تخطى إلى المحتوى

أعاني من الاكتئاب منذ أربع سنوات، دلوني على طريق الخروج منه.

أعاني من الاكتئاب منذ أربع سنوات، دلوني على طريق الخروج منه.
استشارات طبيه علميه طب

السؤال:
السلام عليكم… أسال الله أن يعينكم دوماً على منفعة الخلق.

مشكلتي هي أنني مررت بسلسلة من الضغوط النفسية منذ عمر 14 سنة، بدأت معي في هذا العمر ببعض الوساوس، كوسواس في المذاكرة، ولكنني تخلصت منه -والحمد لله-، وكنت أتمنى الموت، ولكنني أتخلص من هذه الأفكار ولا أتركها تستحوذ علي، ومنذ ذلك الوقت صرت انطوائية جداً، ولا أشعر بمتعة في الحياة، أشعر أنني غير سعيدة، ولكن هذا لم يؤثر على نجاحي في دراستي مطلقاً، فإنني كنت أجد فيها متعتي الوحيدة.

وحتى عمر 15 سنة وإلى أن بلغت 16 سنة، واجهت أكبر ضغط نفسي، من مشكلات اجتماعية وعاطفية ومشاكل صحية، أثرت علي نفسياً، ولكنني -بعون الله- تخلصت منها، وبدأت أسير على الطريق الصواب، وبمساعدة صديقتي التي بدأت معها صداقتي منذ ذلك الوقت، حين تعرفت عليها.

ولكن أود أن أوضح أن طوال الثلاث سنوات رغم انتهاء أغلب المشاكل، إلا أنني كنت أواجه مشكلة أخرى، وهي عصبية أبي التي كانت دائماً ترجعني للخلف، وتؤثر على نفسيتي جداً، وكنت أعاني من العصبية بسبب ذلك، ولكن الآن أفضل بكثير.

حتي بلغت الآن 17 من عمري، وبدأت أعاني من أعراض غريبة، مثل اضطراب الشهية، وعدم الاهتمام بالأنشطة، واضطراب النوم، كان سابقاً نومي خفيفاً أستيقظ بكل سهولة، بأقل صوت، وهذا وراثة عن أبي لأنه كذلك، وأنام بسهولة، ومنذ أن كنت في 15 من العمر، بدأت معي هذه الأعراض، وتطورت وصرت أشعر دائما بالكسل والخمول والكدر، ولا أستمتع بحياتي، ولا أستطيع النوم الطبيعي كما في البداية، فلا أستطيع أن أنام إلا بعد ساعتين أو ثلاث ساعات من جلوسي على السرير، علماً بأنني أشعر بالأرق والنعاس، ولكنني لا أستطيع النوم، وأقوى صوت لا يمكنني سماعه وأنا نائمة، وأضبط 3 منبهات أو اكثر ولا أستطيع الاستيقاظ، وإذا أيقظني أحد، أهذي بكلام، وهذا ليس من طبيعتي.

حتى وصلت إلى أن يأتيني وسواس الموت، وذلك منذ أسبوع تقريباً، كنت أفهم أن هذا شيء طبيعي بسبب مصاعب الحياة، ويزول بالإرادة والمقاومة، وبالفعل صرت أقاوم، ولكن ظل هذا يلاحقني مهما قاومت، وهنا تأكدت أن هذا الشيء يحتاج إلى مساعدة من أحد، وأن به جزء خارجاً عن إرادتي يجب أن يعالج بمساعدة الطبيب، وعندما شعرت بالملل من كل هذا، قررت أن أقرأ في مجال الطب النفسي، واكتشفت أن كل هذه الأعراض هي أعراض الاكتئاب، خصوصاً اكتشفت أنني كنت أعاني منه طوال الأربع سنوات الماضية، ولم أكن أعلم بأن هذا هو الاكتئاب.

مع العلم أنه لم يكن يزول بالمقاومة إلا ليوم أو يومين، وبعدها يعود أقوى من السابق، ما أرجوه إرشادي إلى طريق الصواب، وهل هناك أدوية لمثل هذا؟ وهل يجب زيارة الطبيب النفسي؟ وما الإرشادات التي توجهونها إلي؟ وما الحل لكي أعود لطبيعتي في موضوع النوم؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ الشيماء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

الذي أعجبني في حالتك هو أنه بالفعل لديك بعض الأعراض التي تدل على تعسُّرٍ في المزاج، لم يصل – الحمد لله تعالى – إلى مراحل الاكتئاب المُطبق، تعسُّر المزاج هذا كنت دائمًا تقابليه بالإصرار على الإنجاز وتخطي العقبات النفسية والاجتماعية التي تواجهك في الحياة، وهذا من أفضل طرق العلاج، يعني أن يستفيد الإنسان من طاقاته وآلياته الداخلية ليتخطى ما يواجهه من مصاعب الحياة.

