الوكيل – شكل المكتب التنفيذي لجماعة الإخوان المسلمين بالأردن لجنة لتقصي حقائق بوجود 'تنظيم سري' يتحكم بالجماعة من داخلها، وسط إشارات باتهام لتيار 'الصقور' لا تخلو من اتهام حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بالعلاقة به.
وبدأت اللجنة التي يترأسها القيادي البارز في الجماعة نقيب المهندسين السابق وائل السقا عملها بعد أن تكررت اتهامات من قيادات ما يعرف بـ'تيار الحمائم' بوجود هذا التنظيم، رغم تحفظ قيادات بارزة في الحمائم على اللجنة وتشكيلها من قبل قيادة الجماعة التي يعدونها 'متهمة' مما يطعن في حيادية اللجنة برأيهم.
وجاء تشكيل اللجنة بعد أن أعلن قياديون محسوبون على تيار الحمائم، ومنهم القياديان أحمد الكفاوين وخليل عسكر، أنهم كانوا سابقا أعضاء في هذا التنظيم السري، وتحدثوا عن دور التنظيم في إدارة الجماعة والسيطرة عليها وإيصال القيادات المحسوبة عليه إلى المناصب الأولى فيها.
إصلاح الجماعة
وبرزت الاتهامات أثناء ما عرف بـ'مؤتمر إربد' الذي رفع شعار 'إصلاح الجماعة' وعقد الشهر الماضي بحضور قيادات بارزة محسوبة على 'تيار الحمائم' على رأسها المراقب العام السابق للجماعة عبد المجيد الذنيبات.
الذنيبات: الحديث عن التنظيم السري أمر قديم (الجزيرة)
من جهته قال مصدر في لجنة تقصي الحقائق للجزيرة نت مشترطا عدم ذكر اسمه إن اللجنة بدأت عملها وإن التحقيق سيطول كل من أورد اتهامات بوجود 'التنظيم السري' من قيادات الحركة الإسلامية، كما سيطول كل من وردت أسماؤهم بأنهم أعضاء أو يديرون هذا التنظيم.
من جهته أكد الذنيبات أن الحديث عن التنظيم السري قديم، وأن 'بعض أعضائه الذين خرجوا منه أكدوا أنهم كانوا أعضاء فاعلين فيه، وأنه تنظيم تديره قيادة الجماعة الحالية بعيدا عن قراراتها المعلنة'.
ونبه الذنيبات إلى أن هناك أشخاصا كانوا أعضاء سابقين فيه بإمكانهم أن يدلوا بشهاداتهم، ومنهم أحمد الكوفحي وخليل عسكر.
ليس محايدا
غير أن الذنيبات اعترض على تشكيل المكتب التنفيذي للجماعة لجنة تقصي حقائق باعتبار المكتب 'متهما وليس طرفا محايدا'.
وتابع 'ما البينات التي يبحث عنها المكتب التنفيذي أكثر من اعتراف أعضاء سابقين فيه عنه'، وزاد 'التنظيم السري لا يزال قائما، ويؤدي أدوارا خارج إطار التنظيم الرسمي. قادته يرتبون أوضاعهم ويدفعون الجماعة نحو اتخاذ إجراءات بعيدة عن السياسات المعلنة'.
ورفض الذنيبات تشكيل لجنة تقصي الحقائق من قبل المكتب التنفيذي، وقال 'قيادة المكتب هي المتهمة بإدارة التنظيم السري، ويجب أن تكون هناك لجنة محايدة من خارج المكتب وتشكل من مجلس الشورى تحديدا'.
وطالب الذنيبات المكتب التنفيذي بـ'الاعتراف بأنه أدار تنظيما سريا لا يزال قائما'، قبل الحديث عن لجان التحقيق.
أمر قديم
والحديث عن 'التنظيم السري' في جماعة الإخوان المسلمين ليس جديدا، إذ أكد قيادي كبير في الجماعة -محسوب على تيار الحمائم- للجزيرة نت أن التحقيق بهذا التنظيم يعود إلى سبعينيات القرن الماضي، وأن لجان تحقيق عدة شكلت لهذا الأمر انتهت لتنبيه قيادات في الجماعة بعدم مشروعية عملهم.
بني أرشيد نفي وجود تنظيم سري وأشار إلى أن اتهام حماس صدر من قبل من جهات أمنية أردنية (الجزيرة)
لكن الحديث عن 'التنظيم السري' انتعش هذه المرة في أجواء الخلافات الداخلية على مدى السنوات الماضية، لا سيما في سياق اتهام قيادات في تيار الحمائم لحركة حماس التابعة لجماعة الإخوان المسلمين بالتدخل في الجماعة الأردنية وإيصال قيادات مقربة من حماس لهرم قيادة جماعة الإخوان بالأردن.
ورغم تراجع الاتهامات لـ'حماس' في الأعوام الثلاثة الأخيرة بعد فك الارتباط تماما بين التنظيمين الأردني والفلسطيني في كل المواقع، فإن الاتهامات التي تؤشر لحماس تتجدد بين الفينة والأخرى على وقع وجود قيادات بارزة في أعلى هرم الجماعة بالأردن كانت ضمن تنظيم 'حماس' قبل فك الارتباط، والإشارات تتجه بشكل أكبر نحو زكي بني أرشيد نائب المراقب العام للجماعة حاليا.
من جهته قال زكي بني أرشيد للجزيرة نت إن المكتب التنفيذي قرر تشكيل لجنة تقصي الحقائق للوقوف على حقيقة اتهام قيادات وأعضاء بالجماعة بوجود 'تنظيم سري داخل الجماعة'.
وحسب بني أرشيد فإن المكتب التنفيذي لم يقدم له أي خبر أو معلومة حول الادعاءات بوجود هذا التنظيم السري.
وتابع 'قناعتي الشخصية أنه لا يوجد شيء اسمه التنظيم السري، وكل ما ورد في هذا الشأن تهم غير صحيحة'.
وبرأي بني أرشيد فإن الاتهامات بوجود 'التنظيم السري' لا تعدو كونها محاولات للتضليل أو تضخيم بعض الاجتهادات التي أراد البعض تحويلها لعناوين كبيرة خالية من أي مضمون.
وعن الربط بين هذا 'التنظيم' وحركة حماس اعتبر بني أرشيد أن 'هناك من يحاول إقحام حماس في الشأن الداخلي لجماعة الإخوان المسلمين بالأردن'.
وزاد 'المشكلة أن ذات الاتهامات التي تشير إلى حماس وردت من جهات أمنية أردنية، كما وردت من بعض الأعضاء في الجماعة. ولا أدري من هو مصدر المعلومة للطرف الثاني هل هم الإخوان أم الأجهزة الأمنية'؟
وعما إذا كان الحديث عن 'التنظيم السري' واتهام حماس بالتدخل في شأن إخوان الأردن يعبر عن أزمة هوية داخل جماعة الإخوان المسلمين، قال بني أرشيد 'أنا أنفي بشكل قاطع وجود أزمة هوية تعاني منها جماعة الإخوان المسلمين بالأردن أو أعضاؤها'.
وقال أيضا إن 'اللوحة التي تقدمها الجماعة في الانتخابات الداخلية وسابقا في البرلمانية كافية للرد على هذه الاتهامات التي يحاول بعض الإخوان توظيفها في سياق الخلاف الداخلي مع قيادة الجماعة الحالية، رغم أنهم مارسوا دورهم في قيادة الجماعة سابقا ولم يحققوا بوجود هذه الهياكل المزعومة ولم يتحدثوا وقتها عن أزمة هوية أو غيرها'.
الجزيرة