استشارات طبيه علميه طب
السؤال:
السلام عليكم
أنا أحب ممارسة الجنس الفموي -المص واللحس- ولكن سمعت أن هذه الممارسة لها أضرار وتسبب انتقال أنواع البكتيريا الضارة إلى الجسم. فهل هناك طريقة للوقاية من أضرار الجنس الفموي؟ وهل هناك من طريقة آمنة لمارسة الجنس الفموي دون انتقال هذه البكتيريا؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد. حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أخي الكريم: إذا أخذنا الموضوع من الناحية الطبية البحتة فإنه ليس هناك ما يمنع من ممارسة الجنس الفموي بين الزوجين طالما أن الأمر برضاهما، ويسبب لهما السعادة والمتعة الجنسية. على شرط ألا توجد أمراض بكتيرية أو فيروسية أو فطرية تنقل جنسيًا إلى الأعضاء التناسلية في فم الزوج أو الزوجة.
هذا الموضوع يتعلق بالزوجين فقط، أما في حالة غير المتزوجين فإن الأمر محفوف بالمخاطر، حيث نسبة الإصابة بالأمراض الجنسية عالية جدًا؛ لعدم معرفة الطرفين كل بظروف الآخر الصحية، وليس هناك طريق للوقاية من هذه الأمراض إلا الامتناع الكامل عن هذا الفعل.
ومن خلال استشارتك تقول: إنك أعزب، فلا تستهن بكل صحتك ومستقبلك في سبيل متعة زائلة، وتندم حين لا يكون للندم أي فائدة.
هذا التوضيح من الناحية الطبية أما حكم الجنس الفموي من الناحية الدينية فكلنا يعرف حرمته، والمقصد من تحريمه، وسوف يشرح لك مستشار الشرعية الفاضل هذا الأمر بتفصيل أكثر إن شاء الله.
حفظك الله من كل سوء.
++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++ +++
انتهت إجابة د/ سالم الهرموزي استشاري الأمراض الجلدية والتناسلية، وتليها إجابة الشيخ/ أحمد الفودعي مستشار الشؤون الأسرية والتربوية
++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++ +++
مرحبًا بك في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى لك الهداية والصلاح والعافية.
كما تفضل الدكتور سالم بأن بياناتك –أيهَا الأخ الكريم والولد الحبيب– تقول بأنك أعزب، أي غير متزوج، ومن ثم فظاهر سؤالك أنك تسأل عن ممارسة ذلك مع غير زوجة، وإذا كان الأمر كذلك فإن العقل يقتضي أن تُرتِّب المخاوف، فتبدأ بالسؤال عن أعظمها ضررًا عليك، فهل من العقل أن يخاف الإنسان حدوث المرض ولا يخاف دخول النار؟ هل تستطيع أن تصبر على النار؟ الجواب: لا، لكنك تستطيع أن تصبر على المرض.
فأين يقع بعد ذلك السؤال عن المرض بجانب السؤال عمَّا يَجُرُّ الإنسان إلى دخول النار -والعياذ بالله تعالى- والتعرض لسخط الله وغضبه؟
هذا الكلام نحن ندعوك –أيهَا الحبيب– إلى التفكُّر فيه برويَّة وتمهُّل. ضع أصبعك على نار الشمعة؛ لتختبر صبرك وقدرتك على النار، فإن هذه النار التي بين يديك ما هي إلا جزء من سبعين جزءًا من نار الآخرة، فإن كنت لا تقدر عليها؛ فأنت عن نار الآخرة أقل صبرًا.
احذر عقاب الله، واعلم بأن للذنوب عواقب وخيمة، وأن الله سبحانه وتعالى بالمرصاد، كما قال سبحانه وتعالى: {إن ربك لبالمرصاد}.
تذكّر السؤال والعرض على الله تعالى، وتذكّر مرورك على الصراط الذي يُمدُّ على جهنم. تذكّر ضيق القبر وظلمته وكرباته، تذكّر المواقف الشديدة، واقرأ كتاب الله تعالى؛ لترى ما فيه من أوصاف النار وأهوالها وشدائدها.
أكُلُّ هذا لا يُخيفك، ثم يُخيفك انتقال مرض أو بكتيريا؟! قطعًا نحن نُجيب بالنيابة عنك: إن ذلك أخوف وأشد، ولكن ربما كانت الغفلة مانعة من التفكّر في ذلك كله، ومن ثمَّ فنحن ندعوك دعوة من يريد لك الخير ويتمنى لك السعادة والسلامة.
ندعوك للتفكّر في عواقب هذا الذنب، واعلم بأن النبي -صلى الله عليه وسلم- قد قال: (لأن يُطعنَ في رأس أحدكم بمخيط من حديد خيرٌ له من أن يمسَّ امرأةً لا تحِلُّ له) فاتق الله تعالى، وقف عند حدوده، وخذ بالأسباب التي تعينك على العفة وتجنب الحرام، ومن ذلك: تغيير البيئة التي تعيش فيها، فاصحب الصالحين، وتجنب رفقة الأشرار، واحفظ نفسك عن المثيرات سمعيَّةً أو بصريَّةً، واسأل الله تعالى أن يمُنَّ عليك بالعفة، وأن يُغنيَك بحلاله عن حرامه.
وأما ممارسة الجنس الفموي بين الزوجين، فنحن قد أفتينا في فتاوى كثيرة بأنه وإن كان مباحًا إذا لم يتضرر الإنسان به، إلا أنه مع ذلك ليس من مكارم الأخلاق، ولا من العادات المستحسنة، فينبغي للإنسان تجنبه والابتعاد عنه.
نسأل الله تعالى لك التوفيق والهداية.
منقووووووووووول