وتعتبر الدراسة أن السبب في ذلك أن التوقعات السيئة تجعل أصحاب الأبراج ضعفاء وعاجزون أمام ما يعتبرونه قدرهم السيء!.
وتكمن الخطورة هنا، فالأبراج التي كانت في عصر سابق وسيلة خفيفة للتسلية وبشكل مخفي خجلا من أن يحكم أحد علينا بالسفاهة والبعد عن الدين، صارت اليوم علما واسعا، بل وصارت قدرا!.
فالملاحظ في وقتنا الحالي أن الدجالين والمشعوذين وقارئي الطالع صارت تلحق بأسماءهم ألقابا علمية، فصار قارئ الأبراج "فلكي" وكأن علم الفلك يأتي بضرب الحظ وليس بالتخصص والعلوم، بل صار أيضا "عالما/عالمة"، وكأن الإعلام يحاول تلميع صورة المنجم والدجال لاستقطاب المزيد من الجمهور الذي فرّغ عقله لمهمة معرفة مصيره بالثانية والدقيقة.
وصار الدجال والعراف ضيفا يحل كل عام في القنوات التلفزيونية ليصمم لك قدرك، ولتتابعه بشغف ولتؤسس حياتك بناء على اعتباراته، بل صار يتخطاك شخصيا ليتنبأ بأحداث العالم وسياساته وزعماء وشخصيات مهمة.
ولكي يضفي الدجال مصداقية على "علمه" فإنه يزخرف كلامه بأرقام وكواكب وماشابه ليوحي لك أنه يجهد كثيرا في أن يقدم لك كل شيء على أسس علمية.
ولكن ما الذي جعل الدجل يصير علما؟
أن يستهين الإنسان بمغزى الإيمان الديني يجعله عرضة لأهواء الوساوس والأوهام، فالعديد من الناس يرى أن القليل لا يضر في سبيل التسلية، في حين أن القليل باب الكثير، فيبدو إنسان اليوم في جفاء مع الله، فالإيمان الذي يعلم الإنسان التوكل والصبر والاحتكام إلى العقل، صار هشا ضعيفا منساقا إلى الارتباط بوقائع الحياة حتى لو كانت وهما.
ثم انتشار الأمية والجهل ساهما إلى حد كبير في تعطيل العقل والقياس القلبي، فصار بضعة دجالين يملكون الخيوط التي تحركنا أينما شاؤوا والذين يوقظوننا في كل عام على مصيرنا المعلن من أفواههم.