الوكيل – اختتم رئيس الوزراء العراقي الدكتور حيدر العبادي زيارة رسمية للمملكة استمرت يوما واحدا التقى خلالها جلالة الملك عبدالله الثاني ورئيس الوزراء الدكتور عبدالله النسور .
واكد رئيس الوزراء الدكتور عبدالله النسور في تصريحات صحفية مع نظيره العراقي في مطار ماركا العسكري قبيل مغادرة العبادي، ان المملكة الاردنية الهاشمية ملكا وشعبا وحكومة اسعدها هذا اليوم استقبال الدكتور العبادي في زياره توقيتها ملفت في باكورة عهد الحكومة العراقية للقاء اخيه جلالة الملك والحكومة الاردنية.
وقال ان قدومه في زيارة الاردن في هذا الوقت المبكر مغزى لا يخفى على الكافة مؤكدا ان الاردن والعراق على علاقة قوية تمليها كل الروابط وايضا المصالح المشتركة . وشدد النسور على احترام الاردن لارادة شعب العراق بالشكل الذي يقرره هو والتي تمخضت هذه الارادة باسلوب ديمقراطي عن اختيار هذه الحكومة مؤكدا ان علاقتنا في المملكة الاردنية الهاشمية مع العراق علاقة اخوة حقيقية صادقة ونزيهة ‘لا نتدخل على الاطلاق بالشؤون الداخلية للعراق وهذا مبدأ راسخ لا يتغير بتغير الحكومات اذ ان علاقتنا مع دولة العراق وشعبها والتراب العراقي الموحد’.
واضاف ‘سنبذل كل المستطاع في ان نسهم بان تكون هذه الوحدة وحدة التراب ووحدة الشعب بجميع مكوناته هدف عزيز سام لشعب العراق وهو كذلك بالنسبة لشعب الاردن’.
وقال: ‘انه تم بحث الامور الثنائية حتى وان كان الوفد المرافق سياسيا ولكن كان لا بد ان نبحث المشاريع المشتركة’ مؤكدا انه تم الاتفاق على جميع الامور ‘ولكن لا شك ان الحكومة العراقية الجديدة ستاخذ وقتها حتى تتفهم كل مسيرة العلاقات الثنائية.
وبين أن اللجنة الوزارية المشتركة بين البلدين ستنعقد باسرع وقت ممكن وتتبعها اللجنة العليا بين البلدين التي سيتم عقدها في بغداد في الوقت الذي يناسب الجانب العراقي الشقيق ‘ حتى لو كان ذلك غدا’.
وردا على سؤال اكد النسور ان الاردن يرى ان العلاقة هي بين العراق والاردن وهي ليست بين انظمة، مشددا على ان ديمومة العلاقة الاردنية العراقية هي من الاعمدة الاستراتيجية في السياسة العربية الاردنية.
وقال نحن نتطلع الى تعاون مع العراق في كل صعيد ‘ولا يوجد سبب منع ان نتعاون في كل صعيد’ لافتا الى انه تم فتح الملفات المتعلقة بالتعاون الثنائي.
وزاد ‘ان انبوب النفط العراقي الذي سيمر بالاراضي الاردنية متجها الى شمال افريقيا فالعراق له حاجة بان يكون له منافذ متعددة لتصدير النفط ونحن لنا حاجة بالانبوب الذي يؤمن الاردن باحتياجاته من المشتقات النفطية بصورة ثابتة ومامونة وغير معرضة لا للانقطاع ولا للضغط السياسي’.
واشار الى ان الطريق الدولي البري بين البلدين يحتاج الى تحسين علما بان 80 بالمائة من استعمال هذا الخط هو لامداد العراق ‘وهو خط الامداد الثابت عبر ال 100 سنة الماضية’.
واضاف ان هناك مشروعا مشتركا لربط القطرين بالسكك الحديدية مؤكدا اذا ربطنا العلاقات الاقتصادية بطريقة وثيقة وقوية فستكون العلاقات السياسية قوية بالضرورة.
وزاد انه تم البحث في المنافذ الحدودية بين البلدين التي تحتاج الى تطوير لتعزيز الصادرات والسلع المتبادلة معربا عن ثقته بان السلام والاستقرار سيعود الى العراق الشقيق وهو مقبل على نهضة كبيرة لافتا الى ضرورة زيادة التعاون في مجالات الطيران والمطارات .
وبشأن تدريب قوات شرطة عراقية اشار رئيس الوزراء الى ان الاردن لديه واحد من افضل مراكز التدريب للاعداد الشرطي ونحن دربنا 63 الف عنصر امن عراقي، مبديا استعداد الاردن للتعاون ولمساعدة العراق الشقيق في تامين احتياجاته التدريبية.
من جهته اعرب رئيس الوزراء العراقي الدكتور حيدر العبادي عن شكره وتقديره للاردن ملكا وحكومة وشعبا على الاستقبال والحفاوة التي حظي بها والوفد المرافق مؤكدا ان زيارته للاردن تاتي لتمتين العلاقات بين البلدين الشقيقين الجارين.
وقال ‘نحن جميعا نواجه تحديا امنيا وتحديات ارهابية تشهدها المنطقة’ لافتا الى ان جزءا كبيرا من النقاشات التي جرت اليوم كانت حول هذه الملفات بالاضافة الى الملفات الاقتصادية والتجارية مؤكدا ان الامن والاقتصاد توامان لا ينفصلان .
واشار الى انه تم الحديث حول تحدي داعش والتحدي الارهابي الذي يواجه العراق وبالتالي يواجه كل المنطقة والعالم اجمع، لافتا الى ان هذا الارهاب الذي جاء الى العراق عبر الحدود من الجارة سوريا اقتحم عدة مدن عراقية وادى الى ماسي كثيرة والعديد من الضحايا التي دفع ثمنها العراقيون.
وقال نحن نواجه هذا العدو بكل بسالة على الارض العراقية لافتا الى ان هناك تفاهما بين المواطنين والمدنيين والقوات العسكرية والامنية لمحاربة داعش ‘ وحققنا انتصارات كثيرة كان اخرها يوم امس بتحرير مناطق جرف الصخر وهي مناطق حيوية تشارك بها العديد من المحافظات واهميتها انها تاتي ضمن مخطط ومسلسل تراجع لوجود داعش في العراق.
واكد ان وحدة العراقيين كفيلة بطرد داعش من الاراضي العراقية والتغلب على هذا التهديد الارهابي الذي يواجهنا جميعا، لافتا الى اهمية التعاون العراقي مع كل دول الجوار العراقي بهذا الصدد.
واشار الى ان التحالف الدولي الذي انشىء لمساعدة العراق والوقوف معه في مواجهة داعش والقضاء على هذا السرطان الخبيث في امتنا العربية والاسلامية والذي يحاول ان يوقع بين ابنائنا لاضعافنا ضمن مخطط خبيث لتقسيمنا بين مذاهب وكتل.
واعرب عن الامل بان تسهم اللجنة العليا في زيادة وتعزيز التعاون المشترك مضيفا نريد ان يكون هناك تشابك بالعلاقات بين البلدين مع كل دول المنطقة.