الغيرة ؟

الغيرة ؟



بسم الله الرحمن الرحيم

تعتبر الغيرة شعوراً إنسانياً طبيعياً، تدفع الفرد إلى مقارنة نفسه مع الآخرين، فالقليل منها يفيد الإنسان ويشكل له دافعية نحو العمل والانجاز الأفضل إلا أن كثيرها يفسد الحياة، ويؤدي إلى أضرار بالغة كالعدوان والمكيدة والرغبة في إفشال جهود الآخرين.

والغيرة هي انفعال مركب، يجمع بين حب التملك والشعور بالغضب نحو الآخرين الذين تمكنوا من تحقيق أهدافهم التي لم يستطع الشخص الغيور تحقيقها، مما ينجم عنها أحياناً التشهير بالآخرين أو مضايقتهم أو تخريب أعمالهم وانجازاتهم، وقد يصاحبها مظاهر اللامبالاة، أو شدة الحساسية أو الإحساس بالعجز، أو فقدان الدافعية للعمل أو النظرة القاتمة للحياة.
فالغيرة تسبب صراعات نفسية متعددة وخطراً على التوافق الشخصي والاجتماعي، ويصاحبها القلق والتوتر من صاحبها أثناء تفاعله مع الأشخاص الذين توجه الغيرة نحوهم. وتعتبر الغيرة طبيعية حين تظهر في مراحل مبكرة من العمر، نظراً لحب التملك عند الأطفال ورغبتهم بالاستحواذ على حنان الأم، وتعتبر محمودة للراشدين إذا شكلت دافعاً نحو النجاح والانجاز ومجاراة المتميزين والاقتداء بهم دون التقليل من شأنهم، إلا ملازمتها للشخص في جميع مراحله ومواقفه الحياته وامتدادها للبيئة التعليمية وبيئة العمل والحياة الزوجية، واختلاطها بالصراع والحسد والرغبة في فشل الآخر، حينها تعتبر حالة مرضية لا بد من التوقف عندها وعلاجها حتى لا تهدم نظم العلاقات المهنية والأسرية والاجتماعية.

لماذا الغيرة؟
تختلف أسباب الغيرة تبعاً لطبيعة المرحلة العمرية التي يمر بها الشخص، وطبيعة الطرف الآخر الذي توجه الغيرة نحوه، ووتبعاً للبيئة التي تظهر فيها، سواء كانت بيئة أسرية أو بيئة عمل أو تعليمية.
ولكن على الرغم من اختلاف المواقف إلا أن أشكال الغيرة تشترك في طبيعة التنشئة التربوية التي اكتسبها الشخص الغيور، من حيث عدم نضوج مشاعر حب الآخرين فيه وتقبل الآخرين، على حساب نمو سمات لا تخلو من الأنانية وحب الذات، والرغبة في الحظيان بالانتباه وعدم إتاحة المجال للآخرين بمقاسمته هذا الاهتمام ومحبة الآخرين.
إضافة إلى ضعف ثقة الشخص الغيور بذاته وبمن حوله، كونه ينظر إلى الآخرين دوماً بأنهم أفضل منه ولا يستطيع إدراك قدراته الشخصية التي يمتاز بها، حتى لو كان يمتلك بالفعل القدرات والمهارات والإمكانات التي تمكنه من منافسة الآخرين وتحقيق الأفضلية عليهم، إلا أنه يظل يشعر بالدونية، ولا يرى في أفعاله وأعماله قيمة عليا وهامة، على الرغم من أن بعض أفعال الآخرين قد تكون في المستوى العادي أو أقل شأناً مما يقوم به هو، إلا أنه يحسدهم عليها وتكون كبيرة في عينه نظراً لعدم ثقته الكافية بذاته وبقدراته.

أشكال الغيرة:


الغيرة المهنية:
تعتبر المنافسة في بيئة العمل أمراً طبيعياً، وانعكاساً للحاجة الداخلية عند الإنسان في النمو والتفوق على غيره وتقديم الأفضل لما فيه مصلحة العمل والإرتقاء به، فتقود المنافسة الشريفة إلى التطوير والابداع في العمل دون محاولة هدم جهود الآخرين والتقليل منها، أما إذا أخذت المنافسة شكل

