اعتبر مراقبون ومتابعون في السودان، مشاركتة الخرطوم في التحالف العربي الخليجي ضد الحوثيين في اليمن بمثابة إنقلاب على تحالفاته السابقة، وجاء الإعلان في المشاركة في التحالف متزامناً مع زيارة الرئيس السوداني عمر البشير، للسعودية واستقباله رسمياً من قبل الملك سلمان بن عبدالعزيز.
وأعلن السودان مشاركته الفعلية في التحالف العربي ضد الحوثيين في اليمن؛ معلناً بذلك انقلاباً رسمياً على تحالفاته القديمة، خاصة تحالفه مع الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، الذي كان مستمراً منذ أكثر من عشرين عاماً.
ويشارك السودان بدعم سياسي كامل في عملية الحزم، وعسكرياً بـ3 مقاتلات، فيما أعلنت الخرطوم رسمياً إغلاق كافة مكاتب الممثليّات والجمعيات الإيرانية استعداداً لمشاركة برية.
يشار إلى أن السودان من الدول العربية القليلة التي رفضت مشاركة قواتها في حرب الخليج الأولى وأيدت العراق في احتلاله للكويت، أسوةً بنظام الرئيس السابق علي عبدالله صالح الذي يعتبر حليفاً مقرباً للنظام في الخرطوم.
ونتيجة للعزلة العربية والدولية التي عاناها السودان، لفترة طويلة، انفتح على طهران؛ فتم حينها افتتاح أول مؤسسة ثقافية إيرانية في الأراضي السودانية إلى أن وصلت العلاقة بين البلدين إلى حد التعاون الإستراتيجي ليعوّض بها خسائر العقوبات الدولية التي أنهكت اقتصاد البلاد وفاقمت من مشاكله الداخلية.
وخلق هذا التقارب ردات فعل سياسية ومذهبية شديدة في المجتمع السوداني، فقد تخوف السودانيون من المد الشيعي الذي تشير بعض المصادر إلى أن عدد الشيعة في البلاد وصل إلى 12 ألف، فيما أبانت تقديرات غير رسمية أيضاً أن العدد وصل إلى 13 ألفاً عام 2024؛ معظمهم وسط شرائح متعلمة ومثقفة.
وكان زعيم حزب الأمة القومي، الصادق المهدي، أشار في العام 2024 إلى أن المكون الشيعي أصبح يُشكّل طرفاً مهماً في المعادلة السياسية في السودان، وأن السودان اليوم يشهد ثلاثة اشتباكات من بينها الاشتباك السني- الشيعي.