للحوار أصوله وقواعده ، أكثرنا يعرفها نظرياً ، وأكثرنا – في الوقت ذاته – يحيد عنها تطبيقيا ! المهم هو
معرفة الأسس ، واستشعار أنك صاحب هدف ، أنت لو كنت تهدم فما أسهل ما تصبو إليه ، أما وإنك تبني
وتشيد وتعلي جانب هذه الأمة ممثلة في أفرادها فهو النصب والتعب الذي به تستجلب الأجر والثواب .
القاعدة الأولى :
في الهدم ما ليس في البنيان من صخب
أنت – كما سبق – صاحب رسالة يُنظر إليك بعين القدوة ، إن الفضيلة والتـأدب منك قد لا تلفت النظر لأن
الشيء من معدنه لا يستغرب ، أنما يستكثر منك الزلل الذي قد يُمدح به غيرك ! إذا كنت هاديء النبرة
متزن العبارة فإن أمرك لا يخلو عند خصمك ومشاهدك – وهو الأهم لما يأتي – من أحدى حالتين :
الأول : أن تكون قوي الحجة ، ساطع البرهان ، فإذا ظهرت – مع ذلك – بمظهر الهاديء المتزن ؛ فلا تسل
عن ما تُظهر به الحق الذي معك من صلابة وتماسك واقناع .
القاعدة الثانية
تكلم بعلم ، وكن شجاعا ، ولا تجازف في كلامك
والمقصود من حثك على التكلم بعلم أن لا تتفوه بكلام – خاصة ما تنسبه للشرع أو لله تعالى ولرسوله
الكريم صلى الله عليه وسلم – دون أن تكون تعلم جيدا صواب ما تتحدث به .
القاعدة الثالثة
الصدق كل الصدق ، فإن فيه النجاة ، ولن يفلح كذاب أبدا
يجب أن تكون صادقا في كل حديث أو فعل أو شعور ، فالصدق نجاة ، والكذب باطل والباطل لا ينصر
الحق حتى يعود اللبن في الضرع .
القاعدة الرابعة
النية الطيبة وحب الخير لا يكفي ، قد تكون غير صالح لهذا الميدان
ليس كل مؤمن متمسك بدينه مجاهدا ، وليس كلهم محدث أو فقيه ….الخ فكذلك لا يلزم من كونك
مستمسك بدينك أن تكون محاورا جيدا ، قد تحتاج لإفهام خصمك هذا الأمر بكل صراحة
القاعدة الخامسة
متى تجيب ، ومتى لا تجيب ليس كل سؤال يطلب منك أن تجيب عنه تسارع لذلك ، فقد تحتاج لأن تجيب
بسؤال ! أو أن تستوضح المقصد من طرح السؤال ، أو ما يترتب عليه … فكن ذكيا عميق النظرة عندما
يطرح عليك سؤال.
القاعدة السادسة
الرجوع لمحور النقاش
يحتاج المناقش لهذا كثيرا لأن الواقع أن النقاش كثيرا ما يخرج عن محوره فيولد نقاشات ، ومسائل ، وأنت
ياطالب الحق تستهدف البناء ، وتشتيت الموضوعات والتضليل هو نافع لأهل الهدم ، فكن دائما على ذُكر
من محور النقاش ….
ليس هذا كل شيء ولكن القليل منه للعظة حتي لا نكون جهلاء في تعاملنا مع بعضنا البعض