الغيرة فمن شأن ذلك أن يضر مصلحة العمل العامة، ويقوض الإبداع والارتقاء، لأن الغيرة تختلط بالرغبة في التقليل من قيمة أعمال الآخرين والسعي نحو إفشالها بشكل غير أخلاقي وضار بمصلحة العمل.
إن الموظف الجديد الذي يدخل بيئة العمل ويحاول إضفاء نوع من التجديد والتغيير عليها، وإثبات ذاته أمام الآخرين، قد يلاقي بعض المصاعب التي من شأنها إعاقة رغبته في التغيير، فهناك من الموظفين القدامى من يغار منه، وتترجم غيرته على شكل الوشاية والسعي بالنميمة والفتنة أو محاولة التقليل من جهود الآخرين ونجاحاتهم وانجازاتهم ومحاولة إخفاء بعض المعلومات عنهم، وعدم تقديم يد العون لهم، والإحساس بالسرور بإخفاق الموظف المتميز، والإحساس بالألم والضيق عند الإشادة به.
فيلقى الموظف الجديد المقاومة من الآخرين الذين يعملون من أجل إفشاله وعدم نجاحه في مهمته، ناهيك عن السخرية والاستهزاء به كلما حاول التغيير أو كلما أتى بفكرة جديدة ومبدعة، محاولين قتلها في مهدها، على اعتبار أن هذه الأفكار والأعمال الجديدة محكوم عليها بالفشل، بل هي مجربة من قبل وتمت محاولة تطبيقها دون فائدة.
ونظراً لأن النجاح في العمل هدف يسعى الجميع لتحقيقه والوصول إليه، يسعى بعض الموظفين نتيجة شعورهم بالغيرة من زميلهم المتميز إلى تدمير نجاحاته لأنهم لا يستطيعون تحقيق مثل هذا النجاح، فتحركهم الغيرة نحوه نظراً لأنه يمثل صورة من صور النجاح التي تذكرهم بضعفهم وقلة حيلتهم، وبالتالي محاولة إحباط أعماله والتقليل من شأنها وإفشالها.
ويلعب المدير دوراً أساسياً في ظهور الغيرة المهنية في ميدان العمل عندما لا يكون عادلاً مع الجميع ويشجع الأنانية في العمل ويطمس العمل الجماعي، ويرفع من شأن موظفين على حساب آخرين، والكيل بمكيالين معهم نحوهم، وعدم توفير بيئة العمل المستقرة الآمنة، وعدم مراعاة الفروق الفردية بين الموظفين وتشجيع الأفكار والقدرات الخلاقة التي يتمتع بها بعضهم.
وهذه الغيرة بين الموظفين بلا شك تنعكس سلباً على الأداء في العمل، وتصرف الموظفين عن الإبداع والرغبة في تطوير الذات إلى مواضيع هامشية والانشغال بالمكيدة والإيقاع بالطرف الآخر، ليبقى الهم الوحيد هو تصيد العثرات والأخطاء، فيبقى الأداء والعطاء في العمل محدوداً ولا يرتقي إلى مستوى المنافسة الشريفة، ويسود نظام العمل الفردي، وقلة عطاء الموظفين المبدعين وبحثهم عن فرص عمل أخرى وبالتالي خسارة المؤسسة لهم.

الغيرة الزوجية:
تقوم العلاقة الزوجية على الود والتفاهم بين الطرفين، بحيث يقدم كل طرف ما يستطيع من حب حنان للطرف الآخر وحمايته، والرغبة في مساعدته ودفعه إلى النجاح، وكثيراً ما شكلت الزوجة سبباً في نجاح زوجها نتيجة ما تقدمه له من حب ورعاية وتوفير بيئة أسرية مشجعة، وحياة زوجية هانئة، وفهم لاحتياجاته وتلبيتها.
وبالمقابل تعتبر حاجة الزوجة إلى النجاح أمراً طبيعياً، سيما أنها تقوم بتنمية وتطوير قدراتها ومهاراتها في مجال العمل مثلاً إلى أن تتقلد أعلى المناصب ويقوى تأثيرها الاجتماعي، الأمر الذي يعتبره بعض الرجال تهديداً لكيانهم في الأسرة، وتقويضاً لسيطرتهم المعتادة، فيميل الرجل إلى الغيرة مما حققته زوجته والسعي لوضع العقبات أمام تطورها ونموها الاجتماعي والاقتصادي، مستخدماً صلاحياته كزوج له قوامته عليها، ويختلق المشكلات الأسرية والمبررات التي تدعوها للعودة إلى البيت والتخلي عن العمل، أو عدم استثمار أموالها، أو التقليل من شأن ما تملكه من مال أو قوة تشعره بضعفه في البيئة الأسرية. ولا يخلو الأمر في أن بعض الأزواج يستثمرون ما تمتلكه زوجاتهم من علم ومعرفة، أو مال أو نجاح في العمل، ليكون كل ذلك مكملاً لنجاهم الأسري، فيأخذ بيدها نحو المزيد من النجاح وإثبات الذات.
أما الشكل المألوف في الغيرة العاطفية بين الزوجين والذي كثر الحديث عنه، يعتبر انعكاساً لحب كل طرف نحو الآخر والرغبة في امتلاكه وعدم مقاسمة حبه مع الآخرين، وهذا النوع من الغيرة هو ملح الحياة الزوجية، إلا أن الكثير منها يفسدها ويقود إلى تسرب الشك وعدم الثقة بالآخر، الأمر الذي يهدد استقرار الحياة الزوجية.

هل تغار الأم من ابنتها؟
قد يكون من الغرابة أن تشعر الأم بالغيرة نحو ابنتها وترى فيها منافساً جديداً تشاركها الحب الموجه من زوجها، إلا أن الأمر يبدو واقعياً حين نرى الأب يهتم بابنته أكثر من اهتمامه بزوجته، فقد سرقت الإبنة أنظار أبيها عن أمها وحظيت بحبه وعاطفته، فهو الذي يسأل عنها باستمرار ويداعبها ويكاد لا يرى في الأسرة أحداً غيرها، بعد أن كانت الزوجة هي التي تحظى بهذه المساحة من الحب والاهتمام دون منافس، فتشعر بأن ابنتها هي السبب في برود علاقتها الزوجية، الأمر الذي يشعرها بالغيرة والحسد أحياناً تجاه ما تحظى به ابنتها من محبة بدأت تحرم منها.
إضافة إلى أنه كلما مر العمر بالمرأة، وقارنت نفسها بابنتها الآخذة في النضوج، أحست بجمالها الذي بدأ بالتراجع، الأمر الذي قد يشعرها بالغيرة نحو ما تتمتع به ابنتها من حيوية وجمال على الرغم من محبتها لها وعاطفة الأمومة نحوها، وهذا يفسر ما تقوم به بعض الأمهات من تقليد بناتهن في أمور كثيرة كاللباس وطريقة الكلام والسلوك، كمحاولة للتصابي والظهور بمرحلة عمرية تحاكي المرحلة التي تمر بها ابنتها.

