استشارات طبيه علميه طب
السؤال:
السلام عليكم
في البداية أود أن أشكركم لجهودكم المبذولة في الرد علينا.
أعاني من تساقط الشعر ولكنه غير ناتج عن مشاكل في فروة الرأس، لأنني لا أشعر بحكة أو أي شيء مشابه، بدأ الأمر منذ أن ارتديت الحجاب قبل 3 سنوات، وأصبح يتزايد سنة بعد سنة بحيث لا يكون التساقط ناتجا عن تكسر الشعر، إنما تتساقط الشعرة كاملة من جذورها بالأخص في مقدمة الرأس، حيث الآن أصبح خفيفا، وشمل التساقط باقي مناطق الرأس، مع العلم ينمو شعر جديد ولكنه يسقط أيضا وهو لا يزال صغيرا، أرجو منكم وصف الدواء المناسب لي على الأقل ليقوم بإيقاف التساقط لأحتفظ بما تبقى لي من شعري، مع العلم أن شعري دهني وأنا لا أستخدم مصفف الشعر كثيرا، لأن شعري أملس بطبيعته، ولا أستخدم الأصباغ والكيمياويات التي توضع على الشعر، وقد أجريت بعض الفحوصات واتضح أني لا أعاني من نقص الفيتامينات والمعادن.
قرأت في بعض ردودكم للناس أن استخدام المينوكسيديل مفيد للتساقط ولكنني علمت من بعض المستخدمين أنه يجب عدم تركه أبدا، لأن الشعر يتساقط بغزارة بمجرد التوقف عن استعماله، هل هذا صحيح؟
في النهاية أتمنى منكم أن تصفوا العلاج المناسب لكي أتخلص من هذه المشكلة حسب معرفتكم، وأنا في هذه الفترة آخذ عقار فلوكستين، لأنني عانيت من بعض القلق، هل يمكن أن تسبب لي مادة الفلوكستين زيادة تساقط الشعر؟ وما رأيكم في منتج sunburst الذي يعرض إعلانه في القنوات الفضائية؟ وهل استخدام خليط البيض وزيت الزيتون له فائدة للشعر؟
وفي النهاية أعتذر عن الإطالة، وقد أكثرت من الأسئلة لأن الأطباء دائما يصفون علاجات مؤقتة للتساقط، أرجو منكم إفادتي، ولكم جزيل الشكر.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سالي حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الشعر الموجود في فروة الرأس يكوّن في ثلاث مراحل: مرحلة النمو الـ (Anagen)، ومرحلة الكمون الـ (Catagen) ومرحلة السقوط الـ (Telogen) حوالي 90% من الشعر الموجود بفروة الرأس يكون في مرحلة النمو، ولذلك لا نشعر بحدوث تساقط بصورة ملحوظة بشكل يومي، ولكن عند حدوث أي مشكلات صحية تؤثر على نمو بويصلات الشعر بصورة مثالية، فإنها تدخل مبكرا في مرحلة الكمون والتساقط، ويستغرق الفترة من الدخول المبكر إلى مرحلة الكمون حتى حدوث التساقط حوالي 4 أشهر، ولذلك إذا حدثت مشكلات صحية حادة مثل: اتباع حمية غذائية قاسية، أو ارتفاع حاد في درجة الحرارة (الحمى) أو عدوى جرثومية شديدة، أو عمليات الجراحية، أو ولادة؛ فإن التساقط يكون ملحوظا بعد حوالي أربعة أشهر من الحدث الذي سببه.
أما إذا كان تساقط الشعر باستمرار ولفترات طويلة؛ فتوجد أسباب أخرى مثل: الأمراض المزمنة، وأمراض الغدة الدرقية، الحميات الغذائية غير الصحية، ونقص تناول البروتين في الوجبات، نقص الحديد أو نقص عدد كرات الدم الحمراء، والأنيميا، تناول بعض الأدوية، التوتر والقلق.
وأنصح بأخذ التاريخ المرضي بواسطة طبيب متخصص، وتوقيع الكشف الطبي على الشعر، وطلب بعض الفحوصات المتعلقة بالأسباب المتوقعة لتساقط الشعر، وتدارك وعلاج أي مشكلات أو أمراض إن وجدت -لا قدر الله- ، ومن الممكن أن تسبب أدوية العلاج النفسي تساقط الشعر، ويجب مناقشة الفائدة التي تعود عليك من تناول تلك العلاجات، والآثار الجانبية المصاحبة ومنها تساقط الشعر.
