيا” تابعة للمؤتمر الوطني العام ( البرلمان) المنتهية ولايته.
كما أبدت البعثة تساؤلها، عن دوافع من وصفتهم بـ”العازمين على التصعيد العسكري الذي لا يفضي سوى إلى تقويض الجهود الرامية إلى التوصل إلى حل سلمي للنزاع في ليبيا، في الوقت الذي يشارك فيه القادة السياسيون، في عملية حوار جادة لوضع حد للأزمة السياسية والنزاع المسلح في بلادهم .
وأعربت عن خيبة أملها الشديدة من جراء مواصلة الأطراف المتحاربة ، والانخراط بشكل ممنهج في أعمال عدوانية ضد البنية التحتية المدنية ، وغيرها من الخدمات الأساسية في جميع أنحاء ليبيا ، بالرغم من النداءات المتكررة من جانب جميع الاطراف ، والداعية إلى الامتناع عن مثل هذه الهجمات التي تهدد أرواح المدنيين بشكل مباشر .
وأدانت بشدة ، الهجوم العسكري الأخير على مطار الزنتان ، ووصفت الهجوم بـ” عمل متهور وغير مبرر على الإطلاق ، إذ يأتي على خلفية الدعوات المتكررة من الأمم المتحدة والمجتمع الدولي لكافة الأطراف ، لعدم القيام بأي أعمال تهدد بتصعيد التوتر ، في الوقت الذي ينخرط فيه القادة الليبيون في عملية الحوار .
وكثفت طائرات حربية تابعة لمليشيات فجر ليبيا التي صنفها البرلمان الليبي المنعقد في طبرق “جماعة إرهابية” ، كثفت ضرباتها الجوية ضد مدينة الزنتان خلال الـ 48 ساعة الماضية ، المدينة المؤيدة للبرلمان والتي تخوض عمليات عسكرية مشتركة مع الجيش الوطني ، في مدن غرب البلاد .
وشهدت المنطقة الغربية في ليبيا ، عمليات عكسرية واسعة بالقرب من الشريط الساحلي ، حيث خاضت قوات الجيش الليبي رفقة قوات الزنتان وجيش القبائل ، عمليات واسعة النطاق .
لكن هذه العمليات تشهد نوعاً من البطء ، وفقدان عدد من المواقع العسكرية المهمة ، اخرها سيطرة فجر ليبيا على معسكر “أم شويشة” ، بعد معارك طاحنة استمرت لأكثر من ثلاث أشهر .
وأكدت بعثة الأمم المتحدة ، بأن برناردينو ليون الممثل الخاص للأمين العام ، قد حذر من أن تكرار هذه الهجمات سواء على الزنتان أو معيتيقة ، أو غيرها من المرافق الحيوية ، تمثل محاولة متعمدة لتقويض جهود الوصول إلى حل سياسي للصراع الليبي من خلال الحوار ، مشددا على تصميم المجتمع الدولي الثابت ، على اتخاذ موقف صارم ضد أولئك الساعين ، إلى تصعيد الأعمال العدائية المسلحة.