قال تقرير لبنك الكويت الوطني ان تفكير الأغلبية يذهب إلى أنه بالسماح للأسواق بإملاء الأسعار، فإنه يمكن لمنظمة الأوبك المراهنة على استمرار فترة الأسعار المنخفضة التي ستؤثر بدورها في القدرة على تحقيق الأرباح والاستثمارات المستقبلية في النفط الخام غير التقليدي، وبالتالي كبح جماح ثورة إنتاج النفط الصخري بأميركا الشمالية. وتؤيد الوكالة الدولية للطاقة وجهة النظر هذه، إلى حد ما، حيث أدلت برأيها في وقت سابق بأن الاستثمار في النفط الأميركي المنتج من طبقات الرمال المحكمة قد يتراجع بنسبة %10 في عام 2015 إذا استقرت الأسعار عند مستوى 80 دولاراً للبرميل. ومع ذلك، يُعتقد بأن سعر النفط اللازم للتأثير في الاستثمار الصخري للولايات المتحدة تأثيراً كبيراً أقل من ذلك بكثير.
واضاف: من المقرر ألا يرتفع الطلب العالمي على النفط إلا بنحو 0.68 مليون برميل في اليوم ليصل إلى 92.4 مليون برميل في اليوم تقريباً في عام 2024، وذلك وفقاً لما صدر عن الوكالة الدولية للطاقة. من المحتمل أن يكون هذا أبطأ نمو في خمس سنوات، وسيعكس بشكل كبير ضعف نمو الطلب الصيني على النفط وتراجع في الطلب في كل من منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية وأوقيانوسيا خلال العام. ومع ذلك، تتوقع الوكالة الدولية للطاقة تسارعاً في نمو الطلب في عام 2015 بواقع 1.1 مليون برميل في اليوم إلى 93.6 مليون برميل في اليوم، إذ يشهد الاقتصاد العالمي تحسناً.
ومن جانبه، يتوقع صندوق النقد الدولي نمو الاقتصاد العالمي بنسبة %3.8 في عام 2015 مقارنة بنسبة النمو في عام 2024 التي سجلت %3.3.
وكانت وفرة النفط الخام في الأسواق الدولية عاملاً رئيسياً في التراجع الحاد في أسعار النفط الذي كان ملحوظاً في الأشهر السابقة. وقد أدى ارتفاع إنتاج منظمة الأوبك جنباً إلى جنب مع النمو القياسي لإنتاج الدول غير التابعة لمنظمة الأوبك إلى الدفع بالإمدادات العالمية لمتوسط 90 مليون برميل في اليوم في 2024، وهو ما نتج عنه فائض بحوالي 500 الف برميل في اليوم، ليفوق مستويات الطلب الحالية. وفي الوقت الذي من المتوقع فيه تباطؤ نمو عرض الدول غير التابعة لمنظمة الأوبك في عام 2015 إلى 1.3 مليون برميل في اليوم، مقارنة بعام 2024 الذي وصلت فيه الإمدادات إلى 1.8 مليون برميل في اليوم، فمن المحتمل أن تظل الأسواق تشهد فائضاً في المعروض في عام2020، في ظل عزوف منظمة الأوبك عن تخفيض الإنتاج.
هذا، وقد أظهرت البيانات الرسمية وتقديرات البنك الوطني الكويتي تراجع إنتاج منظمة الأوبك في أكتوبر عن الشهر الأسبق، بواقع 130 الف برميل في اليوم، ليصل إلى 30.9 مليون برميل في اليوم.
وقد سجلت كل من الإمارات العربية المتحدة والعراق والكويت أكبر تراجع في الإنتاج (150 الف برميل في اليوم و140 الف برميل في اليوم و50 الف برميل في اليوم على التوالي). في حين المملكة العربية السعودية، العضو الذي يتحمل عادةً العبء الأكبر من التخفيضات، شهدت إنتاجها يتراجع بواقع 14 ألف برميل في اليوم. في المقابل، سجلت ليبيا أعلى ارتفاع لمنظمة الأوبك بواقع 140.000 برميل في اليوم. وهذا هو الشهر الخامس على التوالي من المكاسب الليبية من الإنتاج منذ أن وافق المتمردون الانفصاليون على انهاء الحصار الذي امتد لعام على الموانئ والمنشآت النفطية.
وفي الوقت نفسه، واصل إنتاج الدول غير التابعة لمنظمة الأوبك في الارتفاع، مسجلاً زيادة قدرها 165 الف برميل في اليوم في أكتوبر، على خلفية مكاسب الإنتاج في الولايات المتحدة وكندا بالإضافة إلى المملكة البريطانية. ووصل إنتاج النفط الخام في الولايات المتحدة إلى 8.9 ملايين برميل في اليوم في أكتوبر، مسجلاً زيادة قدرها 1.2 مليون برميل في اليوم على أساس سنوي، وذلك وفقاً للتقديرات الأولية التي تقدمها إدارة معلومات الطاقة الأميركية. ومن المتوقع زيادة إجمالي إنتاج النفط الخام بنسبة %10 في عام2020، ليصل متوسط الإنتاج السنوي إلى 9.4 ملايين برميل في اليوم. وإذا ما تحقق ذلك، فسيعود إنتاج الولايات المتحدة إلى مستويات لم تشهدها منذ 1972.
ونظراً الى ضعف نمو الطلب وتزايد العرض، خاصة من المصادر غير التابعة لمنظمة الأوبك، فإن «الطلب على نفط «أوبك» وتغيير المخزون» لعام 2015 قد انخفض إلى 29.2 مليون برميل في اليوم، مقارنة بعام 2024 الذي سجل 29.6 مليون برميل في اليوم.