استشارات طبيه علميه طب
السؤال:
السلام عليكم
أحب أن أشكركم على جهدكم في مساعدة الآخرين، الله يجزيكم خيرا.
الحمد لله، أنا إنسان واع جداً، ومحبوب من الآخرين، وعندي مشكلة الخجل الزائد، فحين أجلس بين أصدقائي، الوضع طبيعي جداً، أضحك وأتكلم معهم، ولكن حين أكون في مكان اجتماعي بين أناس كثير, أو بين أناس ما أعرفهم أنحرج كثيرا، وما أتكلم!
هذه سببت لي مشاكل كثيرة، فأحيانا أتنازل عن حقوقي بسببها، ما الحل؟ خصوصاً أني مٌقبل على الجامعة، ولابد أن أكون جريئا, فما توجيهكم؟
علما أني أحياناً أحس بضعف الثقة بنفسي، مع أني ما ينقصني شيء، وتجيئني أفكار برأسي أني أعمل خطأ وأتراجع، ما أدري ما السبب؟! حتى صرت مهتما لكلام الناس بكثرة.
أفيدوني، وشكرا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ زياد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
شكرا لك على التواصل معنا والكتابة إلينا، ونحن بخير ولله الحمد، ويسرنا تواصلكم معنا.
الآن ستعرف لماذا أنت ترتبك هكذا عندما تكون وسط عدد من الناس، إنه الخجل أو الرهاب الاجتماعي، وعادة يشعر المصاب به بما تشعر به أنت في مثل هذه المواقف أمام الآخرين. والعادة أن الشخص قد يؤثر الصمت ولو تنازل عن حقه وضاع منه هذا الحق، إيثارا للسلامة وكي لا يُحرج أمام الآخرين.
قد يكون من أسباب هذا الارتباك ما ورد في آخر سؤالك من ضعف الثقة بالنفس، فكلا الموضوعين وجهان لعملة واحدة.
الرهاب الاجتماعي، هو حالة قد تبدأ فجأة، وأحيانا من دون مقدمات أو مؤشرات، حيث يشعر الشخص بالحرج والارتباك في بعض الأوساط الاجتماعية، وخاصة أمام الجمع من الناس، وفي بعض المناسبات، وقد يشعر الشخص باحمرار الوجه وتسارع ضربات القلب وجفاف الفم، بينما نجد هذا الشخص نفسه يتكلم بشكل طبيعي ومريح عندما يكون في صحبة شخص أو اثنين فقط.
وفي معظم هذه الحالات، ينمو الشخص ويتجاوز هذه المرحلة، وخاصة عندما يتفهم طبيعة هذه الحالة، وبحيث لا يعود في حيرة من أمره، وهو لا يدري ما يجري معه.
هذا الفهم والإدراك لما يجري، وأنها حالة من الرهاب الاجتماعي، ربما هي الخطوة الأولى في العلاج والشفاء.
قد يفيدك التفكير الإيجابي بالصفات والإمكانات الحسنة الموجودة عندك، وخاصة أنك ذكرت أنك -ولله الحمد- لست في حاجة لشيء.
كذلك حاول أن لا تتجنب الأماكن الخاصة التي تشعر فيها بهذا الارتباك كالحديث مع الناس، لأن هذا التجنب يزيد الأعراض والارتباك ولا ينقصها، بل على العكس، والنصيحة الأفضل أن تقتحم مثل هذه الأماكن، ورويدا رويدا ستلاحظ أنك بدأت بالتأقلم والتكيّف مع هذه الظروف الاجتماعية.
إذا استمرت الحالة أكثر ولم تستطع السيطرة عليها من نفسك فيمكنك مراجعة الطبيب النفسي الذي يمكن يستعمل معك العلاج المعرفي السلوكي، والذي يقوم على ما سبق ذكره من اقتحام المواقف، ويمكن أن يصف لك أيضا أحد الأدوية التي يمكن أن تخفف وتعين، وإن كان العلاج الأساسي يقوم على العلاج السلوكي المعرفي.
أشعر بأنك ستقوم بتجاوز هذا من نفسك ومن دون الحاجة للأخصائي النفسي، صحيح أن الأمر قد لا يكون سهلا في البداية إلا أنه سيسهل مع الوقت.
وللفائدة راجع العلاج السلوكي للرهاب: (269653 – 277592 – 259326 – 264538 – 262637)، والعلاج السلوكي لقلة الثقة: (265851 – 259418 – 269678 – 254892).
وبالله التوفيق.
منقووووووووووول