تخطى إلى المحتوى

هل أرفع جرعة الإيفكسر أم أستخدم علاجا مساندا؟

هل أرفع جرعة الإيفكسر أم أستخدم علاجا مساندا؟
استشارات طبيه علميه طب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في البداية أود أن أشكر الشبكة الإسلامية على هذا الموقع الأكثر من رائع، وبالخصوص الدكتور محمد عبد العليم، أثابكم الله جميعا على خدمة المسلمين، جزاكم الله خير الجزاء.

أنا صاحب الاستشارة (2148180) قبل عامين، لقد راجعت العيادة النفسية مرة أخرى بعدما شرحت لهم الحالة، وحدة الأعراض، ووصف لي الطبيب في ذلك الوقت عقار ايفكسر 150 ملغ، والحمد لله تحسنت حالتي، واستقرت نوعا ما، لا أقول: بنسبة مائة بالمائة، ولكن إلى درجة يمكن أن أتعايش فيها مع الآخرين، مع بقاء بعض أعراض الدواء مثل: الاسترخاء، والنعاس، والتثاؤب، وطنين الأذن، وعسر أو تقلبات في المزاج.

وهذه الأعراض كانت تأتي أحيانا، ولكنها مستمرة مع تناول الدواء بعد الأسابيع الأولى, عموما آخر زيارة لي في العيادة طلبت من الدكتور أن يخفف الجرعة إلى 75 ملغ؛ لكي أوقف الدواء بشكل تدريجي؛ لأن حالتي استقرت نوعا ما، وبعدما استمريت على تناول الدواء لأكثر من سنة ونصف، فوافق على ذلك بناء على رغبتي.

بعد شهرين من تقليل الجرعة رجعت لي الأعراض بشدة، وأصبحت لدي مخاوف كثيرة من التجمعات، ومزاج متعكر طيلة الوقت، والقدرات العقلية من: ناحية التركيز، والانتباه، والذاكرة، والتفكير، تأثرت كثيرا، فاضطررت أن أرجع إلى الطبيب المشرف على حالتي، وأرجع الجرعة إلى ما كانت عليه (عقار افكسر 150 ملغ يوميا)، كما أني أتناول الافكسر منذ عشرين يوما تقريبا من انتكاسة الحالة.

وضعي الحالي لا يبشر بخير، خصوصا بعدما تعرضت إلى انتكاسات كثيرة, الأعراض الحالية التي تنتابني: مزاج هابط ومتعكر باستمرار، وجمود في الفكر والتركيز والذاكرة، يمكن أن تطلق عليه باللغة الدارجة (ما يجمع) أي الذهن دائما مشوش، وفيه تشتت وثقل في العينين، وأحيانا نرفزة وعصبية.

كما تنتابني حالة ملازمة طول الوقت، وهي: طنين في الأذن لا يتوقف، وخوف من المستقبل، وليس لدي الثقة بالنفس، وأرق، وأحيانا صداع.

أعرف أن الأدوية النفسية تأخذ شهرا ونصفا أو شهرين إلى أن يظهر التأثير الكامل لها في جسم الإنسان، ولكن بالنسبة إلى الافكسر تجربتي الشخصية معه: أنه يسبب لي كثيرا من النعاس، والاسترخاء والتثاؤب، وليس في بداية العلاج وإنما بعد الاستمرار عليه لمدة شهرين أو ثلاثة.

الأمر الآخر كما ذكرت: طنين الأذن لا يتوقف حتى بعد استخدام الدواء لأكثر من شهرين؛ أي أنه ليس عرضا في الأيام الأولى وينتهي، وإنما يستمر مع أخذ الدواء.

أود أن أرى ملاحظاتك واقتراحاتك يا دكتور على الخطة العلاجية؛ لأني سأرجع بعد عشرة أيام إلى العيادة لأتابع حالتي الصحية مع الطبيب؛ لأني سأعرض الأفكار والاقتراحات عليه.

فهل يمكن أن أرفع الجرعة إلى 225 ملغ في حالة لم أشعر بتحسن؟ وماذا عن الأعراض الجانبية المستمرة مثل: طنين الأذن، والنعاس والاسترخاء الزائد، الملازمة لتناول الدواء؟ هل يوجد دواء يخفف هذا الأعراض أم البديل الانتقال إلى عقار آخر أم هل يمكن أن أجرب أحد مثبطات المزاج كما ذكرت لي في استشارتي السابقة؟ (لامكتال) يمكن أن يكون مفيدا في هذا النوع من الحالات من عسر المزاج، أو يمكن أن يكون دواء داعما للأفكسر؟ وما هو الدواء الذي يمكن أن يكون داعما للأفكسر، ويمكن أن يخفف الأعراض الجانبية؟

ملاحظة:
1- تعرضت لانتكاسات كثيرة في رحلتي للعلاج في الطب النفسي خلال 8 سنوات.
2- أرجو في حالة وصف عقار جديد أن يكون محسنا للقدرات الذهنية، ومحسنا للمزاج.

