تخطى إلى المحتوى

المؤمن والكافر في المقبرة

  • بواسطة
المؤمن والكافر في المقبرة

المؤمن والكافر في المقبرة

أحاديث مررت عليها من إخبار النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن أحوال أهل القبور !!
هذه القبور التي تعتبر الواعظ الصامت لكل من يقف بجواره أو مقابلا له !!
هذه القبور التي تحوي أسراراً وخفايا لا يعلمها إلا الله عزّ وجلَّ ؛ وما عَلِمَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من ربه بالوحي !!

فالقبور يرقد فيها إمّا مؤمنٌ موحّدٌ علم " لا إله إلا الله * محمد رسول الله " ..
ويرقد في آخر كافر مشرك لم ينطق بالشهادتين ولم يؤمن بربه وخالقه سبحانه وتعالى !!

ولكن هناك فرقٌ واختلافُ أحوالٍ وأهوالٍ بين الاثنين .. في القبور .. وقبل البعث والنشور !!

وممّا بيّن لنا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من هذه الأحوال ما وصل إلينا من خبر عنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ..
ولندخل سوياً المقبرة ونستمع ونعلم ….
ولنلقي أسماعنا في داخل القبور، لنسمع ونعلم ونستعد ، ونتوب ونؤوب لله سبحانه !!!!

في المقبرة ؟؟
عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي جِنَازَةِ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، فَانْتَهَيْنَا إِلَى الْقَبْرِ، وَلَمَّا يُلْحَدْ ،
فَجَلَسَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَجَلَسْنَا حَوْلَهُ، كَأَنَّ عَلَى رُءُوسِنَا الطَّيْرَ ، وَفِي يَدِهِ عُودٌ يَنْكُتُ فِي الْأَرْضِ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ، فَقَالَ:
" اسْتَعِيذُوا بِاللهِ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ مَرَّتَيْنِ، أَوْ ثَلَاثًا، "، ثُمَّ قَالَ:

حال المؤمن عند الموت ؟؟
" إِنَّ الْعَبْدَ الْمُؤْمِنَ إِذَا كَانَ فِي انْقِطَاعٍ مِنَ الدُّنْيَا وَإِقْبَالٍ مِنَ الْآخِرَةِ، نَزَلَ إِلَيْهِ مَلَائِكَةٌ مِنَ السَّمَاءِ بِيضُ الْوُجُوهِ، كَأَنَّ وُجُوهَهُمُ الشَّمْسُ،
مَعَهُمْ كَفَنٌ مِنْ أَكْفَانِ الْجَنَّةِ، وَحَنُوطٌ مِنْ حَنُوطِ الْجَنَّةِ، حَتَّى يَجْلِسُوا مِنْهُ مَدَّ الْبَصَرِ، ثُمَّ يَجِيءُ مَلَكُ الْمَوْتِ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، حَتَّى يَجْلِسَ عِنْدَ رَأْسِهِ، فَيَقُولُ: أَيَّتُهَا النَّفْسُ الطَّيِّبَةُ، اخْرُجِي إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنَ اللهِ وَرِضْوَانٍ " .
قَالَ – أي النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- : " فَتَخْرُجُ تَسِيلُ كَمَا تَسِيلُ الْقَطْرَةُ مِنْ فِي السِّقَاءِ ، فَيَأْخُذُهَا،
فَإِذَا أَخَذَهَا لَمْ يَدَعُوهَا فِي يَدِهِ طَرْفَةَ عَيْنٍ حَتَّى يَأْخُذُوهَا، فَيَجْعَلُوهَا فِي ذَلِكَ الْكَفَنِ، وَفِي ذَلِكَ الْحَنُوطِ،
وَيَخْرُجُ مِنْهَا كَأَطْيَبِ نَفْحَةِ مِسْكٍ وُجِدَتْ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ "
قَالَ- أي النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- : " فَيَصْعَدُونَ بِهَا، فَلَا يَمُرُّونَ، يَعْنِي بِهَا، عَلَى مَلَإٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ، إِلَّا قَالُوا:
مَا هَذَا الرُّوحُ الطَّيِّبُ ؟ فَيَقُولُونَ: فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ، بِأَحْسَنِ أَسْمَائِهِ الَّتِي كَانُوا يُسَمُّونَهُ بِهَا فِي الدُّنْيَا،
حَتَّى يَنْتَهُوا بِهَا إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَيَسْتَفْتِحُونَ لَهُ، فَيُفْتَحُ لَهُمْ فَيُشَيِّعُهُ مِنْ كُلِّ سَمَاءٍ مُقَرَّبُوهَا إِلَى السَّمَاءِ الَّتِي تَلِيهَا، حَتَّى يُنْتَهَى بِهِ إِلَى السَّمَاءِ السَّابِعَةِ،
فَيَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: اكْتُبُوا كِتَابَ عَبْدِي فِي عِلِّيِّينَ ، وَأَعِيدُوهُ إِلَى الْأَرْضِ، فَإِنِّي مِنْهَا خَلَقْتُهُمْ، وَفِيهَا أُعِيدُهُمْ، وَمِنْهَا أُخْرِجُهُمْ تَارَةً أُخْرَى " .
قَالَ-أي النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- : " فَتُعَادُ رُوحُهُ فِي جَسَدِهِ،

