استشارات طبيه علميه طب
السؤال:
أنا شاب أبلغ من العمر 25 سنة كنت أدخن المخدرات، وعندما أستيقظ في الصباح أشعرُ بكتمة على قلبي، وضيق في التنفس، وألم تحت إبطي الأيسر إلى حلمتي، فأستوي في الجلسة أو أقف، وأبدأ بأخذ نفس عميق فتذهب الكتمة والألم.
صار لي 3 سنوات على هذه الحالة وإلى الآن تأتيني، وفي يوم ما كنت جالسا فبدأ قلبي ينبض بسرعة عالية وبقوة، وأحسست بضيق في التنفس، واصفرار وتعرق، ولم تتوقف تلك النوبة إلا في الصباح.
ذهبت لدكتور متخصص، فعمل لي تخطيط قلب، وتحليل دم (غدة درقية وفقر دم) والنتائج والحمد لله كلها سليمة، وقال لي: ليس عندك شيء، وأنت بخير، فلا تخف، ووصف لي دواء، ومع ذلك استمرت الحالة، وبدأت أحس بألم في نقطة معينة في وسط صدري تحت عظم الترقوة على شكل نغزات، ونغزات أخرى تحصل في الجهة اليسرى من صدري وكذا اليمين، وحرارة في قلبي.
الخفقان استمر عدة أشهر بشكل متقطع، والحمد لله توقفت تلك النوبات من الخفقان السريع، ولا زالت تلك النغزات ورجفة القلب مستمرة، وعندما أكون نائما أقفز من النوم، علما أن لياقتي البدنية جيدة، وقد توقفت عن التدخين نهائيا.
أحيانا أكون جالسا فأشعر بنغزة مؤلمة في تلك النقطة تضرب وتروح، وأحس بضيق تنفس، وحرارةٍ في صدري، وكأن قلبي سيتوقف، وبعد مدة أرجع عاديا.
أنا على هذا الحال منذ 6 أشهر، وقد استشرت طبيبا في الطب العام، فقال لي: هو اكتئاب، أو السبب هو الأعصاب وليس من القلب.
أفيدوني أكرمكم الله.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أشكرك على ثقتك في إسلام ويب، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.
حين ذكرت أنك كنت تُدخن المخدرات أحسبُ أنك قد توقفت عنها، فهي بالفعل مصيبة كبرى، مُهلكة للصحة وللعقل وللنفس، ومنقصة للدين، والمخدرات كثيرًا ما ينتج عنها نوعية الحالة التي حدثت لك، والتي نسميها نوبة هلع أو هرع، والتغيُّرٍ الكيميائي المفاجئ في الجسم -الذي تساهم فيه المخدرات– يؤثر على مواد معينة في الدماغ تسمى بالموصلات العصبية، ومنها مادة تسمى (دوبامين).
حالة التهيج الكيميائي هذه تؤدي إلى القلق وإلى التوتر، وبعد ذلك الذي حدث لك نوع من الوسوسة والخوف من هذه الحالة، لذا أصبحت تأتيك النغزات في الجهة اليسرى من الصدر، والناس تتخوف من أمراض القلب، لذا نلاحظ أن معظم الأعراض الجسدية المتعلقة بالصدر تكون في الجانب الأيسر، وكذلك الغازات تكثر في مثل هذه الحالات، لأن القولون أيضًا تزداد نسبة انقباضه، وهذا ما نسميه بالقولون العصبي.
إذًا أيها الفاضل الكريم: حالتك واضحة جدًّا، هي نوع من القلق، أدى إلى هذه الحالة التي تُعرف بأنها حالة (نفسوجسدية) يعني أعراض جسدية مزعجة لكنها ليست خطيرة، وسببها القلق النفسي.
مع احترامي الشديد للطبيب: لا أرى أنك تعاني من اكتئاب، إنما هو قلق، والوضع كالآتي –وأقصد بذلك العلاج-:
أولاً: لا بد أن تكون على استقامة في حياتك، وتهتم بأمور دينك، حتى تشعر أن حياتك لها قيمة ولها معنىً.
ثانيًا: نظم وقتك، فتنظيم الوقت يساعد الإنسان على النجاح في كل شيء.
ثالثًا: مارس الرياضة، أي نوع من الرياضة.
رابعًا: طوِّر نفسك في محيط عملك، وأكثر من الاطلاعات.
خامسًا: كن مشاركًا فاعلاً في شؤون أسرتك، واسعَ لتطويرها، واجعل لنفسك وضعًا إيجابيًا في داخل الأسرة.
النقطة الأخيرة: أنت تحتاج لدواء بسيط يعرف تجاريًا باسم (دوجماتيل) ويسمى علميًا باسم (سلبرايد)، أنت محتاج أن تتناوله بجرعة خمسين مليجرامًا صباحًا ومساءً، هذا دواء فاعل جدًّا، ممتاز جدًّا، يزيل هذه الأعراض التي تعاني منها، خاصة إذا كنت حريصًا على الرياضة.
استعمل الدوجماتيل بانتظام، كبسولة صباحًا ومساءً لمدة ثلاثة أشهر، ثم كبسولة واحدة في الصباح لمدة شهرٍ، ثم توقف عن تناول الدواء.
باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.
منقووووووووووول