الوكيل – شكك وزير الخارجية السابق والمعلق السياسي المتعاون مع cnn مروان المعشر في إمكانية إرسال الأردن لقوات برية من أجل مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية ‘داعش’، ولكنه أكد قدرة عمّان على توفير معلومات مخابراتية، كما حذر من مغبة الاستعانة بنظام الرئيس بشار الأسد الذي قال إن بقاءه في السلطة سيكون مسألة ‘في غاية الصعوبة’ ورأى بأن السعودية ستشارك بفاعلية في المواجهة.
وشكك المعشر، في مقابلة مع cnn في إمكانية مشاركة قوات برية من الأردن أو من دول أخرى في المنطقة بالعمليات العسكرية ضد داعش قائلا: ‘بالتأكيد سيكون لأمريكا حلفاء في المنطقة، ولكنني أشك بأن تقوم أي دولة، بما في ذلك الأردن، بإرسال قوات برية، هذا أمر صعب جدا بالمنطقة.’
وتابع المعشر بالقول: ‘يتوجب على أمريكا أن تتولى الدور الطليعي وتقود العمليات والضربات العسكرية، وما يمكن لدول مثل الأردن وغيره فعله هو توفير المعلومات الاستخبارية وشبكة الاتصالات التي تشمل العشائر العراقية ومحاولة العمل مع تلك العشائر من أجل فك ارتباطها بداعش، وعلى الأرجح فإن معلومات الأردن عن داعش لا تمتلكها أي دولة أخرى، وأظن أن أمريكا ستحصل على مساعدة على هذه الصعد وأشك بإمكانية أن تحصل على مساعدة من قوات برية.’
وحول ما إذا كانت القوات العراقية والكردية كافية لتحقيق الأهداف الأمريكية أم أن أمريكا ستضطر بنهاية المطاف لإرسال قوات برية قال المعشر: ‘لا أظن أن أمريكا بموقف يسمح بإرسال قوات برية، فالرأي العام الأمريكي واضح بهذا الشأن.’
ولكنه تابع بالقول: ‘أظن أنه يمكن تحقيق استراتيجية واشنطن عسكريا عبر دعم القوات العراقية والكردية والقوى المعتدلة في المعارضة السورية. الأمر لن يكون سهلا وسيستغرق وقتا طويلا، ويتوجب أن يترافق ذلك مع خطوات سياسية على رأسها تشكيل حكومة عراقية واسعة التمثيل يمكن فيها للقوى السنية الشعور بأنها ممثلة بشكل عادل.’
وحذر المعشر من إمكانية الاستعانة بالنظام السوري في المواجهة مع داعش قائلا: ‘لا أظن أنه يمكن النظر إلى نظام (الرئيس بشار) الأسد على أنه جزء من الحل، هو جزء من المشكلة، وسيكون بقاء الأسد في السلطة بالغ الصعوبة بعد كل الفظائع وعمليات القتل التي حصلت، كما أنه سيكون من الصعب إلحاق الهزيمة بداعش دون ضربه في سوريا، ولذلك أرى أن الرئيس أوباما محق بضرورة مطاردة التنظيم في سوريا ولكن لا يجب أن يعني ذلك بأي شكل دعم نظام الأسد، أظن أن ذلك سيكون خطأ.’
وعن الدور المتوقع من السعودية في الصراع مع التنظيم المتشدد قال المعشر: ‘أظن أن السعوديين تقلقهم الأحداث الحالية كما تقلق الجميع وهم يفهمون أن الأمر يشكل خطرا أمنيا على المنطقة برمتها ولذلك أؤمن بأنهم سيلعبون دورا.’
ولكن الدبلوماسي الأردني السابق ختم بالقول إن القضية تتجاوز المواجهة مع متشددين قائلا: ‘أظن أن السؤال حول ما إذا كان الربيع العربي قد نجح في إحداث صدمة توقظ الحكومات في المنطقة وتدفعها لإدراك أن عليها أن تشارك في تقاسم السلطة ومعالجة التحديات السياسية والاقتصادية الداخلية بما يمنع تطور ثقافة تدعم الجماعات الإرهابية المماثلة هو أصعب من السؤال حول ما إذا كانت الدول في المنطقة مستعدة لتقديم المساعدة العسكرية واللوجستية للعمل العسكري.’ (cnn)