تخطى إلى المحتوى

هل يمكنني القول بأن الله يحبني كثيرا؟

هل يمكنني القول بأن الله يحبني كثيرا؟
استشارات طبيه علميه طب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هل يجوز شرعاً أن أقول عن نفسي بأنني عبد مميز عند ربي، وأن الله يحبني كثيراً؟

وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Mlk حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلاً بك في موقعك إسلام ويب، وإنَّا سعداء بتواصلك معنا، ونسأل الله أن يحفظك من كل مكروه، وأن يقدِّر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به، وبخصوصِ ما تفضلت بالسُّؤال عنه، فإن كان القول من باب حسن الظن بالله مع العمل والاجتهاد في العبادة، وتقولين ذلك لأن الله وفقك لطاعته، ويسر أمرك، فلا حرج في ذلك.

المهم أن يكون الأمر مبنيًا على أمرين:
1: شكر المنعم، ورجوع الفضل في كل عطاء وفضل لله عز وجل.
2: أن يكون ذلك مصحوباً بالعمل.

قال ابن القيم رحمه الله: (ولا ريب أن حسن الظن بالله إنما يكون مع الإحسان، فإن المحسن أحسن الظن بربه، أنه يجازيه على إحسانه، ولا يخلف وعده، ويقبل توبته، وأما المسيء المصر على الكبائر والظلم والمخالفات، فإن وحشة المعاصي والظلم والحرام تمنعه من حسن الظن بربه، وهذا موجود في الشاهد، فإن العبد الآبق المسيء الخارج عن طاعة سيده لا يحسن الظن به، ولا يجمع وحشة الإساءة وإحسان الظن أبداً، فإن المسيء مستوحش بقدر إساءته، وأحسن الناس ظناً بربه أطوعهم له).

كما قال الحسن البصري: (إن المؤمن أحسن الظن بربه فأحسن العمل، وأن الفاجر أساء الظن بربه فأساء العمل).

وأما إن كان المقصود تعظيم الذات مع احتقار الغير، أو النظر إلى الغير نظرة دونية، أو تشعرين أن لك مكانة عند الله أفضل من غيرك بسبب جهدك واجتهادك فهذا خطر جسيم، لأنه يؤدي إلى الغرور الذي يؤدي إلى إحباط العمل، واستمعي أختنا إلى هذا الحديث الذي رواه ضمضم بن جوس، قال: (دخلت مسجد الرسول – صلى الله عليه وسلم -، فإذا أنا بشيخ مصفر رأسه، براق الثنايا معه رجل أدعج جميل الوجه شاب فقال الشيخ: يا يمامي تعال لا تقولن لرجل أبداً لا يغفر الله لك، والله لا يدخلك الجنة أبداً، قلت: ومن أنت يرحمك الله؟ قال أنا أبو هريرة قلت: إن هذه لكلمة يقولها أحدنا لبعض أهله أو لخادمه إذا غضب عليها قال: فلا تقلها إني سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول: "كان رجلان من بني إسرائيل متواخيين أحدهما مجتهد في العبادة، والآخر مذنب، فأبصر المجتهد المذنب على ذنب فقال له: أقصر فقال له: خلني وربي قال: وكان يعيد ذلك ويقول: خلني وربي، حتى وجده يوماً على ذنب فاستعظمه فقال: ويحك أقصر! قال: خلني وربي، أبعثت علي رقيباً؟! فقال: والله لا يغفر الله لك أو قال لا يدخلك الله الجنة أبدا، فبعث إليهما ملك فقبض أرواحهما، فاجتمعا عند الله – جل وعلا -، فقال ربنا للمجتهد: أكنت عالماً أم كنت قادراً على ما في يدي، أم تحظر رحمتي على عبدي، أذهب إلى الجنة يريد المذنب، قال للآخر اذهبوا به إلى النار، فوالذي نفسي بيده لتكلم بكلمة أو بقت دنياه وآخرته" فالمرجع في النية والقصد.

نسأل الله أن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان، والله الموفق.

منقووووووووووول

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.