غيرة الأخوة:
عندما يقترب موعد ولادة الطفل الثاني في الأسرة، يتم استبعاد الأول عن والدته خلال فترة مكوثها في المستشفى وعند عودتها إلى البيت تكون مُجهدة وترغب في الاستراحة، لكن الطفل يكون تواقاً لحنانها الذي افتقده خلال الفترة الماضية فلا تجد وقتاً لمنحه هذا الحنان، وبعد استراحتها تتوجه العناية إلى المولود الجديد، ويقل الوقت الذي تعطيه للطفل الكبير، ويصل الأهل والأصدقاء للتهنئة بالضيف الجديد الذي أعطي له كل الوقت وسلطت حوله الأضواء بعد حجبها عن أخيه، حيث يكون باستمرار في حضن والدته.

فيذهب الأكبر إلى سريره مكسور الجناح وفي ذهنه أنه قد فقد حب أمه له، وبعد أن يكبر قليلاً يلاحظ أنه يُعاقب لأشياء يُسمح لأخيه الصغير أن يفعلها ولا يعرف سبباً لذلك أو أنه أصغرُ من أن يعرف السبب، ويتنامى لديه الشعور بالغيرة يوماً بعد يوم نتيجة المقارنة أو التفضيل.

الآثار التي تترتب على غيرة الطفل:
قد تتحول هذه مشاعر الطفل الغيور إلى سلوك عدواني إما نحو الطفل الصغير الذي يعتبر منافساً له بعد أن استولى على عرشه في حضن أمه، أو موجهاً نحو الوالدين أو الممتلكات الشخصية بمحاولة اتلافها وتخريبها، إضافة إلى التقلب المزاجي وعدم الرضا بالهبات التي قد تقدم له من المحيطين مهما كانت غالية الثمن كمحاولة منهم عن تعويضه بما فقده من حنان، وإن قبلها فيكون ذلك وقتياً وسرعان ما يتذكر الهبة الأكبر التي فقدها وهي حضن الأم الدافئ التي لا يستبدلها بأي ثمن.
ومن الأعراض التي قد تنجم عن الغيرة حالة التبول اللاإرادي التي لم تكن موجودة من قبل، وكأن الطفل يتمنى أن يرجع إلى المرحلة العمرية السابقة لتعتنى به أمه كما تعتني بأخيه الصغير، وها السلوك ما هو إلا واحد من سلوكيات لفت الانتباه التي يلجأ إليها لطفل لمطالبه والديه بحقه المفقود.
وفي هذه الحالة على الأم أن تبذل كل المحاولات لجعل طفلها سعيداً وذلك عن طريق تحاشيها التأنيب التوبيخ والعقاب الذي قد يزيد المسألة تعقيداً، حتى لو أصاب أخاه الصغير بسوء, فكل هدفنا أن نجعله يلعب معه ويساعد أمه في خدمته بدلاً من أن نعزله عنه فنربي بينهما الكره منذ الصغر، ففي حالة ضربه أو إصابته له لتأخذه الأم بعيداً في تلك اللحظات, وتجعله مشغولاً, دون أن تؤنبه بل تعطيه الحب والأمان.

كيف نستثمر غيرة الأطفال ونخفف منها:
على الرغم أن للغيرة سلبيات كثيرة كما ذكرنا، فإننا نستطيع استثمارها لإنجاز أعمال إيجابية وخلق منافسة لا تصل لمستوى الصراع ودون مقارنة الأطفال بعضهم ببعض مع ضرورة احترام قدراتهم جميعاً، ولا بد من مساعدة الأخ الكبير الذي يغار من أخيه الأصغر للوصول به لمراحل متقدمة من النضج العقلي والانفعالي، وذلك بأن نغرس في نفسه الاستقلالية، وتكليفه برعاية أخيه الصغير.
وعندما يوشك المولود الجديد على القدوم، فلا بد من إشاعة علاقة من الحب نحوه بين الأخوة، حتى إذا ما جاء المولود شعر أخوه أنه محبب إلى نفسه و ليس منافساً له، مع أهمية الاقتصاد في إظهار الحب والعطف للمولود الجديد خاصة أمام إخوته، والتقليل من مدح بعض الأبناء أمام إخوانهم، والمساواة في التعامل بين الذكور والاناث، لأن التفرقة تثير الغيرة وتؤدي إلى الشعور بكراهية البنات للجنس الآخر في المستقبل.
وإذا كان هناك أحد الأطفال المعاقين أو المرضى في الأسرة ويحتاج قدراً كبيراً من الرعاية والاهتمام، فيجب تقديم هذه الرعاية بشكل لا يؤثر على الوقت الكافي من الاهتمام الذي ينبغي أن يحصل عليه بقية أفراد الأسرة، حتى لا يشعر الأخوة بالتمييز، ومن ثم الغيرة تجاه أخيهم.
وبقي أن نقول أن سعي الانسان نحو الأفضل هو شعور طبيعي وهام، ولا مانع من السعي إلى الاستفادة من الآخرين المبدعين والمتميزين دون أن نضع العثرات في طريقهم، وأن يبقى سباق السعي نحو الأفضلية في حدود المنافسة المشروعة، التي تحترم الطرف الآخر ولا تجرحه أو تقلل من شأنه…

الغيرة تجعلني أكره من حولي وأبتعد عنهم، فما الحل لمشكلتي؟

الغيرة تجعلني أكره من حولي وأبتعد عنهم، فما الحل لمشكلتي؟
استشارات طبيه علميه طب

السؤال:
السلام عليكم

أنا مشكلتي أنني مصابة بالوسواس منذ سنة، حيث أوسوس وأقنع نفسي بأشياء صغيرة، وأحلل كل موقف مهما كان صغيراً تجاه شخص ما، ثم عندما أكتشف وأحلل أبدأ أكرهه بالتدريج، ولا أكلمه وأبتعد عنه، لأن بتحليلاتي وبتصرفاته أكون قد اكتشفت أنه يكرهني، وأخشى لو استمررت معه أن أكون ثقيلة ومزعجة بالنسبة له، وهذا الشيء يضايقني.

