الوكيل – قال رئيس مجلس الأعيان الدكتور عبد الرؤوف الروابدة أن الهوية الوطنية الأردنية هوية جامعة لا تقبل الإقصاء أو التهميش.
وأكد رئيس مجلس الاعيان أهمية الاعتزاز والالتزام بها باعتبارها عنصر أساسي ومتمم للهوية القومية والانسانية .
وقال في محاضرة حول الشخصية الوطنية القاها اليوم الاربعاء لدى استقباله وفدا من الدارسين في كلية الدفاع الوطني لدولة الامارات العربية المتحدة، ان الاردن تميّز بتنوع مكوناته، فهو بوتقة صهرت الى جانب الاردنيين قبل قيام إمارة شرقي الاردن مكونات عديدة منها : احرار بلاد الشام الذين فاءوا الى الاردن بعد معركة ميسلون، وبعض قيادات الثورة العربية الكبرى، واللاجئين والنازحين الفلسطينيين، الى جانب أقليات عرقية من الشركس والشيشان والاكراد والترك والارمن وغيرهم .
واضاف العين الروابدة ان النشأة العروبية للدولة الاردنية أسهمت في اختفاء الهوية الاردنية لصالح الهوية العربية، في حين برزت الهوية القطرية في كل قطر عربي، مؤكدا ان الأردنيين ليسوا إقليميين ولا يمكن أن يصبحوا إقليميين بسبب نشأتهم العروبية، محذرا في الوقت نفسه من بروز أكثر من هوية وطنية واحدة في وطن واحد.
وأشار الى عناصر قوة الدولة الاردنية التي ساهمت في تكوين الشخصية الأردنية، اضافة الى التاريخ والجغرافيا وأهمها ارث الرسالة النبوية والثورة العربية الكبرى، والديموقراطية، والوسطية والاعتدال، والتسامح، اضافة الى الوحدة الوطنية، والانجاز، والامن والاستقرار، والدور الفاعل . واستعرض اهم جوانب الشخصية الوطنية الاردنية التي تعشق الأردن، وتعتز بالانتماء اليه، وتفخر بتاريخه ودوره وانجازاته، وهو عندها اولا وكل الاهتمامات الاخرى تليه، كما انها شخصية تعنى بكل قضايا الأمة وفي مقدمتها قضيتنا المركزية في فلسطين، وهي شخصية حاضنة وأم رؤوم لكل عربي فاء اليها.
وأضاف ان الشخصية الوطنية الاردنية متدينة بوعي وفهم وموضوعية، وهي وسطية معتدلة بعيدة عن التطرف واستغلال التدين، ومتسامحة تقبل الأديان السماوية وتحترمها وتتعامل معها للمصلحة العامة، اضافة الى انها شخصية ديموقراطية تؤمن بالحوار وسيلة للوصول الى القواسم المشتركة بعيدا عن المزاودة او المناقصة، وعن احتكار الحقيقة ،كما انها ترفض الانعزالية وان تكون في موقف المتفرج .
ونوه الى انها شخصية تعشق الحرية وتعتز بالكرامة الانسانية وتؤمن بالمواطنة الحقة وبالهوية الوطنية ، وتقدس الامن والاستقرار باعتباره الحاضنة للديموقراطية والحريات العامة، وهي شخصية منتجة تأبى التواكل وتؤمن بالعمل والابداع فيه، وتقدر الانجاز الوطني وتحميه من المستغلين والفاسدين والمعتدين .
وعرض لمراحل تشكل الشخصية الوطنية نتيجة عاملي التاريخ والجغرافيا وتداخلهما مع عوامل داخلية سياسية واجتماعية وثقافية، وعوامل خارجية خاصة فيما يتعلق باثر المجتمعات المجاورة المتفاعلة مع المجتمع الوطني .
ولفت الى أركان المواطنة المتمثلة في الانتماء للوطن، والمساواة بين الجميع دون تمييز، والمشاركة الفاعلة في صناعة القرار وتسيير الشؤون العامة.
وكان رئيس مجلس الاعيان أعرب في بداية حديثه عن اعتزازه بالعلاقات الوثيقة التي تربط الاردن بالأمارات والتي كانت وما زالت موضع اهتمام قيادتي البلدين الشقيقين.
وجرى في نهاية المحاضرة التي أدارها رئيس كلية الدفاع الإماراتية العميد يوسف مال الله الحمادي حوار موسع اجاب خلاله الروابدة على اسئلة الحضور التي تناولت عددا من القضايا المتعلقة بالشخصية الوطنية والعوامل التي أسهمت بتشكيلها .