كشف عائدون من رحلة الحرب في سوريا، أن الواقع الفعلي على الأرض هناك مختلف تمامًا عما تصوره وسائل الإعلام وما تتداوله وسائل التواصل الاجتماعي. وأوضح محمد عسيري العائد من الحرب في سوريا، خلال حلقة برنامج "همومنا"، التي بثتها القناة الأولى، الجمعة (11 أكتوبر 2024)، أن هناك توظيفًا واستغلالاً للحرب والأزمة السورية، وهذا ملحوظ في تقاطع الأهداف لدى التنظيمات المقاتلة. وقال عسيري إنه ذهب بدافع إنساني لتقديم خدمة طبية وإسعافية للمرضى والجرحى، غير أن ذلك لم يكن ممكنًا؛ فالحرب في سوريا معقدة ومتداخلة، وجهات الصراع عديدة، والعمل الإنساني في هذه البيئات صعب للغاية. وتابع أن هدفه كان مساعدة الشعب السوري في مواجهة نظام بشار الأسد، لكنه اكتشف أن الواقع يختلف؛ فالحرب والتكفير بين هذه التنظيمات طغى على سلوكها، ولكل منها أجندة خاصة بها. من جانبه، قال الداعية بندر معشي إن "للإعلام دورًا كبيرًا في دفعنا للذهاب إلى سوريا؛ حيث أسهم في التأثير فينا وألهب حماستنا وضغط علينا من ناحية إنسانية". وأضاف: "كنا نرى مناظر الدم ونسمع عن اغتصاب النساء دون ذنب.. كل ذلك كان السبب في ذهابنا، لكن بعدما وصلنا هناك اكتشفنا الفوارق الكبيرة بين ما ينشره الإعلام والواقع؛ فالتكفير يأخذ حيزًا كبيرًا في تفكير هذه التنظيمات التي يقاتل بعضها بعضًا، واللافت أن البعض يتنطع للفتيا وهو في سن صغيرة لا تؤهله لذلك".
عائدون من سوريا: الواقع مختلف عما تنقله وسائل الإعلام