تخطى إلى المحتوى

إطالة اليوم الدراسي حفظ للنشء أم عبء ثقيل؟

إطالة اليوم الدراسي.. حفظ للنشء أم عبء ثقيل؟

خليجية

أحدث اتجاه وزارة التربية والعليم، إلى تطبيق اليوم الدراسي الكامل، أو "إطالة اليوم الدراسي"، حالة من الجدل بين أوساط المجتمع؛ لما للاتجاه من تأثير مباشر على فئات عديدة في المجتمع، وعلى رأسها الأسرة. ويقضي الاتجاه إلى زيادة الساعات الدراسية، بحيث يمكن الاستفادة منها كحصص للتقوية، أو الواجبات المنزلية، أو الأنشطة اللا صفية. وهو اتجاه أحدث جدلاً واسعًا على مستوى منسوبي التعليم وبعض المهتمين بتطوير التعليم وتربية النشء. "عاجل" حاولت استطلاع ردود أفعال آراء بعض الأكاديميين ومنسوبي المدارس وأولياء أمور الطلبة، حول التوجه الجديد لوزير التربية والتعليم المتمثل في إطالة اليوم الدراسي. حفظ النشء قال أستاذ التربية العلمية بجامعة طيبة الدكتور إبراهيم بن عبد الله المحيسن؛ إن تطبيق اليوم الدراسي الكامل، أو إطالة اليوم الدراسي، مطبق في جميع الدول المتقدمة تعليميًّا وغالبية دول العالم، وله العديد من المزايا. وفسر المحيسن مزايا تطبيق اليوم الدراسي الكامل، بأنه يحفظ النشء طوال اليوم، ويزيد جرعات التعلم، وأوقات التربية المنظمة، والسلوكيات الدينية والاجتماعية المرغوب فيها. وأضاف أن "المملكة تزداد حاجتها لتمديد اليوم الدراسي حفاظًا على أبنائنا من ضياع الأوقات في الشوارع والأسواق والملهيات، التي تُقْضى فيها الأعمار بلا فائدة"، معتبرًا أنها ضرر على المجتمع بأسره. معوقات التطبيق وبيَّن المحيسن أن "تطبيق هذا النظام له متطلبات جوهرية غير قابلة للنقاش، وهي غير مهيأة لدينا، ويجب تهيئتها وتجهيزها تمامًا قبل التطبيق، وحتى قبل مرحلة التجريب منها: – استكمال جميع مقرات المدارس بمبانٍ مدرسية، والقضاء تمامًا على المدارس المستأجرة. – تجهيز المدارس بأفنية وحدائق ومسابح ومطاعم صحية ونظيفة، ومختبرات أبحاث، ومصادر تعلم، وقاعات نقاش وغيرها. – تغيير نظام الأسواق والمحال التجارية وقصور الأفراح، وإغلاقها مع صلاة العشاء؛ لأن هذا هو سبب سهر الطلاب والطالبات وعزوفهم وغيابهم عن الدراسة أو كسلهم إذا حضروا. وبالمناسبة، فإن الدول التي تطبق اليوم الدراسي الكامل تغلق المحال التجارية الخامسة مساءً، فلا يجب علينا أن (نؤمن ببعض الكتاب ونكفر ببعض)؛ فإذا تركنا هذه الفوضى الاجتماعية فقل على التعليم السلام. – تهيئة وسائل النقل العام للطلاب، خصوصًا أبناء المعلمين. – تدريب المعلمين على استثمار هذا اليوم وتثقيفهم وإقناعهم بفوائد هذا النظام؛ كي لا يتحول هذا النظام إلى عبء ثقيل يحاول المعلمون التخلص منه. – زيادة رواتب المعلمين ومكافآتهم والحوافز". وحذر أستاذ التربية العلمية من تطبيق هذا النظام دون التفكير بهذه العوائق والمتطلبات، مؤكدًا أن النتيجة ستكون عكسية، وسيكون عبئًا ثقيلاً على المعلمين والطلاب ومعضلة اجتماعية جديدة. قرار جريء واعتبرت الكاتبة الصحفية والمدربة الأسرية سلوى العضيدان، أن قرار تطبيق اليوم الدراسي الكامل، قرار جريء ويمثل تحديًا كبيرًا على مختلف الأصعدة سواء للطلاب أو المعلمين أو مديري المدارس أو حتى الأهل. وقالت العضيدان، إن هذا التحدي لا يكمن في إطالة اليوم نفسه، بل في استثمار الوقت الذي تمت إضافته، بما