التدخلات الخارجية من بعض الأهل والاقارب والجيران والاصدقاء
في الحياة الزوجية قد يفسدها ويسير بها الى طريق أخر غير الذي وجدت من أجله . فالحياة الزوجية حياة لها طبيعتها الخاصة , ولها اسرارها التي لاينبغي لأحد أن يعرفها , ويكفيها وصف الله تعالى
لها بقوله : ( هن لباس لكم وأنتم لباس لهن . )
فهناك بعض من لادين لهم ولا خلق من الأقارب أو الجيران أو
من الاصدقاء أو ربما من زملاء العمل , يحاولون الوقيعة بين الرجل وزوجته بغرض افساد العلاقة بينهما وتشتيت أسرة وضياعها . ولقد حذرنا النبي صلى الله عليه واله وصحبه وسلم
من ذلك فقال : (( ليس منا من خبب امرأة على زوجها ))
والملاحظ أن كثيراً من الخلاف والشقاق الذي قد يحدث بين
بعض الأزواج اليوم قد يكون سببه التدخلات الخارجية , وقد يكون ذلك ربما من اقرب الناس الى الزوجين , فقد يتدخل أحد الوالدين في تلك العلاقة فيفسدها ربما بقصد أو بغير قصد . وما على الزوجين ألا أن يجعلا لحياتهما الزوجية خصوصية وسياج لا يقترب منه أحد , واذا ماحدث خلاف حاولا حله داخل البيت ,
دون تدخل قريب أو بعيد في هذا الخلاف. ان اعتماد الزوجين على
أنفسهما في حل مشاكلهما هي أفضل طريقة لسعادتهما ودليل النضج النفسي والتفاهم بينهما , ويجب ان لايلجا الزوجان أبداً
الى عرض مشاكلهما على الاهل الأ اذا استعصى الأمر بينهما
, وأصبح تدخل الأهل لا بديل عنه , وعلى الزوجين ان يتذكرا
ان بينهما جزا كبيرا من الحب والمودة لن يشعر به الاهل عند الحكم لأن الأزواج في حاله الخلاف يعرضون دائما الجانب السيىء
من العلاقة وبالتالي سيكون حكم هذا الجانب دون مراعاة الجانب الاخر وعندها سيكون حكما غير سليم ..
وليس تدخل الاهل او الاصدقاء شر كله بل أحيانا يحتاج الزوجان الى هذا التدخل وبخاصة اذا كان من اهل الصلاح وأهل الحكمة
والتعقل . وهنا لابد ان يراعي في تدخل الاهل زأهل الصلاح هذه
الأمور ….
أولاً : أن يكون التدخل لتخفيف حدة الحوار والمناقشة وتقريب وجهات النظر ومراعاة رأي كل من الطرفين , وأن يحاول الأهل ابراز أوجه الاتفاق والاشتراك بين الزوجين , وليس أوجه الخلاف وهذا يجعل الأمور أفضل ويكون بذلك تدخلا ايجابيا من ناحية الأهل ..
ثانياً : يجب على الأهل ألا يتدخلوا كطرف منحاز لأحد بل يكونوا مستمعين لوجهة نظر الزوجين ويبتعدوا عن اسداء النصائح والمواعظ لأنها لن تفيد , ولكن عرض خبرات ألأهل وتجاربهم حتى يستفيد منها الزوجان الشابان ..
ثالثاً : يجب أن يكون رأي الأهل واضحا وصريحا في حضور الزوجين ولا يصح بعد انتهاء المناقشة الانفراد بأي طرف
وابداء مخالف بالطرف الاخر فهذا يولد مرة أخرى الخلاف
بين الزوجين ..
رابعاً : لابد أن تدور مناقشة المشكلة في وجود احد من الأهل الذي يحترمه الزوجان , حتى يلزم الزوجين بأصول المناقشة والحوار
وبالتالي يعطي لهم فرصة أن يستمع كل طرف الى الاخر بدلا من ان تتحول المناقشة الى أصوات عالية ومشادات فتضيع الحقيقة..
خامساً : أن تدخل الأهل يكون مفيدا أحيانا لردع أي تجاوز من احد الزوجين كما أن الخوف من انتقاد الأخرين وفقد المكانة بين الاهل
يكون سببا في تراجع الزوجين عن الكثير من الاخطاء .
فعلى الزوجين أن لا يدخلا بينهما الا صاحب الدين والعقل
ان احتاجا الى ذلك كما يحتاج الطعام الى الملح . والضرورة تقدر
بقدرها . ولا يدخلا كل من هب ودب بينهما ….
اللهم ابعد عن الازواج اي مشكلة تعكر صفوا حياتهم …
اللهم امين …