المواقف التي تجعلني أكره الشخص، هي عندما أرى صديقتي أو ابنة عمتي أو أي أحد، يتكلم مع غيري أكثر مما يتكلم معي، ويعامله أحسن مني، ويضحك معه، فأشعر بالغيرة، وأبدأ أترك هذا الشخص وأنساه ولا أكلمة مرة ثانية، وكأنه غير موجود.

المشكلة أنني هكذا مع صديقاتي وعائلتي وكل شخص، حتى في الأخير لم يعد عندي أحد أجلس معه، أو أتكلم معه، فقد تركت الجميع، ومؤخراً صرت عصبية جداً، أي شيء يثير أعصابي، وصرت مخلوقة وقحة، طويلة اللسان، مع إنني لا أقصد ذلك، ولا أعرف لماذا أتصرف هكذا، كرهت شخصيتي الجديدة، وأريد أن أغيرها، وحاولت ولم أقدر.

أمي وأبي وأخوتي يقولون إنني صرت انطوائية، وصرت لا أتكلم ولا أندمج مع بنات عماتي كما في السابق، مع العلم أنني والله أحبهم وأحب صديقاتي، لكنني لا أستطيع أن أرى أحداً يعامل غيري أفضل مني، وأستمر معه وأتوهم أنه يحبني.

ومشكلتي الثانية: أنني أعاني من صعوبة نطق الكلمات، صعوبة عادية، لكنه يسبب لي الإحراج عندما أتكلم مع الناس.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ لميا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنت مدركة تمامًا للصعوبات التي تعانين منها، والإنسان حين يعرف مشاكله وطبيعتها هذا يعتبر خمسين بالمائة من الحل.

بالنسبة للوسوسة التي تأتيك حول هذه الأفكار التي تحدثت عنها، هي ظاهرة عادية جدًّا في مرحلة اليفاعة وبدايات الشباب التي تمرين بها، هنالك تغيرات نفسية كبيرة جدًّا تحدث في مثل عمرك، وهذه التغيرات أيضًا مصحوبة بتغيرات جسدية وفسيولوجية وهرمونية، ومن ثم قد تأتي الوساوس وشيء من القلق والتجاذب في التفكير، واهتزاز في الوجدان، ولحظات من الفرح ولحظات من الكدر، وهكذا.

هذه التقلبات موجودة -أيتها الفاضلة الكريمة-، وهي عابرة ووقتية وعارضة، وسوف تنتهي -إن شاء الله تعالى- فقط حقري هذه الأفكار، لا تعطيها أي اهتمام، امضي في حياتك بإيجابية، لا تتركي مجالاً للفراغ، اجتهدي في دراستك – هذا مهم جدًّا – أدي صلاتك في وقتها، عليك بالصحبة الطيبة الخيّرة، وكوني دائمًا متسامحة مع الآخرين – هذا مهم جدًّا – وسلي الله -تعالى- ألا يجعل في قلبك غيرة مرضية أو حسد أو حقد أو غل لأي إنسان آخر.

وبر الوالدين سوف يساعدك كثيرًا، اسعِي دائمًا لذلك، اخرجي من هذه الانطوائية، لا بد أن تكون لك مشاركات إيجابية داخل الأسرة، اجلسي مع أفراد أسرتك، شاركي والدتك في بعض المهام المنزلية، هذه هي الحياة، وهذه هي الطريقة التي تطورين بها مهاراتك وتخرجين من هذا الذي أنت فيه.

بالنسبة لصعوبة النطق البسيطة التي تعانين منها: أعتقد أنك بشيء من التطبع عليها وعدم الاهتمام بها، يمكن أن يزيل عنك هذا الشعور بالحرج، لا تتحرجي أبدًا، وربما يكون أيضًا من الأفيد أن تذهبي وتقابلي أخصائي التخاطب ليوجه لك بعض الإرشادات التي قد تحسّن مخارج الحروف لديك، وفي ذات الوقت تعلم تلاوة القرآن بصورة صحيحة، أعتقد أنه سوف يساعدك جدًّا، خاصة إذا ربطت التلاوة مع كيفية التنفس بصورة صحيحة، وهذا يقودني لأن أنصحك بأن ترجعي لاستشارة إسلام ويب والتي هي تحت رقم (2136015) وهذه الاستشارة خاصة بتمارين الاسترخاء وكيفية تطبيقها، فأرجو أن ترجعي لها وتستفيدي منها، و-إن شاء الله تعالى-سوف تجدين فيها فائدة كبيرة جدًّا.