حال المؤمن مع مَلَكَيْ القبر…والأسئلة الأربعة الحاسمة ؟؟!!
فَيَأْتِيهِ مَلَكَانِ، فَيُجْلِسَانِهِ،
فَيَقُولَانِ لَهُ:
مَنْ رَبُّكَ ؟ فَيَقُولُ: رَبِّيَ اللهُ،
فَيَقُولَانِ لَهُ:
مَا دِينُكَ ؟ فَيَقُولُ: دِينِيَ الْإِسْلَامُ،
فَيَقُولَانِ لَهُ:
مَا هَذَا الرَّجُلُ الَّذِي بُعِثَ فِيكُمْ ؟ فَيَقُولُ: هُوَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
فَيَقُولَانِ لَهُ:
وَمَا عِلْمُكَ ؟
فَيَقُولُ: قَرَأْتُ كِتَابَ اللهِ، فَآمَنْتُ بِهِ وَصَدَّقْتُ،

نعيم المؤمن في البرزخ ؟؟
فَيُنَادِي مُنَادٍ فِي السَّمَاءِ: أَنْ صَدَقَ عَبْدِي، فَأَفْرِشُوهُ مِنَ الْجَنَّةِ، وَأَلْبِسُوهُ مِنَ الْجَنَّةِ، وَافْتَحُوا لَهُ بَابًا إِلَى الْجَنَّةِ
" . قَالَ-أي النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- : " فَيَأْتِيهِ مِنْ رَوْحِهَا، وَطِيبِهَا، وَيُفْسَحُ لَهُ فِي قَبْرِهِ مَدَّ بَصَرِهِ " .
قَالَ-أي النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- : " وَيَأْتِيهِ رَجُلٌ حَسَنُ الْوَجْهِ، حَسَنُ الثِّيَابِ، طَيِّبُ الرِّيحِ، فَيَقُولُ:
أَبْشِرْ بِالَّذِي يَسُرُّكَ، هَذَا يَوْمُكَ الَّذِي كُنْتَ تُوعَدُ، فَيَقُولُ لَهُ: مَنْ أَنْتَ ؟ فَوَجْهُكَ الْوَجْهُ يَجِيءُ بِالْخَيْرِ،
فَيَقُولُ: أَنَا عَمَلُكَ الصَّالِحُ، فَيَقُولُ: رَبِّ أَقِمِ السَّاعَةَ حَتَّى أَرْجِعَ إِلَى أَهْلِي، وَمَالِي " .

قَالَ -أي النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- :