جزاكم الله خير الجزاء يا دكتور محمد عبد العليم، وأسأل الله أن ينفع بعلمكم كل مكروب ومهموم، ومن ابتلي بهذه الأمراض النفسية، وأن يفرج عن مرضى المسلمين والمسلمات.

الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أشكرك على ثقتك في إسلام ويب، وفي شخصي الضعيف، وأسأل الله تعالى لك العافية والتوفيق والسداد.
لا شك أن الإفكسر، والذي يعرف باسم فلافاكسين هو: من الأدوية الممتازة، والممتازة جداً في علاج كدر المزاج، كما أنه يعالج الخوف والرهاب الاجتماعي.

هذا الدواء يعاب عليه كما تفضلت في بعض الأحيان: أن آثاره الجانبية قد لا يتحملها البعض، خاصة النعاس والتثاؤب، وأيضاً هنالك إشكالية عند التوقف منه، التدرج البطيء هو المنهج الذي يجب أن ينتهجه الإنسان حين يتوقف عن هذا الدواء، والبعض بكل آسف مهما تدرج ببطء في التوقف عن هذا الدواء أيضاً تأتيه بعض الأعراض الانسحابية مثل: الشعور بالدوخة، والقلق.

عموماً أخي الكريم: أنت محتاج لنوع من الدفع النفسي الإيجابي، لا تيأس أبداً، حالتك يمكن احتواؤها، الإمكانيات الطبية ممتازة والحمد لله، ومتوفرة وعلى النطاق الشخصي، أنت لديك القدرة بأن تدفع نفسك إيجابياً، وهذا من وجهة نظري مهم جداً.

الذي أراه أنه لا داعي لاستعمال الامكتال، قطعاً طبيبك قدير، وله إن شاء الله تعالى الحنكة والقدرة لأن يقرر ما يراه مناسباً لك، من جانبي أرى أن الاستبدال التدريجي للإفكسر بالبروزاك ربما يكون أفضل، هذا لا يعني أن البروزاك دواء أفضل من الإفكسر، لا، الإفكسر دواء ممتاز جداً، وفاعل جداً.

لكن ميزة البروزاك أن لديه إفرازات ثانوية؛ حين يتوقف عنه الإنسان لا يحس بأي أعراض انسحابية، وهذه ميزة كبيرة جداً، كما أن البروزاك يزيد من اليقظة النفسية، وكذلك اليقظة الجسدية، وهذه من وجهة نظري أيضاً ميزة كبيرة.

أخي الكريم: تناقش مع طبيبك الكريم، وإذا اقتنع بأن البروزاك سيكون هو الدواء، الأفضل لك، فالانتقال من الإفكسر للبروزاك ليس بالصعب، تبدأ بجرعة البروزاك 20 مليجراما صباحاً، وتخفض الإفكسر إلى 75 مليجراما، وتستمر على هذه الشاكلة لمدة أسبوعين، ثم بعد ذلك تجعل الإفكسر 75 مليجراما يوما بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم كبسولة واحدة كل ثلاثة أيام لمدة أسبوعين أيضاً، وعندما تصل لهذه المرحلة ترفع البروزاك إلى كبسولتين أي 40 مليجرام في اليوم، وتتوقف عن تناول الإفكسر، هذا ربما يكون هو الخيار الأفضل، والخيار الأنفع في حالتك.

يوجد الآن عقار جديد يمسى فادوكسان، يقال: إنه أيضاً متميز جداً في علاج الكدر والإحباطات النفسية، وفي ذات الوقت لا يسبب النعاس، أو التكاسل النفسي أو الجسدي، لكن أعتقد أن البروزاك خيار ممتاز جداً.

أخي الكريم: احرص على ممارسة الرياضة، الرياضة ذات قيمة علمية كبيرة في علاج حالات الاكتئاب والقلق، والإجهاد النفسي والجسدي.

أسأل الله لك العافية، وأتمنى أن تكون أفكاري البسيطة هذه نافعة لك.

منقووووووووووول

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.