أنا لا أرى أنك في حاجة لعلاج دوائي، كما ذكرت لك وباختصار: الحالة -إن شاء الله تعالى- عابرة، مرتبطة بمرحلتك العمرية، وأنت ما دمت تعرفين السلبيات والنواقص فهنا يجب أن تقومي بفعل ما هو مضاد لها من إيجابيات، وهذا يساعدك على تطوير مهاراتك -إن شاء الله تعالى- والتخلص من الأعراض التي تزعجك.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

منقووووووووووول

هل يشعر "ميدو" بالغيرة من محمد صلاح

هل يشعر "ميدو" بالغيرة من محمد صلاح
رئيس قطاع الناشئين بنادي الزمالك، ينفي تقليله من تألق مواطنه محمد صلاح مع فيورنتينا، ويحذره من مبالغة الإعلام.

اختيار الزوجة الصالحة . ومراعاة الغيرة وحساسية الوالدين تجاه ذلك

اختيار الزوجة الصالحة… ومراعاة الغيرة وحساسية الوالدين تجاه ذلك
استشارات طبيه علميه طب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

سؤالي بخصوص والدتي ووالدي، أنا مقبل على الزواج، وبعد فترة طويلة من البحث عن بنت للزواج، وقد كنت عانيت من كثرة الأعذار ممن أتقدم لهن، والآن اتفقنا مع أهل بنت، لا أعرفها صراحة؛ لأنها في بلد غير بلدي، ولا أستطيع السفر من أجل أن أنظر إليها النظرة الشرعية، وقد قررت أن يعقد لي والدي عليها عندما يسافر وسأعطيه توكيلاً؛ لأن الشركة التي أعمل فيها لم تعطني سوى أربعة أشهر إجازة، وهذه الإجازة غير كافية للعقد، والتعرف على البنت، فقررت أن يتولى الوالد العقد لي، وأتواصل مع البنت، وأتعرف عليها؛ لأني أحس باحتياج إلى شخص يفهمني، يسمع مني، ينسيني هم الغربة ومشاكلها، وأخاف في نفس الوقت أن تأتي البنت نكدية، ولا أستمتع بحياتي، ما رأيكم في هذا الموضوع؟

ثانيا: والدتي عندما أتصل بها أجدها تسمع كلام الناس، فهل صحيح ما قاله فلان كذا وكذا؟ أشياء بسيطة جدًا، أخاف أن تتمادى الوالدة على هذا في المستقبل؛ فأمي لا تصدقني كثيرًا لا أعلم لماذا؟

أقول: ثقي بي، تقول: أنا واثقة بك، لكن تظل تقول: كذا، وكذا، لا أعرف كيف أفعل معها؟ لو تزوجت هل ستركز على كل شيء؛ فهي حساسة جدًا، أقول لها: أحبك، أشتاق لك، فترد علي: الله أعلم هل سيدوم هذا الحب بعد الزواج أم ستأخذك منا؟
غيرة من الآن!

كيف أتعامل معها إذا تزوجت؟ خاصة أننا سنسكن في بيت واحد، ماذا أفعل؟ وكذلك والدي حساس جدًا، عندما أخرج دائما مع خالي، أقول: سأذهب، يقول لي: لا داعي، ويذهب بي إلى أماكن على هواه، ولا أرتاح، أتعبني تعاملهم، أمي تعاملني بنصائحها على أنني طفل، أقول لها: ياأمي، أنا أعرف ما أفعل، تقول: أنا أريد مصلحتك، وتبدأ تتحدث كثيرًا، واحذر أن تتصل لأهل البنت، كن ثقيلا، ومثل هذا الكلام.

كيف سأفعل في المستقبل؟ ما هو الحل؟

علمًا أن أمي ليست متعلمةً، مثلا، مرة من المرات وضعت صورةً لي مع دب في الفيسبوك، وبالصدفة رأت الصورة وكانت مشكلةً، قالت لي: هذه قلة عقل، وهذه، وهذه، قلت: هذه للدعابة والتسلية فقط، قالت: لا، المهم أنها دائمًا تنتقد، ماهو الحل أرجوكم؟

أعتذر عن الإطالة، وشكرًا.

الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ صقر محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فبدايةً، نؤكد لك أنه لا خوف على من قدم الدين والأخلاق في اختياره لزوجته؛ لأن كل خلل وكل نقص وكل كسر، فإن الدين يجبره وما لكسر قناة الدين جبران، فإذا وجد الدين والأخلاق ـــ الحمد لله ـــ والبيت الحسن، والبيئة الطيبة ورضي الوالد، ورضيت الوالدة، فهذه مؤشرات غاية في الأهمية، ونحن نركز على الدين والخلق؛ لأن أيَّ عيب وأي خلل يمكن أن يصلح بالدين والأخلاق، ولكن إذا كان الخلل في الدين أو في الخلق، فهذه هي المشكلة، وهذه هي مشكلة المشكلات.

نسأل الله تبارك وتعالى أن يسعدك، ونتمنى أيضاً أن تحرص دائماً على أن تدرك أنه لا يوجد إنسانٌ إلا وفيه نقصٌ، أنت ناقصٌ، والزوجة ستكون ناقصة؛ لأننا بشر، ولكن طوبى لمن غمرت سيئاته في بحور حسناته، واعلم أن حل الإشكال بيدك، والإنسان هو الذي يحدد الكيفية التي ستتعامل بها الوالدة، ويتعامل بها الوالد بعد زواجه، فبعد الزواج نحن نريد أن تركز الاهتمام، إذا كنت الآن تهتم بوالدتك، فلا بد أن تزيد الاهتمام، كذلك لا بد أن تعرف الزوجة أن هذه الأم الكبيرة تحتاج إلى صبر، تحتاج إلى احتمال، تحتاج إلى حسن تعامل، تحتاج إلى أن تعتبرها كأمها، تحتاج أن يفوتها بعض الأمور؛ لأنها كبيرة في السن، وأنها أم لك، وأنها تغار عليك، وتريد لك الخير.

