استشارات طبيه علميه طب
السؤال:
السلام عليكم.
أنا فتاة عمري23، أتضايق من أشياء عادية، ولكن لا شعورياً، أتضايق إذا سمعت صوت مفتاح أو إذا وضعه شخص داخل فمه أو إذا شخص وضع ملابسه داخل فمه، أو شيئا فوق شيء، مثل: إذا رأيت جوالا فوق جوال أتضايق من هذا الشيء، والله حاولت أن أغير من نفسي ولكن لم أستطع، أتمنى أن تجدوا لي حلاً.
وشكراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ منال حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فشكرا لك على الكتابة إلينا، والتواصل معنا، تميل بعض الفتيات إلى شيء من الحساسية في شخصيتهن، ويبدو أنك واحدة منهن؛ حيث تتأثرين بالأحداث والكلام الذي يجري من حولك، سواء كانت صغيرة كصوت المفتاح أو غيره.
ونرى عادة هذه الفتاة تفكر طويلاً فيما جرى أو فيما قيل لها أو أمامها، وترتبك أمام الآخرين، فترتجف بعض عضلات جسدها؛ وذلك من شدة الارتباك والحساسية.
وما يعينك على التكيف مع هذه الحال عدة أمور ومنها: محاولة التفكير بأن للناس همومهم الخاصة، فليس عندهم وقت ليضيعوه في تتبع أمورك، أو أمور غيرك، وكما يُقال عندهم ما يكفيهم.
ويمكن لهذه الفكرة أن تبعد عنك شبح مراقبة الناس لك، فهم منشغلون عنك، وأنت لست مركز اهتمامهم، مما يخفف من ارتباكك أمامهم.
تذكري أن التجنب لن يحلّ المشكلة وإنما سيزيدها شدة، فحاولي الاقتراب قليلاً من الأماكن أو المواقف التي تزعجك، ولاشك أن المحاولة الأولى لن تكون سهلة، وإنما صعبة بعض الشيء، إلا أنك ستلاحظين أن الأمر أبسط مما كنت تتوقعين، وهكذا خطوة خطوة ستتعلمين مثل هذه القدرة على التحمل وقلة الحساسية، وبذلك تخرجين مما أنت فيه.
وثانيا: مما يعينك أيضا وخاصة عندما تشعرين بأن الارتباك قادم، هو أن تقومي ببعض تدريبات الاسترخاء، كالجلوس في حالة استرخاء، والقيام بالتنفس العميق والبطيء، فهذا سيساعدك على ذهاب أعراض الحساسية والانزعاج.
ويفيدك أيضاً التفكير بأنه "لا راحة لمؤمن" بمعنى أن الحياة لاشك ستجلب إليك بعض المواقف المزعجة، والتي ربما لن تستطيعي إيقافها، وإلا أنه يمكنك تغيير موقفك منها، والتكيّف معها، بينما الراحة المطلقة هي من نعيم جنة الخلد، رزقنا الله وإياك إياها.
وفقك الله، ويسّر لك تجاوز ما أنت فيه، وما هي إلا مرحلة عابرة، وستتجاوزينها، وخاصة أنك مازلت في 23 من العمر.
منقووووووووووول