هذا يفيد كثيرًا، لأنه يطور المهارة، لأنه يعزز السلوك الإيجابي، ولأنه يعطي ثقة كبيرة في النفس، ويؤدي إلى ما يُعرف بتأكيد الذات، وتأكيد الذات يُساعد على نموّها.

أنا أراك بخير، و-إن شاء الله تعالى- سوف تظلين بخير، وما تعانيه الآن من مخاوف حول الموت: هذا مجرد نوع من المخاوف الوسواسية، تقابليها بنفس الإصرار، أنك بخير، وليس هنالك ما يدعوك بالانشغال بهذه الوساوس، نعم الموت حق، والموت الخوف منه لا يزيد في عمر الإنسان لحظة ولا ينقصه، والكيس والعاقل من يعمل لما بعد الموت، وأنت – إن شاء الله تعالى – تعيشين حياة هنيئة طيبة وصالحة، لا بد أن يكون فكرك قائمًا على هذا الأساس.

موضوع اضطراب النوم علاجه سهل جدًّا، علاجه يكون من خلال حُسْن إدارة الوقت، وحسن إدارة الوقت بجانب أنه سوف يحسِّن نومك سوف يحسِّن حياتك كلها، لأن من يُدير وقته يُدير حياته، أنت صغيرة في السن، ولك آمال، وتريدين الإنجاز العلمي المتميز والمتفوق، لذا تنظيم الوقت مهم، وأفضل تنظيم للوقت هو أن تذهبي إلى الفراش من أجل النوم مبكرًا، الإنسان له ساعة بيولوجية، قد تجدين صعوبة في الأيام الأولى في بدايات النوم، لكن بعد أن تتروض هذه الساعة البيولوجية ويتم وضعها في مساراتها الصحيحة سوف تجدين أنك تنامين نومًا طيبًا وهانئًا، وتستيقظين مبكرًا -إن شاءَ الله تعالى-، اضبطي الساعة كما هي، ويجب أن تكون لك عزيمة وإصراراً قوياً على صلاة الفجر في وقتها.

هذه هي أعظم ساعة منبهة من وجهة نظري، الإصرار وتقوية الإرادة والشعور بقيمة الصلاة في وقتها، هذا يُنبهك، ويعطيك القوة والدافعية الذاتية. وبعد أن تستيقظي لصلاة الفجر رتّبي نفسك للذهاب إلى المدرسة، ادرسي مدة ساعة إلى ساعتين، وبالمناسبة الدراسة في هذا الوقت تعادل أربع ساعات – أي الساعة أو الساعتين – تعادل ثلاث إلى أربع ساعات دراسة في بقية اليوم، ومن يبدأ هذه البدايات الممتازة خاصة في عمرك يجد أن الدنيا قد بُسطت أمامه بأريحية وجمال كبير، سوف يكون استيعابك في الدراسة ممتاز، تعودين – إن شاء الله تعالى – إلى البيت فرحة، تأخذين قسطًا من الراحة، تتناولين غدائك، تتفاعلين مع أفراد أسرتك إيجابيًا، ترفهين عن نفسك بما هو طيب وجميل، ثم تدرسين أيضًا مرة أخرى، تتواصلين مع صديقاتك، (وهكذا).

هذا هو الذي يفيدك -أيتها الفاضلة الكريمة-، وهذا هو الذي أنصحك به، أضف إلى ذلك: أريدك أن تمارسي أي تمارين رياضية تناسب الفتاة المسلمة، وطبّقي أيضًا تمارين الاسترخاء والتي موجودة بموقعنا تحت رقم (2136015) أرجو أن تنتبهي إليها وتطبقي ما بها من إرشادات، سوف تفيدك كثيرًا.

وللفائدة راجعي العلاج السلوكي للاكتئاب: (237889241190262031265121).

ختامًا: أنت لست في حاجة لدواء، وبارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

منقووووووووووول

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.