إذاً، لا بد أن تصطحب هذه المعاني، ونؤكد لك أنك لست وحدك من يعاني مثل هذه المعاناة، ولكن ليس هذا الإشكال، الإشكال كيفية التعامل، كيف ستعطي لهذه الأمور حجمها وحظها وحقها من الاهتمام؟

نسأل الله أن يعينك على الخير، ونتمنى أيضاً أن تنتبه لتصرفاتك؛ فإن الإنسان ينبغي أن يدرك أن كبار السن لهم فهم مختلف لمثل هذه الأمور، والإنسان لا بد أن يراعي هذه الأشياء، فهم جيل مختلف، جيل أكبر منا، ومن المهم أن يراعي الإنسان مشاعرهم، فهي لا ترضى لابنها أن يظهر بهذا المظهر، وهم لا يفهمون أن هذا للدعابة، وكل هذا ينبغي أن يفسر في إطار حرصهم عليك وحبهم لك، وينبغي أن تحسن الاستماع إليهم، وبعد ذلك تجتهد في إرضائهم وتفعل ما يرضي الله.

نسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان، ثم يرضيك به، ونسعد بالاستمرار في التواصل مع الموقع.

منقووووووووووول

الغيرة الزوجية تحرم نيللي كريم «5» ملايين جنيه!

صور اخبار تفاصيل الغيرة الزوجية تحرم نيللي كريم «5» ملايين جنيه! 2024 فيديو

في الوقت التي أبدت فيه الفنانة نيللي كريم موافقتها للقيام بحملة إعلانية ضخمة مع إحدى شركات الاعلانات الكبرى مقابل خمسة ملايين جنيه، فرض

خليجية

لمشاهدة الخبر كامل اضغط على الرابط التالي

اضغط هنا

للمزيد من الاخبار

اخبار الجزيرة نت الاخبار كلها مقدمة من موقع الجزيرة نت , أخبار , الجزيرة , أحداث , عاجل , حصري

إليسا تشعل الغيرة في قلب زوجة علامة

إليسا تشعل الغيرة في قلب زوجة علامة (صور)
النجمة اللبنانية نشرت صورة للمطرب الشهير وهو يحتضنها.

الغيرة بين الاخوات

الغيرة بين الاخوات


الغيرة بين الأخوات.. غياب دور الوالدين يعمق «جراح الحسد» طول العمر!

——————————————————————————–

خليجية

الغيرة مرض اجتماعي يحدث عند الصغار والكبار كحد سواء، ويحمل كثيرا من المشاعر والآثار السلبية المدمرة للعلاقات الاجتماعية والأسرية، وقد يصل أحياناً لقطيعة الرحم، خاصة إن وجد بين الأخوات، ويظهر جلياً إذا دعمه الآباء بالتفرقة اللاشعورية في التعامل بين الأخوات وتفضيل أحداهما على الأخرى
بداية تقول “نجاح صالح” إن الغيرة موجودة وبكثرة
بين الأخوات، وربما يكون الوالدان أحد أسباب تلك المشكلة الكبيرة بتفريقهم بالمعاملة، بتفضيل إحداهما على الأخرى والثناء الحسن، وبالمقابل فللوالدان الدور الأكبر في حل تلك المشكلة بحيث من الواجب عليهما زرع المحبة بين بناتهما والعمل على المساواة بينهن حتى في أدق التفاصيل.
وتقول “ريم سليمان” أشعر كثيراً بكره والدتي لي، فهي دائماً ما تفضل أختي الوسطى علي، فهي تشتري لها ما تريده حتى وإن كان غالي الثمن، وتأخذها دائماً معها للتسوق وللزيارات العائلية والمناسبات وتستشيرها في كل صغيرة وكبيرة حتى وإن كان يخصني، ولا أخفيكم فأنا أغار منها جداً سبب هذه التفرقة، وسوء المعاملة، فأشطاط غضباً حينما تراني أمام قريباتي في أبهى زينتي، وتقول أنها هي السبب وراء تلك الزينة بحسن اختيارها لما ارتديه مع العلم أنها دائما ما تستشيرني وأنا كذالك.