النوع المذكور سابقا هو نوع من تساقط الشعر يسمى الـ Telogen Effluvium، وهو النوع الذي يوجد به تساقط ملحوظ للشعر بشكل يومي وفي جذر الشعرة نقطة بيضاء كما ذكرت، ويختلف عن الصلع الوراثي، وعلاج النوع الأول يكون بعلاج أو تجنب الأسباب التي أدت إلى حدوث التساقط، بالإضافة إلى استعمال بعض محفزات نمو الشعر، أو الفيتامينات والمكملات الغذائية لفترة زمنية محددة؛ للمساعدة في عودة الأمور إلى سابق عهدها.
أما بالنسبة للصلع الوراثي، فعادة لا يكون مصحوبا بتساقط ملحوظ في الشعر، وإنما يكون مصحوبا بحدوث فراغات في فروة الرأس، بالإضافة إلى صغر أو ضمور في الشعر في هذه الأماكن، ويمكن التعرف على ذلك من خلال فحص الشعر إكلينيكيا بواسطة الطبيب أو باستخدام بعض الأجهزة المساعدة، مثل Dermoscope وأتصورمن خلال التاريخ المرضي الذى ذكرته أنك تعانين من كلا المشكلتين، ولذلك يجب معرفة سبب التساقط الذي حدث ومحاولة تدارك ذلك وعلاجه، وكذلك علاج الصلع الوراثي مبكرا حتى تحصلي على أفضل النتائج الممكنة.
بالنسبة لعلاج الصلع الوراثي، فالعلاج الأمثل هو مستحضر المينوكسيديل، ويجب أن تستخدميه بالجرعة السليمة، ولفترات طويلة حتى تحصلي على النتيجة المرجوة، كذلك لتجنب عودة الأمور إلى ما كانت عليه سريعا بعد التوقف عن استخدامه، ولذلك يجب استخدامه بالجرعة الكاملة لمدة سنة كاملة على الأقل، ويمكنك استخدام التركيز المخصص للسيدات 2% بمعدل 6 بخات مرتين يوميا على فروة الرأس، وهي جافة، وتأكدي من تلامس المستحضر مع فروة الرأس حتى لا يضيع على الشعر، وذلك هو العلاج الموضعي الذى ذكرته في استشارتك، على أن يكون ذلك تحت الإشراف الطبي لإعطائك كل المعلومات الوافية عن المستحضر، والمحاذير المتعلقة باستخدامه، والآثار الجانبية، ومتابعة حالتك، وتوجد مركبات ومستحضرات حديثة أخرى وطرق علاجية جديدة يمكن مناقشتها مع الطبيب المعالج.
والمعلومات التالية سوف تكون مفيدة لك في كيفية العناية بالشعر، والاهتمام بالصحة العامة والتغذية الصحية حتى ينمو الشعر في أفضل صورة، وبشكل مثالي بالنسبة لطبيعته:
• الاهتمام بالتغذية الصحية، لا بد أن تحتوي على كمية مناسبة من البروتينات الحيوانية، والفيتامينات والمعادن، وشرب كمية كافية من الماء يومياً.
• الاهتمام بالصحة العامة، وممارسة الرياضة لتنشيط الدورة الدموية لفروة الرأس، وتجنب التوتر والقلق، وأخذ قسط كاف من النوم يومياً.
• غسل الشعر باستخدام الشامبوهات، وتجنب استعمال الصابون بأنواعه، على أن يكون الغسل متباعداً، وعادة ما يكون ذلك بمعدل من مرتين إلى ثلاث بالأسبوع، وتجنب استعمال الماء الساخن.
• يجب استخدام منعم الشعر Conditioner مع غسل الشعر باستمرار، لأنه بمثابة المرطب للشعر، يمكن استخدام الشامبوهات العادية المتداولة والبلسم الخاص بكل نوع، واختاري النوع الأنسب لك، الذي يجعل الشعر أسهل في التعامل، والتصفيف بعد الاستحمام.
• يفضل تجفيف الشعر برقة بالفوطة، ويفضل أن يتم تسليك التشابك بالأصابع، ثم بداية التسليك باستخدام مشط متباعد الأسنان من أسفل إلى أعلى، ثم استخدام الفرشاة في النهاية.
• لا تضعي أي مستحضرات يوجد بها كحول مثل: الجل، والموس، وسبراي الشعر على الشعر عند تصفيفه.
• تجنبي فرد الشعر بالكريمات الكيميائية، أو بالتسخين، وكذلك تغيير اللون بالصبغات باستمرار، وبالأخص التي تحتوي على الأمونيا.
لا داعي لاستخدام العلاجات غير المدروسة علميا وغير المصرح لها بالتداول، وغير المصنعة بواسطة شركات عالمية معروفة مهتمة بأمان وفعالية منتجاتها، ولا مانع من ترطيب الجلد بزيت الزيتون، ولا داعي لاستخدام البيض.
وفقك الله وحفظك من كل سوء.
منقووووووووووول