تناقلت وسائل الإعلام قصة عاملة ثلاثينية تُدعى "سولانج" غادرت وطنها مدغشقر؛ للعمل خادمة منزلية بالمملكة العربية السعودية من أجل تحسين الوضع المعيشي لعائلتها، إلا أنها تُوفيت بعد أقل من سنة من تاريخ وصولها للمملكة. وذكر تقرير وارد عن وكالة الأنباء الفرنسية "أ.ف. ب" أن "سولانج" عادت لوطنها جثة بعد أقل من عام، وجاء في التقرير الطبي الصادر من السعودية أن "سولانج" وافتها المنية إثر إصابتها بسكتة قلبية مفاجئة أودت بحياتها. ورفض زوج الخادمة المتوفاة ما جاء بالتقرير، وقال: إن الحياة التي كانت تعيشها زوجته في المملكة هي السبب الرئيس وراء وفاتها. وأضاف: "لقد أخبرتني خلال آخر مكالمة هاتفية جرت بيننا أنها لا تعرف أين هي ولا تعرف عنوان منزل الأسرة التي تقيم عندها.. لقد بدا صوتها مجهدا للغاية إذ قالت لي إنها لا تعتقد أنها ستعيش كثيرا كما أنها أوصتني بالاهتمام بطفلينا". وقال الزوج: "إن زوجته المتوفاة عانت كثيرا من ساعات العمل الطويلة، إذ كانت تبدأ عملها في السادسة صباحًا ولا تنتهي من عملها إلا في الثانية صباح اليوم التالي، حيث يمكنها حينها أن تخلد للنوم، ولا تحصل على أي راحة إلا في الثالثة ظهرًا حيث يمكنها الحصول على وجبة الغداء، كما أنها كانت تتعرض للسب والإهانة". وذكرت وكالة الأنباء الفرنسية أن مدغشقر، نتيجة ما يعانيه أهلها من فقر، كانت إحدى الدول المدرجة ضمن قائمة الدول التي تعمل شركات توظيف العمالة على توفير فرص عمل جيدة لنسائها الفقيرات على أن تحصل شركة التوظيف على جزء من راتب العاملة. وأفادت الوكالة أنه عقب وفاة ما لا يقل عن 35 سيدة، قررت وزارة العمل بمدغشقر، العام الماضي، منع النساء من التعاقد مع مثل هذه المكاتب. وأفادت الوكالة أنه بالرغم من أن العاملة المنزلية تحصل على راتب شهري يقدر بـ 200 دولار فقط من أصل 3.400 دولار، هي قيمة الراتب الذي تدفعه العائلة السعودية للعاملة. ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن منظمة العمل الدولية ثناءها على التعديلات التي ألحقتها السعودية مؤخرا بالنصوص الخاصة بتوظيف العمالة الأجنبية، حيث أعطت للعاملات بالمنزل حق الحصول على يوم راحة في الأسبوع، كما أنها وضعت نصوصًا تُلزم أرباب العمل بدفع رواتب العاملات وإلا تعرضوا للمساءلة القانونية حال عدم الدفع.
زوج "سولانج" يتهم أسرة سعودية بالتسبب في وفاتها