غيرة الجمال

وكشفت “ريم الخالد” عن معاناتها من غيرة أختها الكبيرة، وقالت: عندما أُخبرها أن فلانة امتدحتني بجمالي فهي تحرص على إحباط معنوياتي دائماً، وتعمل على تبرير مدحهم لي وتقول هم لا يرونك إلا قليلاً وأنت بكامل زينتك، فكيف إن رؤوك على طبيعتك في البيت، بالتأكيد ستتغير نظرتهم إليك، وعندما واجهتها بقسوة بكلامها قالت أنت تغيظينني وكلامك فيه انتقاص من شأني، فانا أيضاً جميلة وأجمل منك، والآن عزمت على ألا اخبرها بأي كلمة ثناء في حقي تحقيقاً لرغبتها وأيضا لراحتي النفسية.
وتقول “منيفة” دائماً أنا وأختي في شجار دائم فهي تغار مني ومن زوجي بشكل غير طبيعي فهي تنتقد لبسي ولبس أولادي وأثاث منزلي بشكل لاذع من دون مراعاة لمشاعري، وتحاول جاهده أن تكرهني بزوجي وتنعته بأسوأ الألفاظ مع ثقتي التامة به، وبما أقوم به اتجاه أسرتي ولكن هذا حالها دائما لا تحب أن اظهر بشكل أفصل منها، خاصة أنها تعاني من ظروف مادية قاسية مع زوجها ومع كثرة المشاكل والاختلافات واختلاقها للمشاكل التي تهدد آمن أسرتي واستقرارها قررت مقاطعتها، ولي الآن سنتين لم تدخل بيتي ولم أدخل بيتها ومكان تقابلنا الوحيد منزل والدتي.
وتضيف “هيفاء” لدي ثلاث أخوات أكبر مني وأنا الصغيرة بينهم، وحباني الله بجمال وقامة تلفت أنظار كل من رائني، ومن الطبيعي أن يتم مقارنتي بأخواتي الأكبر مني سناً، التي لم يتمتعن بما أتمتع به، ونظراً لكثرة خطابي انعكس ذالك على معاملة أخواتي لي، فهن دائماً ينزوين بأنفسهن بالحديث، ولا يسمحن لي بالتدخل معهن بحجة أني صغيرة وهن الأكبر، ورغم حرصي التام على ألا أثير ما يزعجهن من مواضيع تخص الجمال والرجيم خاصة انهن بدينات مع انه بالوقت ذاته دائما ما يطلقن علي ألقاب تزعجني وما يطمئنني أن والدتي تقف دائما بصفي.
حالة مرضية

تعلق الأخصائية الاجتماعية “غادة الشامان” بأن الغيرة بين الأخوات أمر طبيعي إن كانت في حدود المعقول، ولكنها قد تصل بالشخص لحالة مرضية تحتاج لتدخل علاجي في حال كانت تلك الغيرة عائقا للإنسان عن أداء مهام حياته اليومية وعدم مقدرته على التعايش مع من حوله بنفس راضية مطمئنة.
وتضيف “الشامان” انه قد يكون للأهل دور كبير في إشعال الغيرة بين الأخوات، وذلك من خلال التفرقة بالمعاملة بينهم بتفضيل إحدى البنات عن قريناتها، بثناء عليها ومدح ما تقوم به دائماً أمام إخوتها والآخرين، حيث تتفاقم تلك الغيرة وتصبح مشكلة لابد لها من حل، مشيرة إلى أن هذا السلوك قد يصدر من الإباء بشكل تلقائي بهدف بث روح الحماس داخل نفوسهم ولا يعلم الوالدان أن سلوكهما هذا يقتل أي سلوك ايجابي يريد الأهل إحياءه، لذا يستوجب على الوالدين زرع الثقة في أبنائهم وفيما يمتلكون وعدم التفرقة بينهم في المعاملة والاحتفاظ بأي مشاعر تفضيل لأحد الأبناء عن غيره، أما اجتماعياً، فالمرأة أكثر من يصاب بهذا المرض نظراً لاعتمادها على قلبها من دون عقلها فهي إنسانة حساسة تتأثر بأي لفظ أو سلوك يصدر من غيرها ضدها ما يدفعها لكتمه أحياناً، أو التعبير عنه بألفاظ وسلوكيات خاطئة تضعها في حالة نفسية سيئة، وقد تكون الغيرة بسبب مشاعر سلبية مؤلمة امتدت من فترة الطفولة.

طلاق بسبب الغيرة من بعير يشغل السعوديين بتويتر

طلاق بسبب الغيرة من بعير يشغل السعوديين بتويتر
سعودي يطلق زوجته التي أكدت له أنه عزيز على قلبها ولكن ليس أغلى من قعود والدها "الوليف".

كيف نحول الغيرة بين الأخوة إلى وسيلة بناءة الاسرة السعيدة

كيف نحول الغيرة بين الأخوة إلى وسيلة بناءة الاسرة السعيدة

كيف نحول الغيرة بين الأخوة إلى وسيلة بناءة

خليجية

الغيرة شعور نفسي بتميز الآخرين عنا، تتحول أحيانا إلى عرض نفسي لابد من علاجه، فغيرة الأشقاء من بعضهم شعور طبيعي، إلا انه يتحول لمشاعر سلبية خطيرة، إذا دعمه الآباء بالتفرقة اللاشعورية في التعامل بين الأخوات. قضايا مهمة تشغل بال الآباء والأمهات حول كيفية استقبال طفل جديد دون إثارة مشاعر الطفل الأكبر، وكذلك التوفيق بين رغبات آخر العنقود وأخواته،


الغيرة واقع وحقيقة


الغيرة شعور مؤلم يظهر في حالات كثيرة مثل ميلاد طفل جديد للأسرة، أو شعور الطفل بخيبة أمل في الحصول على رغباته، ونجاح طفل آخر في الحصول على تلك الرغبات، أو الشعور بالنقص الناتج عن الإخفاق والفشل، والغيرة أحد المشاعر الطبيعية الموجودة عند الإنسان كالحب، ويجب أن تقبلها الأسرة كحقيقة واقعة ولا تسمح في نفس الوقت بنموها، فالقليل من الغيرة يفيد الإنسان، فهي حافز على التفوق، لكن الكثير منها يفسد الحياة، ويصيب الشخصية بضرر بالغ، وما السلوك العدائي والأنانية والارتباك والانزواء إلا أثر من آثار الغيرة على سلوك الأطفال.


