تخطى إلى المحتوى

كيف نوفر أسرة متوازنة للطفل الموهوب؟

  • بواسطة
كيف نوفر أسرة متوازنة للطفل الموهوب؟

كيف نوفر أسرة متوازنة للطفل الموهوب؟
الأحد، 6 يونيو 2024 – 19:29

خليجية

أطفالنا ليسوا كائنات حية بلا عقل تنتقل من طور نمو لآخر وإنما هم مصدر من مصادر تطور المجتمع وزهوه وكرامته،لذا تعين علينا أن نحترم آدميتهم، وأن نساعد فى نماء عقولهم، فهم يمثلون صورًا لا متناهية من النماذج الإنسانية، يعيشون وفق بيئات مختلفة وثقافات ومجتمعات مختلفة تختلف من أسرة لأسرة بما يؤثر على طبيعة نموهم وما يكتسبونه من صفات، وتؤثر بدورها فى صيرورة تطورهم الفسيولوجى والنفسى والعقلى والاجتماعى، وكل أسرة هنا هى إقليم بحد ذاته فى دائرة الوطن الأكبر.

لذا يتعين على كل أفراد المجتمع الاهتمام بالطفولة إن كنا ننشد تميزًا إنسانيًا، فالمجتمع يتطور بعقول أبنائه لا بما نستورده لهم من آليات، وإن كانت إحدى فرص التطور والإطلاع ولكنها لن تستمد قوتها ولن نفهم طبيعة التعامل معها إن كانت عقولنا تقف على حدود إشباع الحاجات والدوافع البيولوجية فقط.فالموهبة إعمال عقل،وتنميتها إعمال لمنظومة الأسرة السوية.

لذا تعين علينا أن نوضح خصائص بيئة الطفل الموهوب لربما حاولتْ كل أسرة أن تتخذها كمبدأ لينمو طفلها فى جو يستحث الموهبة على الظهور فيتلقفونها ببصيرة واعية ويعملون على تطويرها بما يضمن لطفلهم مستقبل مشرق ينعكس إشراقه على جيل كامل، فالعديد من الدراسات تناولت أسر الأطفال الموهوبين من حيث حجم الأسرة وعمر الوالدين وترتيب الطفل فى الأسرة ومستوى الوالدين المهنى والتعليمى فوجدت أن:

الأطفال الموهوبون ينتمون إلى أسر ينحصر عدد أطفالها من طفلين لثلاثة أطفال، فحجم أسرة الطفل الموهوب صغير نسبيًا،ويمكن تفسير ذلك بأن الأسر الصغيرة تولى أبناؤها رعاية أفضل، والوقت الذى يقضيه الوالدان معه أكبر، مما يساهم فى إظهار موهبته، كما أن الأسرة توفر له دعمًا ماديًا ومعنويًا بصورة تميزه عن أطفال الأسر ذات الأعداد الكبيرة.

حوالى من 60% إلى 72% من الأطفال الموهوبين كان ترتيبهم الأول فى الأسرة، وأن 2% منهم أطفال وحيدون. كما يُبين العديد من الدراسات أن الطفل الموهوب يحتل الترتيب الأول أو قد يكون الطفل الوحيد، أو قد يتمتع بمكانة خاصة فى الأسرة، ويمكن تفسير ذلك بأن هذا النوع من الأطفال يلاقون معاملة خاصة فى الأسرة، إذ يتم تشجيعهم على الاستقلالية ولعب دور قيادى منذ الصغر، وبسبب احتكاكهم بالوالدين وتفاعلهم الدائم معهما يكونون أقدر من باقى الإخوة على اكتساب اللغة بشكل مبكر، مما يساهم فى تنمية ذكائهم وإظهار قدراتهم الكامنة، وبالطبع هذا لا ينفى أن يكون الطفل الأصغر هو الموهوب أو الطفل المتوسط، فهنالك نسبة 40 % متبقية قد تشير لذلك.

بيّنتْ دراسة "تيرمان" ( Terman 1925 ) على أسر الأطفال الموهوبين أن متوسط عمر الأب عند ولادة الطفل الموهوب كان 33 سنة وستة شهور، ومتوسط عمر الأم كان 29سنة، وبينتْ العديد من الدراسات الأخرى أن معظم أعمار أمهات الأطفال الموهوبين كانت فى أواخر العشرين، ومعظم أعمار الآباء كانت فى أوائل الثلاثين.

يتضح من الدراسات السابقة أن أعمار الآباء والأمهات للأطفال الموهوبين كانت كبيرة نسبيًا، أى فى أواخر العشرين أو أوائل الثلاثين، ويمكن إرجاع ذلك إلى أن الأبوين فى هذا العمر يكونان أكثر نضجًا من الناحية العاطفية وأكثر استقرارا من الناحية المادية مما ينعكس إيجابًا على تنمية الموهبة الكامنة لدى طفليهما.

بينتْ معظم الدراسات أن المستوى التعليمى لآباء الأطفال الموهوبين أفضل من المستوى التعليمى لآباء الأطفال العاديين، وأن نسبة لا يستهان بها منهم قد أتموا المرحلة الجامعية، ويبدو أن تربية الموهبة توجد حتى لدى الأسر التى تعيش فى ظروف معيشية سيئة إذا ما توافر فيها الدعم المعنوى الكافى لأبنائها، وشعرت بالتقدير للعلم والعمل، وإذا وُجد على الأقل شخص راشد فى البيت يوفر التشجيع والتوجيه للطفل الموهوب.

كما تشير بعض الدراسات إلى أن الأطفال الذين يعيشون فى بيئة أسرية ثرية ثقافيًا – توافر الكتب والمجلات والألعاب والرحلات، والتواصل اللفظى مع الأبوين – وإن كانت إمكانياتها المادية متواضعة، كانوا أميل إلى امتلاك القدرة على حل المشكلات، والمهارات العقلية العالية، وأكثر قدرة على الاستفادة من الخبرات والإمكانات التعليمية الجيدة فى المدرسة من الأطفال الذين ينتمون إلى بيئة فقيرة ثقافيًا، وبالنسبة للمستوى المهنى لآباء الموهوبين تبين الدراسات فى هذا الصدد أن معظمهم كانوا يحتلون مراكز مهنية وإدارية مرتفعة فالمستوى التعليمى والمهنى للأبوين يؤثر بصورة إيجابية على تنمية الموهبة لدى الطفل، لأن الأبوين المتعلمين اللذين يتمتعان بمراكز مهنية يكونان أقدر على توفير البيئة الميسرة لتنمية الموهبة، والمناخ التربوى والنفسى الملائم لإطلاق طاقته الإبداعية.

* إخصائية نفسية ــ مصر

[img]خليجية[/img]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.