تخطى إلى المحتوى

أريد الزواج ولكني أتذكر الماضي الأسود فكيف أنساه؟

أريد الزواج ولكني أتذكر الماضي الأسود.. فكيف أنساه؟
استشارات طبيه علميه طب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تعرضت لاغتصاب من أخي وأنا بعمر (6) سنوات، كبرت وصارت عادة لي أفعلها مع من هم في سني من أقارب وأصدقاء، حين وصل عمري لـ (17) تبين لي خطورتها، فتوقفت عنها، بعدها تعرضت للسجن في قضية سرقة، وسجنت (3) سنوات؛ خرجت من السجن، وأنا الآن أعاني من اكتئاب، علمًا أن عمري الآن (25).

المشكلة الآن أني أفكر في الزواج، وكلما فكرت في الزواج أتذكر فعلي سابقًا، وأخجل من نفسي وأكره حالي، وتأتيني تساؤلات كيف أكون زوجًا أو أبًا، وأنا سابقًا كان يفعل بي؟ لماذا حصل لي هذا؟ خصوصًا أني كنت طفلاً في ذلك الوقت؛ وقتها أكره نفسي ومستقبلي، وتأتيني أفكار بالانتحار، أحس بأن مستقبلي دمار، وحاضري منغص، وماضيّ أسود.

أرجوكم، ساعدوني، كيف أنسى؟

هناك جهاز اسمه: (alpha stime) ألفا ستيم، ما رأيكم في هذا الجهاز؟ وما مدى فاعليته في علاج الرهاب الاجتماعي والاكتئاب؟ وكم من الجلسات يحتاج حتى يبدأ مفعوله؟

وشكرًا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فهد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إذا كان الماضي يتكون من تجارب سيئة، يتم التخلص منه من خلال: أن يعيش الإنسان الحاضر بقوة، والمستقبل بأمل ورجاء.

أيها الفاضل الكريم: حادثة الاغتصاب التي تعرضت لها، أنت كنت الضحيّة، ولم تكن معتديًا، والآن أنت في حالة من الوعي والإدراك التام، الذي يجعلك تفرق بين الحق والباطل، والخطأ والصواب.

وموضوع السجن والسرقة لا شك أن هذا كان فيه شيء من اضطراب المسلك.

أيها الفاضل الكريم: الماضي قد مضى وانتهى، وحتى التجارب السيئة يمكن أن يجعل منها الإنسان تجارب إيجابية، وذلك بأن يُعوّض ما فاته وما مضى من خلال الرُّقيِّ بالنفس والتسامي، والارتفاع بالذات من خلال حسن الخلق ومكارم الأخلاق، وأن تزود نفسك – أيها الفاضل الكريم –بالعلم وبالدين، وبحُسْنِ الصلة مع الآخرين.

هذه هي الأسلحة التي يجب أن تزود نفسك بها الآن، وهذا سوف يجعلك تنظر إلى الماضي كتجربة عابرة قد انتهت، كثير من الناس كانت لهم تجارب سالبة جدًّا في صغرهم، وأصبحوا بحمد الله تعالى من أفضل الرجال، لا تجد لنفسك العذر، وتقول: "أنا عملتُ كذا وكذا، أو تعرضتُ لكذا وكذا فيما مضى، فلا يُمكنني أن أعيش حياة طيبة"، أبدًا، هذا خطأ كبير.

الأفكار التي تأتيك حول الانتحار هي أفكارٍ فاشلة؛ لأنك تخاف من الفشل، لن تنتحر أبدًا -إن شاء الله تعالى-، وسوف تنجح، فاجعل لحياتك معنًى، ولا بد أن تبحث عن عمل، لا فائدة أبدًا من حياة الرجل دون عمل، فالعمل يطور المهارات، ويزيل الاكتئاب، العمل فيه خير كثير، وهو باب للأرزاق.

صحح مسارك من خلال خطوات عملية، ابتعد عن التمني والمتاهات التي لا فائدة فيها، وأوصيك ببر والديك، هذا فيه خير كبير، وأن يكون لك حُسن صحبة، وأن تكون صلواتك في المسجد، هذا هو الذي أنصحك به.

أيها الفاضل الكريم: بالنسبة لهذا الجهاز: لم أجربه، سمعتُ عنه من بعض الإخوة المختصين، ولكن لا أستطيع أن أقول: إن هنالك أبحاثًا تُثبت أنه يُعالج الرهاب والاكتئاب، قد يُساعد في بعض الحالات البسيطة، ولكن لا نعتبره علاجًا كاملاً، إنما هو علاج مُكمِّل لوسائل علاجية أخرى.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

منقووووووووووول

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.