تخطى إلى المحتوى

رغم أخذي للدواء لم أشفَ من اضطراب ثنائي القطبية فما السبب؟

رغم أخذي للدواء لم أشفَ من اضطراب ثنائي القطبية..فما السبب؟
استشارات طبيه علميه طب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب, عمري 24 عاما, أعاني من اضطراب ثنائي القطبية منذ ثمان سنوات, اعذرني سأحكي بعض التفاصيل.

بدأت المعاناة ببعض الأفكار الاضطهادية, وأن الناس يكرهونني, ولهذا انعزلت عن الناس, وأصبت بالاكتئاب, ثم دخلت كلية محترمة, وفشلت فيها, وفصلوني منها بسبب الصداع النصفي, والاكتئاب الذي أثر سلبا على تحصيلي العلمي, ثم دخلت في تجربة عاطفية, وفشلت أيضا, وكان لها أثر كبير على نفسيتي, وأيضا أحداث الحرب على غزة عام 2024 أثرت علي.

الآن اعاني من أفكار سلبية, مثل أني إنسان سيء, وعندي شرود ذهني كبير, وعدم تركيز, وعدم ثقة بالنفس, وخوف وقلق, وشيء غريب لا أجد له تفسيرا, وهو أني قبل المرض كنت لبقا جدا, ومتحدثا فصيحا, وأتحدث كثيرا, والآن في أي موقف لا أعرف كيف أجاري الناس في حديثهم, ولا أعرف أتكلم بطلاقة, وأتلعثم في الكلام, وأغلب الأوقات لا أجد ما أقوله.

أشعر أن رأسي فارغ من كل شيء, وعندي نسيان غير طبيعي, ومتشائم من كل شيء, وتفكيري مشوش إلى أبعد حد, فأحيانا أتكلم بكلام غير مترابط, ولا أدري فأنا أعاني معاناة شديدة, وحالة الهوس لم تأتني منذ ثمان سنوات إلا مرتين, لكن نوبات الاكتئاب هي التي تلازمني.

دخلت معهدا, ثم التحقت بكلية الهندسة من جديد, وفشلت مرة أخرى, بسبب ضعف تحصيلي العلمي, مع أني كنت متفوقا جدا في الثانوية قبل أن يصيبني المرض.

أنا أتعاطى (ديباكين كورنو) حبتين, وحبة (بريانيل سي ار ليثيم), ونصف حبة (اولابكس) وأنا أتعالج منذ سبع سنوات, وأقطِّع في العلاج أحيانا, لكني ملتزم به منذ سنتين, وذهبت لأكثر من دكتور نفسي, لكني لم أتحسن أبدا, ولا أدري ما السبب.

أريد حلا ناجعا.

جزاكم الله خيرا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إسلام عبد الحكيم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

أيها الفاضل الكريم: أنت صبرت على هذا الابتلاء, ونسأل الله تعالى أن يرفعه عنك، والحمد لله تعالى أنت الآن اكتسبت خبرة كبيرة جداً حول حالتك ومرضك هذا, ويعرف أن تفهُّم المرض في حد ذاته يؤدي إلى نوع من القبول والتواؤم مع المرض, بشرط أن يكون الإنسان ملتزماً بالعلاج.

ويا أخي الكريم: عدم الالتزام بالدواء, وقطعه من وقت لآخر, هو أكبر خطأ قد يصدر من المريض, وهذه الأدوية خاصة من النوع الذي تستعمله أنت؛ تعمل مباشرة على ما يعرف بالموصلات العصبية، وعمل هذا الدواء يتلخص في أنه يجعل هذه الموصلات العصبية تتحكم في مواد كيميائية معينة, وهذا يؤدي إلى التحكم في الأعراض المرضية، وإذا لم يكن الدواء منتظماً, وحصل نوع من عدم المواصلة؛ هذا يؤدي إلى نوع من التفاعل السلبي, بل التبلد وعدم الاستجابة من جانب المستقبلات والموصلات العصبية.

إذاً الأمر أمر علمي واضح, وأكثر شيء أريد أن أركز عليه هو أهمية التزامك بالعلاج الدوائي، وأيضاً سيكون من الأفضل لك أن تراجع طبيباً واحداً, الطبيب الذي تثق فيه يستطيع أن يتفهم حالتك بصورة أحسن, وتبنى بينكما علاقة علاجية مفيدة, وهذا إن شاء الله تعالى يصب في مصلحتك تماماً.

عدم التركيز وحالة الضجر والكدر الذي تعاني منها الآن, هي دليل على وجود القطب الاكتئابي, وهذا إن شاء الله سوف يعالج بشيء من التعديل لأدويتك.

اذهب إلى طبيبك, والذي أريد أن أقترحه أن تُرفع جرعة ليثيم, ويتم التوقف تدريجياً من الدباكين كرونوا, ويمكن استبداله بعقار آخر يعرف باسم سيركويل, وإذا احتاج الطبيب أن يضيف الجرعة من مضادات الاكتئاب لفترة محدودة, على أن تكون هذه الجرعة صغيرة, فلا بأس في ذلك ما دمت سوف تتناول السيركويل؛ لأن هذا يضمن لنا -إن شاء الله تعالى- أنك لن تدخل في القطب الهوسي.

يوجد دواء آخر يعرف باسم لامتروجين, هذا هو اسمه العلمي, واسمه التجاري لامكتال, هذا الدواء مشابه للدباكين كرونوا, أي أنه أيضاً مثبت للمزاج, لكنه يتميز بفاعلية خاصة, وهي أنه أكثر جدوى ونفعاً في حالات الاضطراب الوجداني التي يكون فيها القطب الاكتئابي هو المسيطر، وهذا ينطبق عليك, فيمكنك أيضاً أن تتشاور مع الطبيب في هذا الخصوص.

من المهم جداً -أيها الفاضل الكريم- أن تنظم حياتك, وترتب وقتك, وتقوم بتدابير معينة أهمها النوم الليلي المبكر, وممارسة الرياضة, مع تنظيم الوقت, هذا هو الذي يؤدي إلى -إن شاء الله تعالى- نجاحك واستقرارك.

بارك الله فيك, وجزاك الله خيراً, وبالله التوفيق والسداد.

منقووووووووووول

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.