إختلفت نظريات ومدارس التربية وعلم النفس التربوي حول أسباب ذلك التعلّق ودوافعه لدى الطفل إلا انها اجتمعت حول المراحل التي يمر بها الطفل، والخصائص التي تميز عملية التطور العاطفية عنده. فما هي المراحل التي يمر بها الطفل؟ وما الذي يميز عملية التطور الطفولي؟ وما هي أنواع التعلق بالأم؟
بين التعلق والإنفصال
يعتقد الرضيع أنه وأمّه كيان واحد، فهو لا يستطيع أن يميز أنه ذات مستقلة عنها. إلا ان هذا التوحّد مع الأم هو خطوة أولية نحو عملية إستكمال الصورة الذاتية للطفل. وتتساءل العديد من الأمهات عن المرحلة المثالية لعملية الإنفصال عنها، ومن هنا، نقدّم لك بعض النصائح التي ستعود عليك حتمًا بالنفع.
أولا عليك أن تعرفي أن عملية الإنفصال عنك تبدأ بين الشهر الرابع أو الخامس، حيث يبدي الطفل الرغبة في إستكشاف محيطه. وتبدأ هذه العملية عندما يبدأ بالزحف والمشي فيبتعد عن أمه بمبادرة شخصية. وفي الشهر الثامن يبتعد بإكتشاف محيطه لكنه يبقى معتمدًا عليها على الصعيد العاطفي.
وهنا، يبدأ بإختبار جديد ويدرك رويدًا رويدًا لو بشكل مبهم بأنه كيان منفصل عن أمه. وعندما يبدأ الطفل بالمشي يصبح أكثر إدراكًا لهذه الحقيقة ويدرك تماما أنهما كيانان مستقلان. ورغم هذا الإدراك إلا أنّ الطفل يعيش فترة صعبة وتمزق داخلي يصعب تجاوزه بسهولة. فعندما يبلغ عمر السنتين يعيش في إزدواجية عاطفية بين الرغبة في الإستقلالية والحاجة الماسة الى أمّه. وعند بلوغ الطفل ثلاث سنوات يكتمل شعوره بالهوية الذاتية. وعليك أن تعرفي أن التطور الذهني يسهل عملية الإنفصال عنك، لذا فما عليك سوى مساعدته وتقديم الدعم له لتكوين شخصيته المستقلة.
مراحل التعلق
– فترة ما قبل التعلق (من الولادة حتى الستة أسابيع) : يرسل الرضيع إشارات عاطفية الى الأم، وكلما كانت الإستجابة سريعة كلما إستمر الطفل في إرسالها ليبقيها إلى جانبه. ورغم أنه يتعرف الى صوت أمه ورائحتها إلا انه يكون غير متعلقًا بها، ويمكن تركه مع أحد أفراد العائلة.
– فترة تكوين العلاقة المزدوجة (من السنتين وما فوق) : يبدأ قلق الانفصال بالتدني تدريجيًا بعد عمر السنتين. وفي هذه المرحلة، يسهم التطور الذهني للطفل في جعله يتفهم العوامل التي تؤثر على حضور أمه وغيابها.
أنواع التعلّق بالأم
– التعلق الإيجابي أو الآمن : وهنا يكون الطفل متعلقا بأمه كمصدر للأمان والإستكشاف. وتلعب الأم دورًا مهما في هذه المرحلة فتحدد بذلك نوع التعلق. فإمّا أن تدعمه نفسيًا من خلال تشجيعه لإكتشاف الأشياء والأشخاص، أو تمثل عائقا يمنعه من التواصل مع الناس بحجة الخوف عليه.
وفي الختام، لا بدّ أن نعرف بأن الطبيعة النفسية للأم هي التي تفرض علاقة الطفل بها ومدى تعلقه بها وتحدّد أطرها. لذلك، عليك أن تعرفي أنّ خير الامور وسطها فالعلاقة السليمة والموزونة هي أفضل طريقة للتواصل مع طفلك كي تسهلي عليه عملية الإنفصال.
منقول