تخطى إلى المحتوى

"واشنطن بوست": العلاقات السعودية- الأمريكية لم تتعاف بعد

"واشنطن بوست": العلاقات السعودية- الأمريكية لم تتعاف بعد

خليجية

قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إن التمزق الذي أصاب العلاقات الأمريكية- السعودية، والذي يعتبر الأسوأ منذ 40 عاما، خفت حدته، لكن لم يتم التعافي منه بشكل كامل، وذلك من خلال التدابير التي انتهجتها كلا الدولتين من أجل إصلاح العلاقات التي تضررت بين البلدين. وأضافت الصحيفة، في تقرير نشر في عدد 28 مايو 2024، أنه في إشارة إلى أهمية العلاقة بين الطرفين، بذلت الحكومتين جهودًا مضنية لإصلاح الصدع الذي حدث في العلاقات، بعد تنحي الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن موقفه- الصيف الماضي– باعتبار استخدام النظام السوري للأسلحة الكيميائية خطًا أحمر، لكنه امتنع عن توجيه ضربة عسكرية ضد نظام الأسد. وذكرت الصحيفة "أن الخلافات بشأن إيران ومصر وفوق كل ذلك سوريا– التي يعتبرها خادم الحرمين مهمة شخصية- ترك التحالف الذي استندت إليه موازين القوى في الشرق الأوسط، لسنوات عديدة لاتزال مشحونة ومتوترة". وأشارت الصحيفة إلى أن الارتداد الأمريكي عن القضية السورية بمثابة ضربة مريرة للرياض، ليس فقط لأنه خسر فرصة سانحة للإطاحة بالرئيس بشار الأسد، ولكن أيضا بسبب الرسالة التي تلقتها الرياض فيما يتعلق بمصداقية الولايات المتحدة الأمريكية فيما يتعلق بحماية الدولة النفطية، والتي اعتمدت عليها أمريكا لستة عقود. ولفتت إلى أن عبد الله العسكر، رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشورى قال إن "أوباما ليست لدية أي إرادة سياسية على الإطلاق، ليس فقط فيما يتعلق بسوريا ولكن بأي مكان آخر". ورأت الصحيفة أن هذا التصور يعكس أن الولايات المتحدة الأمريكية فقدت بشكل كبير اهتمامها بالشرق الأوسط "هناك شعور بخيبة الأمل في هذا الصدد بكل أنحاء العالم العربي". وقالت الصحيفة إن زيارة الرئيس أوباما للمملكة في شهر مارس هدفت إلى طمأنة السعوديين على التزام واشنطن بواجباتها تجاه العلاقة بين البلدين، وتلت ذلك وفود أخرى من الولايات المتحدة للمملكة من مختلف فروع الحكومة، على رأسها وزير الدفاع الأمريكي تشاك هيجل، الذي أكد بدوره التزام بلاده بأمن منطقة الخليج التي تنتج معظم نفط العالم. وذكرت الصحيفة أن السعودية من جانبها اتخذت خطوات لإعادة تنظيم نهجها فيما يخص الصراع السوري، لمعالجة بعض المخاوف التي أحجمت بسببها الولايات المتحدة عن المشاركة بشكل أكبر، بما في ذلك اتخاذ تدابير وإجراءات للحد من تأثير الجهاديين على الثوار السوريين. وأضافت أن من بين هذه الإجراءات قانون جديد صارم لمكافحة الإرهاب والجماعات السورية التي لها علاقة بتنظيم القاعدة، ومن يتطوع للجهاد في سوريا (نحو 1500 سافروا إلى هناك بحسب الحكومة السعودية). وتقول الصحيفة إن إدارة أوباما لديها استعداد أكبر في الأسابيع الأخيرة للسماح بتدفق الأسلحة للمتمردين السوريين، ويبدو ذلك واضحا بعد ظهور أسلحة أمريكية الصنع ومضادات الدبابات في أيدي المتمردين الشهر الماضي للمرة الأولى. ولفتت الصحيفة إلى أنه يبدو من غير المحتمل أن هذه التدابير سوف تذهب بعيدًا لما فيه الكفاية لتلبية آمال السعوديين لتغيير قواعد اللعبة في سوريا، أو إجبار الأسد على التفاوض على إنهاء ملكه، أو توريد مضادات للطيران للمتمردين وهو ما تسعى المملكة لفعله هذه الأيام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.