الروبوت
يستعد لأخذ وظيفتك
الصورة التي تعطيها هوليوود للحياة وللمجتمع في المستقبل بدأت تتحول إلى حقيقة، فالروبوتات باتت في صلب الحياة اليومية المعاصرة، وما كان يندرج تحت بند الخيال العلمي أو الخرافات صرنا نراه ونسمع عنه في كل مكان تقريباً.
فالروبوت الذي يتحرك في كل أرجاء البيت ويتواصل مع ساكنيه، والسيارة التي تنطلق بلا سائق وسط الشوارع المزدحمة بالسيارات والمارة، والطائرة التي تطير من دون طيار، وأجهزة الصرف الآلي بالقرب من المصارف وفي المراكز التجارية.. أمثلة كثيرة باتت واقعاً ملموساً بين ظهرانينا بعد أن ظلت حلماً لسنوات طويلة.
في ما يلي بعض الوظائف التي يمكن أن تتولاها الروبوتات في المستقبل القريب، خاصة أن مختبرات التكنولوجيا العالمية تعمل في الوقت الحالي على تطوير العديد من النماذج.
مذيع
لا فرق في ذلك بين مذيع في التلفزيون أو في الإذاعة، فالروبوت قادم لا محالة، وقد أجريت العديد من التجارب الناجحة في اليابان، حيث تولى روبوت على شكل صبية حسناء قراءة نشرة الأخبار بكل ثقة ومن دون أخطاء.. كما تمت تجربة روبوت يقدم برامج منوعات تلفزيونية.
موظف استقبال
أكثر ما يضايق المتصل هاتفياً بأي شركة أو مؤسسة كبرى هذه الأيام هو الصوت المسجل بالكمبيوتر الذي يسرد عدة خيارات بصورة مملة، فيتمنى المتصل أن يسمع صوتاً آدمياً بدلاً من الكمبيوتر اللعين، وكثيراً ما يبلغ الضيق حد إغلاق الخط والاستغناء عن الاتصال.
العلماء اليابانيون يعملون هذه الأيام على تصميم وتصنيع روبوت على شكل إنسان يمكن أن يحل قريباً محل السكرتير أو السكرتيرة ومحل موظفة البدالة أيضاً.. ولهذا الروبوت صوت يشبه صوت الإنسان ومبرمج للتصرف كالإنسان للقيام بكل الأعمال التي اتصل أو جاء المراجع من أجلها.
حارس أمن
الروبوت الذي سيقوم بمهمة الحارس الأمني في المستقبل القريب مبرمج للاستجابة الفورية لأي شيء غير عادي.. حركة.. رائحة.. ارتفاع أو انخفاض غير عادي في درجة الحرارة أو البرودة، فيسارع فوراً لقرع جرس الإنذار والاتصال بالشرطة.. وبالفعل جرى استخدام هذه النوعية من الروبوتات في «سيليكون فالي» بالولايات المتحدة، حيث تتركز كبرى شركات الكمبيوتر في العالم.
يعرب العلماء العاملون في هذا المجال عن الأمل في أن يتمكنوا في المستقبل القريب من تصميم روبوت بحجم رجل عادي تكون مهمته القيام بجولات لمحاربة الجريمة في المولات والأسواق التجارية والشركات الكبرى والجامعات.
مُدَرِّس
من المؤكد أن التلاميذ الصغار يستمتعون وهم يرون الروبوت يقوم بدور مدرسة الفصل.. يشرح لهم ويأخذ بأيديهم ويسليهم حتى الدقيقة الأخيرة من الحصة، لكن من المؤكد أن المدرسين ليسوا سعداء مثل تلاميذهم لأنهم يرون في الروبوت منافساً يستعد لأخذ مكانهم.
ففي العديد من المدارس اليابانية يتولى في الوقت الحاضر روبوت اسمه «ناو» NAO طول قامته 58 سنتمتراً فقط مهمة التدريس، وهو مبرمج لتدريس الرياضيات وعلوم الكمبيوتر ومهارات السرد القصصي، وغير ذلك من المواد الدراسية.
قبطان أو سائق
يقول العلماء إننا نعيش في الوقت الحاضر فجر «الدرون»، أي الطائرات الآلية التي تطير من دون طيار، والتي ستعمم تكنولوجيتها على العديد من مجالات العمل.. فالطائرات التجارية، وكذلك القطارات، باتت مزودة بأجهزة آلية تتولى القيادة والتوجيه خاصة في الرحلات الطويلة أو أثناء المرور وسط الغيوم الكثيفة أو حين تتعطل بعض الأجهزة الرئيسية.
وعلى الطريقة ذاتها، فقد تمت بنجاح تجربة السيارة التي تنطلق آلياً من دون سائق وسط السيارات في الشوارع المزدحمة.. ومن المرجح تعميم هذه التكنولوجيا على باصات الركاب أيضاً.
تجهيز المشروبات
بدأت شركة Royal Caribbean للملاحة البحرية السياحية الشهيرة استخدام الروبوت لتجهيز المشروبات للركاب حسب الطلب، ولم يعد في الإمكان التذمر من أن المشروب يختلف عن المطلوب، فكل شيء بحسابه والروبوت مبرمج للعمل بكل دقة لتنفيذ ما يُطلب منه دون زيادة أو نقصان.
وعلى الرغم من أن هذه التكنولوجيا لم تطبق حتى الآن في أي مكان آخر، فمن المؤكد أنها ستعمم في المستقبل القريب لتشمل كل المحلات التي تقدم المشروبات على اختلاف أنواعها.
موظف في محلات التجزئة
بدأت منذ سنوات آلاف المحلات التجارية الكبرى في كل أنحاء العالم اعتماد أجهزة أو ماكينات الحساب الآلي، حيث يضع الزبون مشترياته واحداً بعد الآخر على قاعدة الجهاز الذي يتولى آلياً قراءة وتحديد نوعية الصنف والسعر، ويقرر إجمالي الفاتورة، ومن ثم يعطي المشتري الخيار في الدفع النقدي أو ببطاقة الائتمان.. وفي اختصار يكمل العملية كما لو أن موظفاً عادياً يحاسب على الصندوق.
يقول العلماء اليابانيون إن في الإمكان تعميم هذه التكنولوجيا في المستقبل القريب لتشمل تصنيع روبوتات تقوم بكل عمليات البيع والمحاسبة في المحلات التجارية.. فالبائع الروبوت ذكي ومهذب، كما أنه يستطيع التعامل مع الزبائن بعدة لغات ويساعدهم في العثور على ما يريدون.