الوكيل – تعتزم أمانة عمان الكبرى ‘التحول نحو المباني الخضراء’ في وقت تتجه إلى منح المواطنين حوافز في مسودة مشروع نظام الأبنية الجديد لتشجيعهم على استخدام هذا النوع الجديد من البناء، وفق ما أفادت به مستشارة الأمين للشؤون الهندسية المهندسة نعمة قطناني.
وبينت قطناني لـ’الغد’، أن الأمانة شكلت لجنة متخصصة لدراسة هذا الموضوع والتعامل معه، على أن يبدأ التطبيق في المراحل الأولى في ‘المبنى الرئيسي ومركز الحسين ومركز جاليريا رأس العين’، على أن تتبع ذلك مبان أخرى وفق رؤية ‘الأمانة’.
وفي وقت لم تكشف فيه قطناني عن تكاليف ‘التحول’، إلا أنها أوضحت أنه سيراعى عند عملية التحول ‘تغيير أنظمة الإضاءة والتكييف والواجهات الزجاجية والمياه وغيرها من الإجراءات’، التي قالت عنها إنها ستنعكس إيجابا على واقع العاصمة عمان بيئيا ومعاشيا، إضافة الى ما سيحققه هذا (التحول) من وفورات كبيرة.
من جانبه، قال الخبير البيئي في ‘الأمانة’ المهندس زيدون النسور، إن الأمانة بصدد مراجعة تصاميم المباني الرئيسية لديها لدراسة كفاءة الطاقة المستهلكة حاليا ووضع الأولويات للتحول التدريجي نحو ‘الأخضر’.
وبين أن الوفورات المتوقعة من ‘الأخضر’ تتراوح بين 15-20 % من التكلفة الحالية، شريطة تعاون مستخدمي البناء بتطبيق إرشادات توفير الطاقة.
وكان الخبير في مجال الأبنية الخضراء سلمان ظافر بين في دراسة له نشرت مؤخرا في ‘الغد’ أن ‘المباني الخضراء توفر العديد من المزايا للعديد من الجهات المعنية بصناعة البناء، بمن في ذلك سكان المباني والمجتمع ككل’، مشيرا إلى أن المباني الخضراء توفر في العادة جودة هواء أفضل، وإضاءة طبيعية وفيرة، وتكافح الضوضاء ما يجعل هذه المباني مكانا أفضل للعمل أو المعيشة.
ومن بين السمات الأساسية للمباني الخضراء التشديد على حماية التوازن البيئي، وتحسين البيئات التي قد تكون قد تضررت في الماضي، وعادة ما تشيد المباني الخضراء في الأراضي الحساسة بيئياً، مع أخذ التدابير اللازمة لاستعادة الحياة النباتية.
وبين أن كفاءة استخدام الطاقة هي واحدة من أهم العوامل في تصميم المباني الخضراء، وتتضمن الاختيار الدقيق للنوافذ، والعزل الجيد للحفاظ على درجة حرارة الهواء، وعزل مواسير التكييف، والوضع الصحيح لعوازل البخار والهواء، واستخدام الطاقة النظيفة في التدفئة والتبريد.
وإضافة الى ما سبق أكد ظافر أهمية استعمال الطاقة المتجددة، مثل طاقة الرياح، والطاقة الشمسية أو الطاقة الحيوية، لتلبية الاحتياجات وللتقليل إلى حد كبير من البصمة الكربونية لهذه المباني.
وأضاف، أن البيوت الخضراء تشدد على الحفاظ على الماء باستخدام أنظمة أكثر كفاءة للضخ وإعادة الاستعمال، مشيرا الى أن ترشيد المياه يعد خاصية أخرى مميزة للمباني الخضراء والتي تساعد في تخفيض الآثار الضارة لاستعمال المياه على البيئة المحيطة كالبيئات البحرية مثلاً.
وبين أن الزيادة في الأمراض التنفسية والحساسية والمواد الكيميائة التي تطلق الغازات في الهواء أسهمت في زيادة الوعي حول أهمية الهواء داخل المنازل من خلال المباني الخضراء التي تركز أيضاً على تقليل الأمراض التنفسية والحساسية عن طريق تحسين جودة الهواء داخل المنازل من خلال التحكم بمصادر التلوث وتقليلها والقضاء عليها من خلال التنقية والترشيح.
وتشير الإحصاءات إلى أن عدد الأبنية الخضراء في المملكة لا يزيد على 100، في حين يرى خبراء أنه سيكون بمقدور ‘الأخضر’ توفير نحو 70 % من الطاقة من خلال استخدام البدائل الطبيعية.
الغد