يعود بالنفع على الطالب والمجتمع والأهل والوطن. وبيّنت أن البعض سيستبق الوقت من الآن بالحكم أن التجربة ستخفق استنادًا إلى الأجواء الحارة وللبيئة المدرسية غير المؤهلة وللازدحام الذي سيترافق مع خروج الموظفين، مؤكدةً أن ذلك القرار الشجاع سيكون له أثر إيجابي عميق على المدى البعيد، لو تم تسخير كافة الصعوبات البيئية والنفسية والمادية التي تزيد من فاعليته وتجعله يؤتي ثماره المرجوة منه. وأضافت المدربة الأسرية: "المواهب والقدرات والإمكانيات الهائلة التي يتمتع بها بناتنا وأبناؤنا الطلاب، لا يمكن أن تسمح ساعات الدوام المدرسي القصيرة باكتشافها وتنميتها وتطويرها؛ لذلك لا بد أن يترافق مع هذا القرار خطط تدريبية مدروسة وفاعلة تؤتي ثمارها المرجوة منها؛ حتى لا تكون الإطالة بلا فائدة..!". عبء على المعلمين وامتدح فهد الزهراني مدير إحدى المدارس، قرار تطبيق اليوم الدراسي الكامل، وقال: " هذا سيتيح تحسنًا في مستوى الطلاب لو تم تطبيقه بشكل سليم". لكنه عاد وحذر من تطبيق القرار دون النظر إلى البيئة المدرسية الحالية التي لا تحاكي طموح وتوجهات الطلاب، معللاً بقوله: "لكون أغلب المدارس تعاني من زيادة أعداد الطلاب داخل الفصول، علاوةً على عدم ملاءمة تطبيقه في المباني المستأجرة التي لا تساعد المعلم على استغلال الساعات المضافة لإعطاء حصص التقوية أو الأنشطة اللا صفية؛ لكونها تحتاج إلى أعداد طلاب لا يتعدى 15 طالبًا". كما حذر الزهراني من زيادة العبء على المعلمين؛ حيث إن معظمهم يعمل من 20 إلى 24 حصة في الأسبوع، وهو ما يصعب مهمتهم في الوقت الحالي. وأشار إلى أن الحل يكمن في تعيين معلمين وتهيئتهم للميدان التعليمي، وتقليص جدول المعلم إلى أقل من 15 حصة في الأسبوع؛ كي يتمكن من أداء مهمته على الوجه المطلوب. موافقة ورفض وتفاوتت وجهات النظر بين أولياء الأمور حول التوجه الجديد لوزارة التربية والتعليم. واعتبر سعيد القحطاني إطالة اليوم الدراسي قضية تمس الأسرة السعودية والمعلم والمعلمة. وأبدى القحطاني اعتراضه على تطبيق القرار؛ لكون مباني المدارس غير مناسبة، وكثير منها مستأجرة. وبيّن أن الخدمات المدرسية لا تزال متدنية، علاوةً على أن المناهج تجمع في صفحاتها أخطاء فادحة، مشيرًا إلى أن قرار إطالة اليوم الدراسي قد يكون محاولة ضغط من الوزارة على المعلمين لترك بعض مطالبهم. ودعا القحطاني إلى إجراء دراسة ميدانية قبل الشروع في التنفيذ ومن ثم تطبيقه على بعض المدارس، مؤكدًا أن ذلك يحتاج إلى مبانٍ مجهزة بوسائل ترفيه لتجنب الملل، فضلاً عن إعادة النظر في الوجبات المدرسية المقدمة للطلاب. وعلق المواطن فيصل المطرفي على القرار، قائلاً: "وزير التربية والتعليم من أنجح القيادات الإدارية". وأضاف أنه مؤيد للقرار؛ لأن التعليم في المملكة لم يَحْظَ في السابق بالوسائل المناسبة"، موضحًا أن الدوام الجديد سيكون ذا فوائد إيجابية، بعضها تعليمي وبعضها اقتصادي. وتابع أن من فوائد القرار إبعاد الأبناء عن خطر الشوارع وأجهزة التواصل، كما سيتيح لأولياء الأمور إيصال أبنائهم من وإلى المدارس؛ ما سيمكنه من الإنتاج في عمله. وطالب بأخذ ضرورة تحفيز المعلمين وإعطائهم حقوقهم في الاعتبار؛ الأمر الذي سينعكس إيجابًا على أدائهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.