لم يجد عدد من رجال الأعمال بالمملكة وسيلة لمواجهة "الابتزاز المعلوماتي وحالات النصب والاحتيال" التي يتعرضون لها في الخارج، سوى اللجوء إلى مراكز متخصصة في المملكة لمنحهم دورات تثقيفية حول حماية أنفسهم وممتلكاتهم من الاعتداء خلال سفرهم خارج البلاد. وكشفت مصادر لصحيفة "الحياة" الأحد (30 نوفمبر 2024)، أن عددًا من رجال الأعمال والأثرياء انضموا مؤخرًا إلى دورة متخصصة في مقاومة الابتزاز خلال السفر، تنفذها عدد من القطاعات الأهلية والحكومية، بمشاركة عملاء سابقين في مركز التحقيق الفيدرالي الأمريكي (FBI)، لتوضيح أساليب وطرق الحماية من حالات الخطف التي تنفذها عصابات منظمة لغرض السرقة وطلب الفدية. المستشار الأمني الدكتور محمد الأنصاري أكد أن المجتمع السعودي يفتقد مفهوم الثقافة الأمنية، خصوصًا "الأمن المعلوماتي"، مشيرًا إلى وجود عدد كبير من حالات الابتزاز، والاختطاف، وسرقة المعلومات التي تعرض لها بعض المواطنين، ورجال الأعمال السعوديين. وقال: "لا توجد إحصاءات دقيقة لحالات الاعتداء، بسبب عدم وجود جهة رسمية تحفظ وتفرز وتدون هذه الحالات، إضافة إلى أن تداول مثل هذه المعلومات في السعودية يعتبر ضعيفًا، وفي نطاق ضيق جدًا بسبب ثقافة المجتمع". وأوضح أنه بحسب دراسة حديثة للمخابرات الأميركية ومركز التحقيقات الفيدرالي، فإن الأمريكيين هم الهدف الأول في العالم للتجسس الصناعي، خصوصًا أن الشركات الأمريكية تخسر بلايين الدولارات سنويًا بسبب التجسس الصناعي الذي تمارسه الصين ودول أخرى عدة صديقة للولايات المتحدة. وقال: "لو تمت مقارنة الاقتصاد الأمريكي عالميًا، والاقتصاد السعودي إقليميًا فإن المملكة تأتي في المرتبة الثانية، وبذلك يكون الاقتصاد السعودي، ورجال أعمال المملكة مستهدفين بالدرجة الثانية بعد أمريكا". ولفت إلى أن "السعودية تأتي في قائمة أقوى 20 دولة اقتصاديًا على مستوى العالم، وبحسب قوتها الاقتصادية، خصوصًا في العالم العربي، فإنها تعتبر من ضمن أوائل الدول المستهدفة عالميًا في مثل هذه القضايا".
"FBI" يدرب رجال أعمال المملكة على مواجهة "الابتزاز" بالخارج