تخطى إلى المحتوى

القدرات الروحية·· ذكاء من نوع ثالث

  • بواسطة
القدرات الروحية·· ذكاء من نوع ثالث

القدرات الروحية·· ذكاء من نوع ثالث

عالمة الفيزياء والخبيرة الإدارية "دانا زوهار" الأمريكية الأصل، والبريطانية الإقامة والهوى، تعتقد أن الإنسان يمتلك إلى جانب القدرات العقلية والقدرة العاطفية قدرة روحية يمكن قياسها كما تقاس تلك القدرات الأخرى· وقد جاء كتابها الأخير "sq" ليجيب كما تعتقد على أزمة روحية خاصة بها· فهل خرجت من هذه الأزمة بعد أن كان الكتاب مرآة لهذه الأزمة؟
على هذا السؤال تجيب في لقاء صحافي أجراه كارل ويجت لصحيفة "بروكنباور"، بأنه لا يوجد حل نهائي في هذا المضمار· فقد بدأت بحثها الروحي في سن الثانية عشرة حين فقدت إيمانها بالمسيحية· وخلال سنوات المراهقة جربت الإيمان بعدة ديانات، ثم وصلت في سنوات النضج إلى الاقتراب من الديانات الشرقية، وبخاصة البوذية· وتفكر اليوم، كما تقول، بأن كل الديانات القائمة اليوم هي وجوه لله، ولا يمكن لأحد أن يرى الله· والروحية الدينية هي بحث أكثر مما هي العثور على شيء·
* هل تنشدين الوصول إلى حالة التناغم؟
– أرغب بالسلام، سلام الذات·
* هل هذا أقصى ما تسعين إليه؟
– ربما في حياتي الشخصية· ولكن يمكن للمرء أيضا أن يجد السلام حين لا يكون بمستطاع حقيقة أنه لا يستطيع العثور على الأجوبة تحريكه· في الغرب الإيمان أن يجد المؤمن أجوبة بسيطة، عن كل الأسئلة، وهذا ظاهر في أمريكا حيث نشأت، الأمر يستغرق حياة كاملة كي ينمو الإنسان ويخرج على هذا السلوك·
* كيف كان الناس حيث نشأت؟
– كنت أفكر بمعيار الأسود والأبيض، والبحث عن اليقين بتوق شديد في كل مكان، في الدين والسياسة والعلم· وكنت أجري تجارب فيزيائية، في غرفتي· كانت أمي وأبي جمهوريين في أقصى اليمين· ولم يكن مفهومهما للعالم يتجاوز وجود الخير والشر·
* نتيجة لأزمتك أنشأت مفهوم "الذكاء الروحي" فما الذي قادك إلى هذا المفهوم؟
– كان لدي حدس منذ زمن طويل، وهو أن الذكاء هو قدرة فهم المعنى من النماذج والمعطيات· ثم اكتشفت النتائج من أبحاث في الدماغ في تسعينات القرن الماضي، وتطابقت هذه النتائج مع حدسي· هناك بنى مهمة في الدماغ موجهة نحو المعنى، وهذه البنى جزء من فهمنا للعالم وإيجاد مكان لنا فيه·
* هل تشككين بمفهوم مقياس "الذكاء العاطفي" الشهير لغولمان "eq"؟
– لقد شق غولمان طريقه عبر المفهوم الماضوي للذكاء، وكان من المثير قراءة كتابه· ولكنه بالنسبة لي كان هذا نصف تاريخ· لأن مفهوم الذكاء العاطفي لغولمان من حيث الجوهر هو مفهوم ذكاء التكيف· بحيث أن أعرف مثلا أن شخصا ما يصيبه الغيظ مني، وعليّ أن أهدئ غيظه، وأمنحه ما يحتاج إليه، وبهذه الطريقة تسير الأمور سيرا طيبا· ولكن يجب أن يمضي المرء أبعد من هذا· لأنني لست كائنا إنسانيا يقوم بفعل فقط· المهم أيضا ما إذا كنت أحب هذه الوضعية أو هذا الشخص، وأنه يمكن أن تتغير هذه الوضعية· بكلمة مختصرة، إن لدينا ذكاء معينا محولا، أي أن الأشياء ترى باستمرار في سياق أوسع· ونحكم عليها بمعيار هذه الصورة الأوسع·
* ما الذي تأملين أن يتعلمه القراء من كتابك؟
– كتبت هذا الكتاب لأنني بحثت عن السلام والكلية في حياتي· ولكن الكثيرين لديهم توق مماثل: فثقافتنا متشظية، وفي حرب مع نفسها ومع غيرها من الثقافات· فإذا لم نستخدم ذكاءنا الروحي، لإيجاد وحدة بيننا وبين ثقافتنا، فإن خطرا يهدد كوكبنا· ما الذي يعنيه هذا؟ علينا أن ننشئ وعيا بمركزنا الداخلي وقيما إنسانية أعمق· ويتناول هذا أيضا موقفنا من المهاجرين: هل يمكننا، نحن المتنوعين ثقافيا، أن نمجد إنسانية الآخرين ولا نعترف بها في الوقت نفسه؟ أعتقد على أية حال، أن تغيرا حقيقيا قادما، ليس من وجهة نظر قومية، محددة من قبل السياسيين، بل من المشهد الكوكبي·

قواعد جديدة للحياة

ظل ما يدعى حاصل الذكاء (1q) الذي يمكن الحصول عليه بقسمة سن الشخص العقلية أو الإنتاجية على سنه الزمنية مضروبا بمئة، المعمول به في الاختبارات النفسية، يعتبر أداة قياس للذكاء الإنساني·
ثم جاء عالم النفس دانيال جولمان،
بنظرية أن علينا أن نأخذ بمقياس آخر، مقياس الذكاء العاطفي (eq) لنكون ناجحين في حياتنا·
ومضت دانا زوهار مع زوجها الطبيب النفسي أيان مارشال خطوة أبعد، ليتحدثا عن مقياس ثالث للذكاء يدعي حاصل الذكاء الروحي (sq)· وبمعونة هذا المقياس يمكننا أن نعني ونحل مشاكل المعنى والقيم· إنه الذكاء الذي يضع حياتنا في علاقة معنى أوسع وأغنى· وبفضله نستطيع اكتشاف علاقات أساسية، والتغلب على النماذج القديمة، ووضع قواعد جديدة للحياة·

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.