تعد لوحة الموناليزا أو الجيوكاندا إحدى أشهر اللوحات التي رسمت في التاريخ للمبدع العبقري برنادو دي فينشي، والتي رسمها في القرن الخامس عشر ميلادي.
الغريب في هذه اللوحة أن أسرارها لا تنتهي، ويكتشف المختصون كل يوم سرا جديدا فيها.
فمن خلال عمليات التكبير لبعض أجزاء اللوحة تظهر العديد من الحروف والأرقام الخفية متناهية الصغر وضعها الرسام كرموز لا يعرف ما المقصود منها، غير أنها ربما تكون شفرات سرية لفك طلاسم هذه اللوحة المحيرة.
ولعل أبرز غرائب هذه اللوحة أنه من خلال قياس المسافات بين أجزاء الوجه لكل من وجه الموناليزا المرسومة ووجه "دي فينشي" نفسه يظهر جليا تطابق الوجهين مع بعضهما، ما قد يدل بأن قصة الفتاة المسماة "مادونا ليزا دي أنتونيو ماريا جيرارديني" والتي قيل بأنها زوجة لتاجر فلورنسي اسمه "فرانشيسكو جوكوندو" وكان صديقا لدي فينشي قد لا تكون حقيقية، وأن الصورة ماهي إلا شخصية خيالية اختلقها الرسام وركبها كانعكاس أنثوي لنفسه، أو لعلها في بداية الأمر وجه لفتاة حقيقية ثم حورها للتطابق مع عظام وجهه كنوع من جنون الابتكار.
وسواء كان الأمر هذا أم ذاك فلا شك بـأن هذه اللوحة كانت لها مكانة خاصة جدا في نفس الرسام، لعل أكبر دليل على ذلك اصطحابه لها في كل مكان يذهب إليه، والمدة الطويلة التي قضاها في رسمها، إضافة إلى سكب كل مهاراته الفنية وعبقريته الذهنية في رسمها وكأنها لوحته الوحيدة بل لعلها السبب الرئيس في دفعه لابتكار تقنيات جديدة في فن الرسم لم تكن معروفة من قبل فقلده بعدها العديد من الرسامين.
هذا غير مهاراته التي تشبه المعجزة في خلط الألوان ورقته العبقرية في الموازنة بين الظل والضوء والعمق مما جعل الكثير من شخصياته المرسومة بريشته أشبه ما تكون بالصور الفوتغرافية رغم شح المواد في زمنه والسنين الطوال التي مرت على لوحاته منذ أن رسمها إلى الآن.