حال الكافر عند الموت ؟؟
" وَإِنَّ الْعَبْدَ الْكَافِرَ إِذَا كَانَ فِي انْقِطَاعٍ مِنَ الدُّنْيَا وَإِقْبَالٍ مِنَ الْآخِرَةِ، نَزَلَ إِلَيْهِ مِنَ السَّمَاءِ مَلَائِكَةٌ سُودُ الْوُجُوهِ، مَعَهُمُ الْمُسُوحُ ،
فَيَجْلِسُونَ مِنْهُ مَدَّ الْبَصَرِ، ثُمَّ يَجِيءُ مَلَكُ الْمَوْتِ، حَتَّى يَجْلِسَ عِنْدَ رَأْسِهِ،
فَيَقُولُ: أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْخَبِيثَةُ، اخْرُجِي إِلَى سَخَطٍ مِنَ اللهِ وَغَضَبٍ " .
قَالَ-أي النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- : "
فَتُفَرَّقُ فِي جَسَدِهِ، فَيَنْتَزِعُهَا كَمَا يُنْتَزَعُ السَّفُّودُ مِنَ الصُّوفِ الْمَبْلُولِ، فَيَأْخُذُهَا، فَإِذَا أَخَذَهَا لَمْ يَدَعُوهَا فِي يَدِهِ طَرْفَةَعَيْنٍ حَتَّى يَجْعَلُوهَا فِي تِلْكَ الْمُسُوحِ،
وَيَخْرُجُ مِنْهَا كَأَنْتَنِ رِيحِ جِيفَةٍ وُجِدَتْ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ، فَيَصْعَدُونَ بِهَا، فَلَا يَمُرُّونَ بِهَا عَلَى مَلَأٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ، إِلَّا قَالُوا:
مَا هَذَا الرُّوحُ الْخَبِيثُ ؟
فَيَقُولُونَ: فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ بِأَقْبَحِ أَسْمَائِهِ الَّتِي كَانَ يُسَمَّى بِهَا فِي الدُّنْيَا، حَتَّى يُنْتَهَى بِهِ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا،
فَيُسْتَفْتَحُ لَهُ، فَلَا يُفْتَحُ لَهُ "، ثُمَّ قَرَأَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
{لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ} [الأعراف: 40]
فَيَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: " اكْتُبُوا كِتَابَهُ فِي سِجِّينٍ فِي الْأَرْضِ السُّفْلَى، فَتُطْرَحُ رُوحُهُ طَرْحًا " .
ثُمَّ قَرَأَ: {وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللهِ، فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ} [الحج: 31]
" فَتُعَادُ رُوحُهُ فِي جَسَدِهِ،

حال الكافر مع مَلَكَيْ القبر…والأسئلة الثلاثة الحاسمة ؟؟!!
وَيَأْتِيهِ مَلَكَانِ، فَيُجْلِسَانِهِ،
فَيَقُولَانِ لَهُ:
مَنْ رَبُّكَ ؟ فَيَقُولُ: هَاهْ هَاهْ لَا أَدْرِي،
فَيَقُولَانِ لَهُ:
مَا دِينُكَ ؟ فَيَقُولُ: هَاهْ هَاهْ لَا أَدْرِي،
فَيَقُولَانِ لَهُ:
مَا هَذَا الرَّجُلُ الَّذِي بُعِثَ فِيكُمْ ؟ فَيَقُولُ: هَاهْ هَاهْ لَا أَدْرِي،
فَيُنَادِي مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ أَنْ كَذَبَ،

عذاب الكافر في البرزخ ؟؟
فَافْرِشُوا لَهُ مِنَ النَّارِ، وَافْتَحُوا لَهُ بَابًا إِلَى النَّارِ، فَيَأْتِيهِ مِنْ حَرِّهَا، وَسَمُومِهَا،
وَيُضَيَّقُ عَلَيْهِ قَبْرُهُ حَتَّى تَخْتَلِفَ فِيهِ أَضْلَاعُهُ،
وَيَأْتِيهِ رَجُلٌ قَبِيحُ الْوَجْهِ، قَبِيحُ الثِّيَابِ، مُنْتِنُ الرِّيحِ، فَيَقُولُ:
أَبْشِرْ بِالَّذِي يَسُوءُكَ، هَذَا يَوْمُكَ الَّذِي كُنْتَ تُوعَدُ، فَيَقُولُ: مَنْ أَنْتَ ؟ فَوَجْهُكَ الْوَجْهُ يَجِيءُ بِالشَّرِّ،
فَيَقُولُ: أَنَا عَمَلُكَ الْخَبِيثُ، فَيَقُولُ: رَبِّ لَا تُقِمِ السَّاعَةَ "

مسند أحمد ط الرسالة (30/ 503)
إسناده صحيح، رجاله رجال الصحيح.

والآن ::/
هل أعددنا لأسئلة القبر أجاباتها ؟؟
وللعلم : لا تظننّ أن الجواب كما تقول الآن !!
إنما : الجواب لمن يثبته الله تعالى في ذلك الموقف الرهيب الرعيب !!

وسؤال آخر :هل ادخرت أعمالاً صالحة لتأتيك بالرجل ذي الوجه الحسن في قبرك ؟؟
ولا تأتيك بما تريد إلا إن كانت الأعمالُ صالحةً خالصةً على هَدْي النبي صلى الله عليه وسلم !!

لنبدأ الاستعداد من الآن ..
.. من قراءة هذا الحديث لسيّد البشر صلى الله عليه وسلم..
لا تقل من الغد !! ومن يدري ما في الغد من أنفاس لنا ؟؟!!

اللهم اجعل قبورنا روضات من رياض الجنة ..
ولا تجعلها حفرا من حُفَرِ النار .. يا رحيم يا غفّار ..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.