في عهد حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، حفظه الله، تم دمج القلوب الشابة مع العقول الخبيرة، ليكون هناك اندفاع تقدمي في إدارة الدولة مع ضبط إيقاع الاندفاع من خلال خبرة العقول.
لدينا نموذج هنا مع الدكتور عبدالله الجاسر نائب وزير الثقافة والإعلام رئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون المكلف، هذا الرجل ترى رأس شعره الأشيب وتتفاجأ أنه يملك قلبا يعمل بماطور عمره 26 عاما!
عاصر الجاسر التلفزيون منذ أن كان أبيض وأسود وحتى يومنا هذا. وهو ممن "أعيد تدوير" خبرته أكثر من مرة، ولم يكن من الممكن الاستغناء عن خبراته، فقد عمل في التلفزيون، الإذاعة، الإعلام الداخلي والإعلام الخارجي، وهو ما يطلق عليه إداريا 360 Man.
هذا من ناحية الخبرة، أما التكوين الشخصي، فهو يتعارض مع فكرة الموظف الحكومي الذي يشعر بالملل، لأن حيويته لم تتراجع يوما: هادئ، سريع الإيقاع، واضح في التنظيم، الاجتماعات السريعة والمنظمة عنوان واضح له، الابتعاد عن الانطباعية والصور الذهنية المسبقة، الاستماع بوضوح إلى الطرف الثاني.. طرح الأسئلة بشكل مركز.
ألذلك، التدفق الزمني الذي يأتي من سنين الخبرة، مع تدفق تكوين الشخصية، بالتزامن مع مرحلة التغيير والتطوير السريعة في عهد الملك سلمان، كل ذلك يجعل "الجاسر" الأكثر قدرة في إحداث تأثير حقيقي في التطوير والتغيير، خاصة عندما يتعلق الأمر في رأيي بإعادة الهيكلة.
رجل الـ360 درجة، يعلم خريطة الطريق والكواليس، لذلك فهو يتحمل مسؤولية تاريخية في حصد هذه الخبرة على شكل قرارات نوعية فيما يتعلق بإعادة استراتيجية التلفزيون والإذاعة. مثلا، إدارة الرقابة يجب أن تتحول إلى "إدارة المحتوى" وفيها ثلاثة أقسام: قسم الرقابة الذي يجيز النص من ناحية انضباطه الديني والأخلاقي والاجتماعي، ثم يحوله إلى قسم التقييم الذي يقوم بتقييم المحتوى فنيا من ناحية: النصوص، والممثلين، والمخرجين، ومن ثم يقوم بتحويل الأمر إلى قسم المشتريات لجلب المنتج إلى شاشاتنا.
مسألة التفكيك والدمج في الإدارات وبين الإدارات أصبحت ضرورة ملحة، ولن يستطيع القيام بها إلا شخص لديه هذا التدفق من الخبرة، والتكوين الشخصي الملائم، بالتزامن مع ملك وحكومة متعطشين إلى التطوير.
المصدر صحيفة الوطن