أرقام- انخفضت أسعار النفط أدنى مستوى 70 دولاراً للبرميل بعدما امتنعت «أوبك» عن خفض مستويات الإنتاج في اجتماعها الأسبوع الماضي، وهو القرار الذي يراه بعض المحللين كمحاولة من دول الخليج للتأثير في منتجي النفط الصخري في اميركا.
ودفع ارتفاع أسعار النفط في السنوات الأخيرة طفرة الطاقة حيث جعلت تقنيات الحفر المكلفة مثل التكسير الهيدروليكي مجدية اقتصاديا، لا سيما في ولاية تكساس وداكوتا الشمالية، لكن حالياً، أدى تزايد إمدادات النفط العالمية إلى جانب تراجع الطلب إلى انخفاض الأسعار.
ولكن ماذا يعني كل ذلك بالنسبة للاقتصاد الأميركي؟ أجاب تقرير نشرته صحيفة وول ستريت جورنال على هذا التساؤل قائلاً: لئلا يكون هناك أي التباس، فإن انخفاض أسعار البنزين لا يزال جيداً بالنسبة للولايات المتحدة.
وانخفضت أسعار البنزين من 3.27 دولارات للغالون منذ عام مضى، ومن 3.68 دولارات في يونيو إلى حوالي 2.77 دولار الإثنين الماضي، وذلك وفقاً لبيانات «إيه إيه إيه»، وهو ما يجب أن يوفر دفعة رئيسية في الوقت الذي يتعثر فيه النمو في الخارج، حتى لو حد انخفاض الأسعار من الاستثمار في قطاع الطاقة.
– بالنسبة للمستهلكين :
أنفق المستهلكون 370 مليار دولار على البنزين العام الماضي، ووفقاً لتحليلات الاقتصادي لدى «غولدمان ساكس» كريس داوسي فإن انخفاض أسعار البنزين على مدار الأشهر الستة الماضية يعد بمثابة خفض الضريبة بالنسبة للمستهلكين بمقدار 75 مليار دولار.
كما أن أسعار البنزين المنخفضة تفيد معظم الشركات أيضاً لأنها تقلل تكاليف الشحن والإنتاج.
ويقدر «غولدمان ساكس» أن انخفاض سعر البنزين يجب أن يعزز الناتج المحلي الإجمالي بمقدار 0.4 % على مدار العام القادم.
ولكن التقرير تساءل: إلى أي مدى ستنفق الأسر، بدلاً من أن تدخر، مع التراجع غير المتوقع لأسعار البنزين؟ هذا وقد يكون الانخفاض في أسعار البنزين بمثابة خفض تدريجي للضريبة لأن الأسر ذات المداخيل المنخفضة حساسة بشكل خاص من تزايد أسعار الطاقة.
– بالنسبة للمنتجين :
يعني ارتفاع إنتاج النفط الأميركي أن تراجع أسعار البنزين ربما يعيق أحد أهم قطاعات الاقتصاد الأميركي على مدار السنوات الأربع الماضية.
وذكر التقرير أن أحد التقديرات أظهر أن حوالي %80 من آبار النفط الصخري الجديدة ستظل مربحة حتى مع تراوح أسعار النفط بين 50 و 69 دولاراً للبرميل، ولكن حتى إذا ظلت الآبار الحالية مربحة، فإن شركات الطاقة ربما تعيد النظر في شهيتها للاستثمار في ظل احتمالية تراجع أسعار النفط على مدار العام القادم.
وقال التقرير: إن الاقتصاديين أشاروا إلى أن الآثار على كل من جانب المستهلكين والمنتجين ربما تستغرق وقتاً قبل الظهور من خلال البيانات الرسمية.