تخطى إلى المحتوى

أعاني من الضيق وكثرة التفكير بعد اتخاذ القرارات هل هذا طبيعي؟

  • بواسطة
أعاني من الضيق وكثرة التفكير بعد اتخاذ القرارات.. هل هذا طبيعي؟
استشارات طبيه علميه طب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله.

أنا شاب 25 سنة، أعاني منذ شهر من أعراض الاكتئاب فقدان الشهية، النقد الذاتي المفرط، الأرق، كثرة التفكير والحسرة، هذا بعد انفصال في علاقة عاطفية جادة وبعيدة عن ما حرم الله، حدث هذا بسبب كثرة المشاكل بيننا، لكن ما لا أفهمه هو أنني أعاني من اضطراب نفسي جعلني أشك في قواي العقلية؛ لأنني أنا من اختار الانفصال بعد تفكير طويل وصلاة الاستخارة.

( مع العلم أنني لم أكن أداوم على صلاتي حينها)، لكن بعد ما حصل ما أردت لم أتقبل الأمر، وأحسست بالندم الشديد، وألم نفسي حاد، وبعد محاولة مني بإصلاح الوضع، وعادت المياه إلى مجاريها أحسست بالندم مرة أخرى، وخفت أن أظلم تلك الفتاة إن لم نوفق مجددًا، وأتحمل ذنبًا، وهذا أدى إلى الانفصال مرة أخرى إلى الأبد، وأحسست بالندم مرة أخرى، خصوصًا لما علمت أن تلك الفتاة ستتم خطوبتها.

أنا أعاني من كثرة التفكير، مما يفقدني رغبة في مزاولة أي نشاط، وهذا أثر على دراستي في الماجستير، وعلى حياتي بصفة عامة، ولم أعد أفرح بأي شيء جميل في حياتي.

أنا أتساءل هل هذه الاضطرابات بعد اتخاذ القرارات شيء طبيعي أم مرضي؟ وأرجو نصائحكم للخروج من هذه الحالة النفسية دون اللجوء إلى عقاقير المضادة للاكتئاب.

مع العلم أنني مند 15 يومًا أتناول عقار اتاراكس عندما يتعذر عليّ النوم بشكل طبيعي.

وشكرًا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد نوري حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

حالتك ليست حالة مرضية، هي ظاهرة نفسية، نسميها بعدم القدرة على التكيف، أو عدم القدرة على التواؤم، والارتباطات العاطفية ليست بالأمر السهل، خاصة إذا كانت علاقات جادة والقصد منها الزواج، حين يحدث الشرخ والانفصال وعدم التوافق قطعًا هذا يُمثِّل وينتج عنه هزّات نفسية، والإنسان إذا كان مُخلصًا في علاقاته وبعد ذلك لم تستمر هذه العلاقة قد يحسُّ بشيء من تأنيب الضمير، وتأتيه الهواجس والأفكار المتعلقة بتلك العلاقة، وربما يستذكر مواقف معينة فيما مضى، هذه تزيده من الشجون والآلام النفسية.

أيها الفاضل الكريم: تفاعلك تفاعل وجداني، وليس تفاعلاً مرضيًا، لكن هنالك أمر مهم جدًّا: أنت الحمد لله تعالى أخذت بما هو شرعي، وقمت بالاستخارة، والاستخارة – أيها الفاضل الكريم – هي أنك طلبت ممَّن بيده الخير أن يختار لك ما هو خير، وبعد ذلك لم يحدث نصيب، فإذًا {عسى أن تكرهوا شيئًا وهو خيرٌ لكم وعسى أن تُحبوا شيئًا وهو شرٌ لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون}.

فيا أيها الفاضل الكريم: هذا هو المنهج الذي يجب أن تجعله مرجعية لك في موقفك الوجداني هذا وليس أكثر من ذلك. التطبع والتواؤم والتكيُّف مع الموقف سوف يأتي، واسأل الله تعالى أن يرزقك الزوجة الصالحة، وسر حياتك بخطىً قوية وثابتة، وأحسن إدارة وقتك، وليس هنالك أكثر من هذا.

أنت لا تحتاج أبدًا لعلاج دوائي، كل الذي تحتاجه هو بناء قناعات جديدة أن هذا الأمر غير مكتوب لك، وأن في انصرافه ربما يكون خيرًا لك، وأن تفاعلك هو تفاعل إنساني وجداني عاطفي، لكن في ذات الوقت يجب تتكيف وأن تتوائم، وألا تخرج الأمور عن سياقها.

أما بالنسبة لعقار (أتراكس) فهو يُحسِّن النوم، لكن أرى لا داعي له أبدًا. واجه الأمور بمنطق وعقلانية، واحرص على أذكار النوم، ومارس الرياضة، وتجنب النوم النهاري، سوف يتحسَّن نومك كثيرًا إن شاء الله تعالى.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

منقووووووووووول

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.