أجهز بطلا العالم السابقان ألمانيا وفرنسا على الأحلام الإفريقية في بلوغ دور الثمانية لبطولة كأس العالم 2024 المقامة بالبرازيل حاليًّا، بعدما أقصيا الاثنين الجزائر ونيجيريا على الترتيب، آخر ممثلي القارة السمراء في البطولة، فيما يمكن تسميته العدوان الثنائي على القارة السمراء. في بورتو إليجيري، كاد المنتخب الجزائري أن يُجبر الماكينات الألمانية على اللجوء لركلات الترجيح على الأقل، لكنه اكتفى بتمديد المباراة إلى وقت إضافي شهد ثلاثة أهداف، بعد أن عجز الفريقان عن هز الشباك طيلة التسعين دقيقة مدة الوقت الأصلي، بواقع هدفين ألمانيين وهدف جزائري. سجل هدفي ألمانيا كل من البديل آندي شورله في الدقيقة الثانية من بداية الوقت الإضافي الأول، ومسعود أوزيل (ق120)، قبل أن يسجل البديل أيضًا عبد المؤمن جابو هدف "الأفناك" الوحيد في الدقيقة الثانية من الوقت بدل الضائع للقاء. شهدت المباراة تألقًا غير عادي لكافة لاعبي الجزائري، الذين قدموا عرضًا بطوليًّا كاد أن يصل إلى تحقيق هدف غير مسبوق، بتأهل فريق عربي إلى دور الثمانية في المونديال، لولا الإرهاق الذي حل على عدد من لاعبي الفريق في الوقت الإضافي، فضلا عن خروج القائد وصخرة الدفاع رفيق حليش مصابًا. وقدم الحارس رايس مبولحي عرضًا من نوع خاص، أوقف فيه كل المحاولات الألمانية للاقتراب من شباكه، لا سيما هجمات توماس مولر الذي لا يكل. وبفوز ألمانيا، بطلة كأس العالم أعوام 1954 و1974 و1990، ضرب الفريق موعدا مع قمة أوروبية في الجولة المقبلة أمام فرنسا المتوجة على أرضها بنسخة 1998. وتغلب منتخب (الديوك) على نظيره النيجيري بهدفين دون رد في فورتاليزا، رغم العرض الجيد لمنتخب النسور في العديد من أوقات اللقاء، وكذلك تألق حارسه المخضرم فنسنت إنياما. وجاء هدفا فرنسا في الرمق الأخير من المباراة عن طريق بول بوجبا (ق79)، وجوزيف يوبو بالخطأ في مرماه (ق90). تقاسم الفريقان الشوط الأول، وإن ظلت الخطورة للديوك، وفي مطلع الشوط الثاني تسيد منتخب نيجيريا المباراة بشكل مطلق، إلا أن تعديلات المدير الفني ديدييه ديشامب أعادت الروح لفريقه، الذي استغل في كرة الهدف الأول الخطأ الوحيد لإنياما.