الوكيل – بدأت قصة الأردن ومنطقة بلاد الشام وحوض البحر المتوسط مع شجرة الزيتون منذ آلاف السنين.
واصبحت هذه الشجرة احدى العلامات المميزة لكثير من المدن والقرى وسفوح عمان وعجلون وجرش واربد والسلط ومادبا والكرك والطفيلة، حتى غدت نحو 20 مليون شجرة، وتحتل نحو مليون و350 ألف دونم، وفقا لنشرات دائرة الإحصاءات العامة.
يقول الناطق الإعلامي في وزارة الزراعة نمر حدادين لـ”الغد” ان انتاج الزيتون وزيته للموسم الماضي بلغ حوالي 183 الف طن ثمار زيتون، انتج 26 الف طن من الزيت، و36 الف طن من الثمار للكبيس، متوقعا ان يشهد الموسم الحالي زيادة في الإنتاج.
ويقدر حدادين متوسط استهلاك الفرد من زيت الزيتون بـ 3.5 كيلو غرام سنوياً، اي ان الاستهلاك الكلي للمملكة، يقدر بحوالي 21773 طنا.
ومن ابرز الدول المستورد لزيت الزيتون الأردني: البحرين، الكويت، عمان، قطر، السعودية، والولايات المتحدة الاميركية.
وحددت وزارة الزراعة موعد فتح معاصر الزيتون للموسم الحالي يوم الأول من تشرين الاول (اكتوبر)، بعد ان طلب مزارعي الزيتون من الوزارة تقديم الموعد لبداية الشهر، بعدما كان تفتتح في الخامس عشر من نفس الشهر من كل عام.
وتعهدت الوزارة بمتابعة التزام أصحاب معاصر الزيتون بتطبيق كافة الشروط البيئية والصحية.
وأشار حدادين الى ان المملكة حققت العام الماضي اكتفاءً ذاتيا من زيت الزيتون وزيتون المائدة (الرصيع)، بحيث تعتبر هذه المنتجات مواد غذائية استراتيجية وأساسية في السلة الغذائية.
وتتفاوت مناطق المملكة في مساحة الأراضي المزروعة بأشجار الزيتون، تبعا لطبيعة كل منها، من حيث تضاريسها الطبيعية وجغرافية مواقعها، وتحتل محافظة إربد، المرتبة الأولى من حيث حجم المساحة المزروعة بأشجار الزيتون وإنتاج الزيت، بما مجموعه أكثر من 290 ألف دونم.
وقال مدير عام الاتحاد العام للمزارعين محمود العوران إن “هناك عدة أنواع من اشجار الزيتون تزرع في المملكة، أهمها الروماني، وتصل نسبة الزيت المستخرج من الحبة الواحدة إلى حوالي 30 %، ثم الزيتون الصوري ذي اللون الأسود، فالنبالي الذي تعود أصوله القديمة إلى منطقة بيت نبالا في فلسطين، وتتفرع عنه أصناف عدة، إلى جانب اليوناني وحبته كبيرة، وتنتج الوزارة حاليا أصنافا عديدة ومحسنة لأشجار الزيتون”.
وقال حدادين، انه مع اقتراب موعد قطف الزيتون الذي يبدأ عادة بعد منتصف تشرين الأول (اكتوبر) ويستمر حتى نهاية كانون الأول (ديسمبر)، يستعد المزارعون لجني ثمار الموسم، يملؤهم الفرح والسرور بثمار وفيرة وإنتاج غزير.
واضاف “يفضل البدء بقطف ثمار الزيتون بعد الشتوة الاولى، اي حين يصبح لون حبة الزيتون أخضر أو أسود، ويتم إما للكبيس أو الرصيع، عندما يصبح لونه أخضر فاتحا، أو لإنتاج الزيت بعد تلون غالبية ثمار الشجرة الواحدة بـ”الأسود”.
وتتم عملية القطف بوضع مفارش تحت الشجرة وجمع الثمار في مكان معين، ثم ترسل لمعصرة الزيتون، ثم يحفظ الزيت لبيعه، وهناك مزارعون يخزنون الزيت في بيوتهم لموسم أو أكثر، ويستخدمونه عند الحاجة، بحيث يحفظ في مكان بعيد عن الضوء والحرارة والروائح الكريهة، لأنه قد يتأثر بذلك.
ودعا المواطنين الى عدم تخزين الزيت في قوارير زجاجية، لأن من شأن ذلك السماح بدخول الضوء إليها، ما يؤدي لتغيير لون الزيت الطبيعي وبالتالي تغير طعمه.
وللتأكد من سلامة الزيت الذي ينتج وتحدد نوعيته وجودته، قال: “يمكن معرفة نوعية الزيت، إما بإجراء التحاليل المخبرية الخاصة او عن طريق طعم الزيت ولونه، بالاعتماد على الذوق والرائحة أيضا”.
واضاف: أنه إذا كان لون الزيت أخضر داكنا وكان طعمه لاذعا فهذا يعني أنه طبيعي وسليم، أما إذا كان أصفر كاشفا، فإنه غير سليم ومغشوش، ومعظم المزارعين لديهم القدرة على تحديد جودة الزيت إن كان طبيعيا أم لا، بسبب خبرتهم.
الغد