استشارات طبيه علميه طب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تعرفت على بنت على الفيس بوك، وأنا كنت حريصًا على ألا أقع في أي حب حرام إلى أن أتزوج، تعرفت عليها بالصدفة (تشابه أسماء)، وبعد محادثات.. كل منا انجذب للآخر، البنت كانت مخطوبة، وكانت تقابل خطيبها وتحبه ويحبها كثيرًا إلى أن فقدته في حادث أثر على نفسيتها كثيرًا إلى درجة أنها حاولت الانتحار، نفسيتها مدمرة، وتبكي وحزينة دائمًا.
المشكلة أني إذا أحببت شخصًا أهتم به، والبنت تعلقت بي كثيرًا وأنا كذلك، والحمد الله خرجت من الحالة التي كانت فيها، وأصبحت سعيدة، لكنها ربطت سعادتها بي، علمًا أني قريب عهد بالزواج، حاولت أن أفهمها، لكنها تقول: "لا تتركني، وأحس بخنقة، ولا أستطيع العيش بدونك" أنا أريد أن توجهوا نصيحة لها، وسأجعلها تقرأ الاستشارة.
علما أن البنت على نيتها، أخاف أن يلعب بها الذئاب البشرية، محتاجة أحدًا يقف معها، أنا بصراحة مع الزواج، لا أستطيع أن أكلم أحدًا؛ لأن زوجتي لها علي حق، كذلك في نفس الوقت أخاف جدًا على هذه البنت.
أرجوكم انصحوها بأن تنسى الماضي، وتنتبه على نفسها من النت، والذئاب التي فيه.
وشكرًا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ صقر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك ابننا الكريم، ونشكر لك المشاعر النبيلة، وندعوك إلى صدق النصح لنفسك وللفتاة، واعلم أنه لا يجوز لك أيضاً التواصل معها مهما كانت المواقف، وعليها أن تلجأ إلى الله، وتقوي في نفسها معاني الإيمان بالله والرضا بقضائه وقدره.
ونحب أن نؤكد لابنتنا الفاضلة، وهو معروف بالنسبة لكم أن الشباب فيهم ذئاب، وأن النت هو عالم الخديعة وعالم الكذب، ولذلك ينبغي أن تنصح للفتاة، وتبين لها أنك لا تستطيع أن تستمر معها؛ لأن الخديعة لا تصلح، وأن تعلقها بك مخالف من الناحية الشرعية، وفيه تضييع لوقتها، وفيه تضييع للفرص عليها.
وما من إنسان يبدأ في علاقات مشبوهة خارج الأطر الشرعية إلا ويكون لها آثار سالبة على حياته النفسية، وعلى حياته الأسرية، وعلى مستقبله، ألا {فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم}، ألا فليتقِ الله الرجل، ولتتقِ الله المرأة (الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا) وليس في هذا الباب ما نستطيع أن نقول أنها نوايا طيبة، ولذلك ينبغي للفتاة أن تكون في غاية الحذر، وأن تشكر الله، وتلجأ إليه، وتراقب الله وتسأله الرحمة لما فات، وتسأل الله من فضله، فالكون ملك لله، وقلوب الشباب بين أصابع الرحمن يقلبها ويصرفها.
ونؤكد أن قرار التخلي عن الفتاة بعد دعوتها إلى التوبة، وبعد توبتك أيضاً هو من القرارات الصعبة التي قد يكون فيها آلالام شديدة، لكن الألم الكبير والخطر العظيم هو في التمادي في علاقة لا تنتهي بالزواج، التمادي في علاقة تقوم على المجاملات، ولا تراقب رب الأرض والسماوات.
إن الاستمرار في هذه العلاقة سيكون فيها نوع من الخيانة لزوجتك التي تنتظرك، وتريد أن تكون لها أو معها، ولذلك لا سبيل إليك في الاستمرار إلا إذا قررت أن تتزوجها، ولن تستطيع أن تفعل ذلك أيضاً، وحينها يجب وقف هذه المحادثات معها، فإذا أعلنت هذه العلاقة، وطرقت باب أهلها، وأصبحت علاقة رسمية، وأظن أن هذا من الصعوبة بمكان، ولكن لا سبيل لك إليها إلا عبر هذا السبيل الذي هو الطريق المعلن، الطريق الشرعي، الطريق المعروف المألوف بين الناس فيمن يكون علاقة يريد من ورائها الزواج، وكيف أنه يبدأ أولاً بإعلام أسرة الفتاة، ثم بإخطار أسرته، وبما أن هذا صعب ومتعذر، فعليك أن تنصح وتترك وتتوقف، وأرجو أن تبين لها أنها ما ينبغي أن تضحي بإيمانها وطاعتها لله في سبيل الجري وراء الشباب، فالرجال يحتقرون الفتاة التي تجري ورائهم ويهربون منها، ولكنهم يسارعون إلى الفتاة التي تلوذ بعد الله بإيمانها وحيائها.
نسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد والهداية.
منقووووووووووول