تعريف الفقاعة المالية
تساءل الكثير عن مفهوم الفقاعة المالية واسباب حدوثها ومما تتكون !!
سنتحدث في هذا الموضوع عن مفهوم الفقاعة المالية وخصائصها ، و أسبابها ، المراحل التي تمر بها ،
وانعكاساتها على الأسواق والمستثمرين .
اولاً :: مفهوم الفقاعة المالية ::
حالة تتميز خلالها أسعار الأسهم بالإرتفاع الحاد والسريع بسبب الاقبال المفرط عليها من قبل المستخدمين
نقطة السّقوط الحرّ يتبعها الانفجار . وغالباً ما تحدث في قطاع معين من قطاعات السوق .
خلال الفقاعة ، تتضخم أسعار أصل مالي أو فئة معيّنة من الأصول ، ممّا يضعف ارتباطها بالقيمة الحقيقيّة للأصل .
إن مصطلحات مثل " فقاعة أسعار الأصول – فقاعة المضاربة – الفقاعة الماليّة " وتعبّر جميعها عن نفس المعنى
وعادة يتمّ اختصار هذه المصطلحات باستخدام كلمة فقاعة فقط، ويمكن للفقاعة أن تظهر في حال وجود
سلع متبادلة ( ذّهب ، سّكّر ، قطن ، قهوة … إلخ ) ، ديون ( سندات حكوميّة متنوّعة ) ، أسهم ، عقارات ،
مشتقّات مالية ( التزام الدَّين المضمون CDO ، اضافة إلى شهادات ضمان القروض CDS ) .
ثانيا :: خصائص الفقاعة ::
الخاصية الاساسية للفقاعة هي توقف شعور الشك وعدم التأكد من حالة السوق عند معظم المشاركين
في السوق و ذلك قبل وخلال " مرحلة الفقاعة ".
حيث نجد أن هناك فشل في ادراك أن المشاركين الدائمين في السوق وغيرهم من المتداولين أيضاً
ينخرطونفي أعمال مضاربة غير مدعومة بتقنيات تقييم .
تجدر الإشارة إلى أنه من الصعب كشف الفقاعات أثناء حدوثها بسبب الخلاف الدائر حول القيمة الأساسية
للأصول ، لذلك فإن الفقاعات تميز عادة من خلال النظر إلى الماضي و استعادة الأحداث بعد انفجار
الفقاعة ، وفي معظم الحالات ، يعقب الفقاعة المتعلقة بسعر أصل ما انهيار كبير و مفاجئ في أسعار
الأوراق الماليّة المتعلقة بها .
بالإضافة إلى ذلك يتوقّف حجم الضرر الحاصل عن انفجار الفقاعة على القطاعات الاقتصادية المعنية
والمرتبطة بها ، ويعتمد كذلك على ما إذا كان نطاق المشاركة في السّوق واسع الإنتشار أم محدود النطاق .
فعلى سبيل المثال ، انفجار فقاعة الثّمانينات في اليابان أدى لركود اقتصادي طويل في اليابان ، لكن بما
أنّ المضاربة كانت محدودة ومقيّدة بشكل كبير، فإنّ الضّرر النّاجم عن انفجار الفقاعة لم يتنشر كثيراً خارج
حدودها . ( كان الاقتصاد الياباني محل حسد العالم بأسره خلال الثمانينات ، حيث بلغ معدل النمو
السنوي 3.89% ، مقارنة بمعدل 3.07% في الولايات المتحدة الأمريكية .
لكن الاقتصاد الياباني واجه عدة مشكلات في بداية التسعينات . لينخفض معدل نموه السنوي إلى 1.14% ،
أقل بكثير من الأمم الصناعية الأخرى ، وذلك نتيجة لانفجار عدة فقاعات .
فقد انفجرت فقاعتي حقوق الملكية والعقارات في اليابان في بداية خريف عام 1989 . مؤدية لانخفاض
شديد في قيمة حقوق الملكية بمقدار 60% في الفترة ما بين نهاية العام 1989 وحتى شهر آب من العام 1992 .
وفي نفس الوقت انخفضت قيمة الأراضي خلال التسعينات، لتفقد 70% من قيمتها بحلول العام 2001) .
فإن انفجار فقاعة العقارات في الولايات المتّحدة الأمريكيّة أدّى إلى تدمير ثروات بأرقام قياسية على المستوى
العالمي في عام 2024 ، حيث أن معظم البنوك و المؤسّسات الماليّة في الولايات المتّحدة و أوروبا كانت
تمتلك ما يعادل مليارات الدّولارات من السّندات المدعومة بقروض الرّهن العقاري الخطرة .
ثالثاً :: نظرية مينسكي ::
نظريّة عدم الاستقرار المالي للاقتصادي " مينسكي " جذبت أزمة الإئتمان و الرّكود في 2024 – 2024
انتباهاً كبيراً لنظرية عدم الاستقرار المالي للاقتصادي " هايمان مينسكي " وذلك بعد مضيّ أكثر من عقد
على وفاته في عام 1996 فقد كان من أول الاقتصاديّين الذين شرحوا أسباب عدم الاستقرار المالي
و تفاعله مع الاقتصاد في كتابه "Stabilizing an Unstable Economy " في عام 1968 الذي
اعتبر عملا رائداً في هذا المجال .
رابعاً :: المراحل الخمسة للفقاعة ::
:: النزوح ::
يظهر النزوح عندما يصبح المستثمرون متيمون بنموذج جديد، مثل بدعة تكنولوجيّة جديدة ،
أو انخفاض أسعار الفائدة إلى أدنى من مستوياتها التاريخيّة . ( بمعنى توجه مجمل الاستثمارات
نحو نوع معين من الأسهم ) .
إلى 1% في عام 2024
:: الازدهار::
ترتفع الأسعار ببطء في البداية ، بعد مرحلة النّزوح، ويزداد الكسب بزخم وبزيادة
المنخرطين في السّوق شيئاً فشيئاً ، ممهّداً الطّريق لمرحلة الازدهار.
:: النشوة ::
خلال هذه المرحلة لا يؤخذ الحذر بعين الاعتبار، حيث ترتفع أسعار الأصول بشكل هائل .
و تبدأ نظريّة " الأكثر غباءً " بالانتشار في كل مكان ، حيث وبحسب هذه النظرية ، يمكن تحقيق أرباح
بشراء أوراق مالية ، سواء أكانت مقيّمة بأعلى من قيمتها أم بأقل ، و بغضّ النظرعن جودتها ، لأنه
سيكون هناك دائماً شخص " أكثر غباءً " مستعد للشراء بسعر أعلى ، تصل قيمة الأصول
خلال هذه المرحلة إلى حدودها القصوى .
:: تحصيل الأرباح ::
في هذا الوقت يقوم أصحاب رؤوس الأموال المتمرسين في السوق والقادرين
على قراءة إشارات التحذير ببيع الأصول التي بحوذتهم وتحصيل الأرباح .
:: الذعر::
وهو تحرك أسعار الأصول بطريقة عكسية ، وتهبط بنفس السرعة التي ارتفعت فيها .
بينما ينهمك المستثمرون والمضاربون ، الذين يواجهون القيم المتهاوية لممتلكاتهم ، ب
تسييل ما يملكونه من أصول بأي سعر يعرض عليهم .
وبذلك فإنّ معرفة الخطوات التي تسلكها الفقاعة يمكنها أن تساعد على تمييز الفقاعة المقبلة ، لتجنب المشاركة فيها .
اتمنى ان يكون نال اعجابكم
بالتوفيق للجميع