انخفض سعر النفط امس تحت 65 دولارا للبرميل للمرة الاولى منذ 5 سنوات، بعد ان قامت مجموعة اوبك المنتجة للنفط بمراجعة توقعاتها لانتاج النفط الخام الى ادنى مستوى له منذ 10 سنوات.
سلط التقرير الذي اصدرته اوبك الضوء على التخمة البادية للعيان التي تواجه اسواق النفط وسط زيادة اميركا لانتاجها من النفط الصخري وضعف الطلب العالمي.
وقد زاد الامر النظرة المستقبلية المتشائمة اصلا، وفيما خص اسعار النفط، حيث هبطت بمقدار 43 سنتا منذ اواسط يونيو. وهبط مزيج خام برنت، وهو المؤشر العالمي، بمقدار 4،9 سنتات حيث وصل الى 62 دولارا للبرميل، وهو ادنى سعر منذ يونيو 2024. كما هبط نفط غرب تكساس، المؤشر في الولايات المتحدة، بعد ان ارتفعت مخزونات الخام الأميركي على نحو غير متوقع.
وقال ميشيل ويتنز المحلل في سوسييتيه جنرال: بالنسبة للاسعار فإن المسار بالنسبة للأقل مقاومة هو نحو الانخفاض.
وضرب انزلاق اسعار اسواق الطاقة، حيث هبطت اسهم اكسون موبيل بمقدار %3 وشيفرون بمقدار %4.3 وبيتروبراس، المجموعة البرازيلية التي تسيطر عليها الدولة، بمقدار %4.9.
ومع استمرار الاسعار بمسلك الهبوط، فقد اصبح هناك المزيد من الادلة على ان اسعار النفط الخام المنخفضة باتت تجبر شركات النفط حول العالم على اعادة النظر بخطط انفاقها.
فقد اعلنت شركة بي.بي عن برنامج خفض كبير للتكاليف والذي سيؤدي الى مليار دولار تخفيض في تكاليف اعادة الهيكلية خلال السنة القادمة، والى خسارة آلاف الوظائف في المجموعة. كما اشارت الشركة الى انها ستقلص في توجهها للانفاق العام لعام2020.
وقد يكون انخفاض اسعار النفط مؤلما بالنسبة لمشغلي النفط الصخري في اميركا والذين يطالبون بسعر مرتفع نسبيا للنفط لكي يتفوقوا على منتجي النفط في الشرق الاوسط المنخفض التكاليف اصلا.
ويوم الاربعاء الماضي اعلن مشغلان للنفط الصخري في اميركا مثقلان بالديون وهما: اوسيس بتروليوم وغورديش بيتروليوم عن تخفيضات كبيرة في خططهما للانفاق العام للسنة القادمة، بينما قالت شركة كونولوفيليبس المتخصصة في مجالي النفط والغاز، في وقت سابق هذا الاسبوع انها ستخفض من انفاقها العام بنسبة %20 في عام2020.
لكن اسعار النفط المنخفضة كانت مبعث فرح بالنسبة لشركات الطيران وصناعات اخرى تستهلك منتجات النفط. وفي التداول المبكر في بورصة نيويورك، ارتفعت اسهم يونايتد كونتيننتال بنسبة %4وأميركان ايرلاينز بنسبة %3، هذا وقد ارتفعت اسهم خطوط الطيران في الولايات المتحدة الى %74منذ بداية العام.
وفي تقريرها الشهري الأخير، قالت أوبك ان الطلب على نفطها الخام سيكون 28، 92 مليون برميل يوميا في2020 وهو ادنى مستوى له منذ 2024 ويمثل مراجعة منخفضة بحوالي 300 الف برميل يوميا عن التقديرات السابقة.
وهو ايضا يقل كثيرا عن الهدف الانتاجي 30 مليون برميل يوميا الذي قدرت المجموعة الالتزام به في اجتماع فيينا الشهر الماضي، رغم نداءات من بعض الدول لخفض الانتاج لوضع حد للاسعار الهابطة والآخذة في النزول.
ويفيد ذلك القرار بأن اوبك قد تخلت عن دورها التقليدي في تعديل الانتاج لموازنة العرض والطلب، مما يسمح للأسعار بأن تفعل ذلك بدلا عنها.
وتشير الارقام الى انه سيكون هناك فائض بمقدار 1.13 مليون برميل يوميا في2020 وبمقدار 1.83 مليون برميل يوميا في النصف الاول منه.
لكن اوبك لم تعط اشارة الى أنها ستخفض انتاجها، وقال علي النعيمي وزير النفط السعودي للمراسلين في ليما: هذا سوق وانا ابيع، لماذا عليَّ ان اخفض انتاجي؟