وإذا أصبحت الغيرة عادة من عادات السلوك وظهرت بصورة مستمرة فإنها تصبح مشكلة، لاسيما حين يكون التعبير عنها بطرق متعددة، والغيرة من أهم العوامل التي تؤدى إلى ضعف ثقة الطفل بنفسه، أو إلى نزوعه للعدوان والتخريب والغضب، والواقع أن انفعال الغيرة انفعال مركب، يجمع بين حب التملك والشعور بالغضب، وقد يصاحب الشعور بالغيرة إحساس الشخص بالغضب من نفسه ومن إخوانه الذين تمكنوا من تحقيق مآربهم التي لم يستطع هو تحقيقها، وقد يصحب الغيرة كثير من مظاهر أخرى كالثورة أو التشهير أو المضايقة أو التخريب أو العناد والعصيان، وقد يصاحبها مظاهر تشبه تلك التي تصحب انفعال الغضب في حالة كبته، كاللامبالاة أو الشعور بالخجل، أو شدة الحساسية أو الإحساس بالعجز، أو فقد الشهية أو فقد الرغبة في الكلام.


فالشعور بالغيرة أمر خطير يؤثر على حياة الطفل ويسبب له صراعات نفسية متعددة، فهي تمثل خطراً داهما على توافقه الشخصي والاجتماعي، بمظاهر سلوكية مختلفة منها التبول اللاإرادي أو مص الأصابع أو قضم الأظافر، أو الرغبة في شد انتباه الآخرين، وجلب عطفهم بشتى الطرق، أو التظاهر بالمرض، أو الخوف والقلق، أو بمظاهر العدوان السافر.


فالغيرة تدور إذا حول عدم القدرة على أن نمنح الآخرين حبنا ويحبنا الآخرون بما فيه الكفاية، وبالتالي فهي تدور حول الشعور بعدم الطمأنينة والقلق تجاه العلاقة القائمة مع الأشخاص الذين يهمنا أمرهم. والغيرة في الطفولة المبكرة تعتبر شيئاً طبيعيا حيث يتصف صغار الأطفال بالأنانية وحب التملك وحب الظهور، لرغبتهم في إشباع حاجاتهم، دون مبالاة بغيرهم، أو بالظروف الخارجية، وقمة الشعور بالغيرة تحدث فيما بين 3 – 4 سنوات، وتكثر نسبتها بين البنات عنها بين البنين.


التفرقة أم المشاكل


وعلى ذلك يجب ضرورة التأكيد على عدم إثارة مشاعر الغيرة بين الأخوات من خلال التفرقة غير المقصودة بينهم كالاهتمام بطفل دون الآخر لأسباب خاصة به ولا يتفهمها الطرف الآخر، فلابد أن يتوخي الآباء الحذر في إظهار عواطفهم نحو الأبناء حتى ولو كان هذا الابن يستحق رعاية أكثر بحكم ظروفه سواء كان الأصغر أو أن يكون مريضا أو مسافرا لبعض الوقت، فالحكمة مطلوبة في التعامل مع الأبناء حتى لا يشعروا بالتفرقة بينهم.


ومع بداية الزواج تستعد الأسرة لاستقبال مولودها الأول بفارغ الصبر وتهتم بكل طلباته وتراقب كل تحركاته باهتمام كبير وبعد فترة تحمل الأم وترزق بمولود آخر قد يثير مشاعر الغيرة لدى الطفل الأكبر خاصة لدى الأسرة غير الواعية لضرورة عدم إهمال طرف على حساب آخر تحت دعوى أن الأصغر أولى بالرعاية، وهنا على الأم أن تهيئ الطفل الأكبر لاستقبال شقيقه الأصغر حتى إن هناك بعض الأسر تحضر هدايا للشقيق الأكبر وتدعي أنها من أخيه وبذلك تحمي الطفل من الشعور بالإهمال وتطفئ نار الغيرة لديه.


يجب على الآباء الحزم فيما يتعلق بمشاعر الغيرة لدى الطفل، فلا يجوز إظهار القلق والاهتمام الزائد بتلك المشاعر، كما أنه لا ينبغي إغفال الطفل الذي لا ينفعل، ولا تظهر عليه مشاعر الغيرة مطلقاً، وفى حالة ولادة طفل جديد لا يجوز إهمال الطفل الكبير وإعطاء الصغير عناية أكثر مما يلزمه، فلا يعط المولود من العناية إلا بقدر حاجته، وهو لا يحتاج إلى الكثير، الذي يضايق الطفل الأكبر عادة كثرة حمل المولود.


المساواة أعظم الحلول


يجب المساواة في المعاملة بين الابن والابنة، فمعظم الأسر في مجتمعاتنا الشرقية تفضل الولد عن البنت نتيجة لرغبة الآباء الشديدة فيمن يرث مهنتهم أو تجارتهم ويستندون عليه مستقبلا وهذا يفسر تفضيلهم للذكر عن الأنثى، وهذه التفرقة في المعاملة تؤدى إلى شعور الأولاد بالغرور وتنمو عند البنات غيرة تكبت وتظهر أعراضها في صور أخرى في مستقبل حياتهن مثل كراهية الرجال وعدم الثقة بهم وغير ذلك من المظاهر الضارة لحياتهن، لذلك إذا عرفت أسباب الغيرة كان من السهل علاج أعراضها وحماية أفراد الأسرة منها.


ميسي يشعر بالغيرة من نيمار

ميسي يشعر بالغيرة من نيمار
الأسطورة الهولندي يوهان كرويف يدافع بشدة عن النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي ويؤكد بأن مشكلة ميسي داخلية وليست مالية، خاصة وأن أكبر الأندية تريد التعاقد معه.