كان عرض «الضريرة والحب»، الذي قدمه مسرح الحداد ضمن المسابقة الرسمية لمهرجان الكويت الخامس عشر، صادما للكثيرين، فقد وقع في الكثير من الأخطاء الفنية والتقنية إلى جانب الضعف الواضح في التأليف والإخراج والارتباك الشديد لعناصره خاصة الإضاءة، وبعض عناصر التمثيل.
المسرحية من تأليف وإخراج عبدالعزيز الحداد ومن تمثيل: محمد العجيمي، عبدالمحسن النمر، شذى سبت، نسرين سروري، جراح الدوب، ديكور الدكتور سعود الفرج.
حكاية ضريرة
تتمحور حكاية المسرحية حول فتاة ضريرة تعيش مع عمها، تعشق الغناء ويساعدها أحد الملحنين في تنمية موهبتها، ويطلب منها طرح ألبوم غنائي لكنها ترفض.
ويحاول عمها ابعاد الملحن عن طريقها خوفا من وقوع حب بينهما، وتختتم المسرحية بسقوط الملحن قتيلا على يد الضريرة.
على الجانب الآخر، يقدم النص حكاية حب بين شاب وفتاة تكلل بالزواج.
النص يطرح فكرة إنسانية جميلة لكن تنفيذ الفكرة لم يكن مقنعا لا بشخوصه ولا بأحداثه، ويبدو أن هناك تسرعا شديدا في صياغته.
نعتقد أن الفنان عبدالعزيز الحداد غامر كثيرا في جمعه بين التأليف والإخراج، فالرؤية الإخراجية للنص كانت مرتبكة إلى حد كبير، ووقع الحداد في العديد من الهفوات نتيجة استعجاله.
أداء بلا إحساس
أما على صعيد التمثيل فإن الفنان محمد العجيمي، الذي يعود إلى المسرح النوعي بعد سنوات، يؤكد أنه نجم خاصة أنه تقمص شخصية العم، لكن حالة الارتباك في عناصر العرض الأخرى أفسدت عليه الكثير.
الممثلة شذى سبت التي أدت دور الضريرة كانت في حالة سيئة جدا، تتحرك على الخشبة من دون إحساس لا على صعيد الأداء، وعلى صعيد الشخصية، ولم نشعر للحظة أنها تمثل دور فتاة عمياء، بل بالعكس كانت حركتها توحي بأنها ترى كل شيء أمامها، وهذا يتنافى مع الشخصية، ولعل المشهد الاخير في المسرحية عندما تقتل الملحن يدلل على ما نقول.
عبدالمحسن النمر ممثل جيد لكنه ظهر على خشبة المسرح مهمشا ضائعا وقدراته التمثيلية أقوى بكثير مما شاهدناه.
عرض «الضريرة والحب» كبوة وسقطة فنية للفنان عبدالعزيز الحداد، وعليه إن يعيد النظر جيدا في هذه التجربة إن أراد إعادتها.