أبدى نائب وزير المالية اليوناني ديميتريس مارداس تفاؤله بشأن تقدم المفاوضات بين الاتحاد الأوروبي واليونان للتوصل إلى اتفاق بشأن ديون صندوق النقد الدولي.
وأشار الوزير اليوناني إلى "الإصلاحات التي يجب على بلاده أن تحققها حتى تستفيد من 7,2 مليار يورو من المساعدات المقررة في إطار اتفاق 20 فبراير/ شباط".
في حين قال المتحدث باسم المفوضية الأوروبية مارغاريتيس شيناس، إن المناقشات "بناءة".
ولكن حسب صحيفة لوموند الفرنسية لاتزال هناك إشكاليتان، وهي أن أوروبا تشترط إصلاحاً لنظام التقاعد، وسوق عمل أكثر مرونة، ما ترفضه حكومة أليكسيس تسيبراس لحد الآن.
أثينا وموسكو ضحايا أوروبا
تقول صحيفة "اكسبريس" الفرنسة في تحليل لها، الثلاثاء، إن رئيس المجلس الأوروبي البولوندي دونالد تاسك "يبدو أقل تفاؤلاً من الحكومة اليونانية، ولا يعول كثيراً على الوصول إلى اتفاق بحلول نهاية أبريل/ نيسان".
وتضيف الصحيفة: "في انتظار ذلك تُفرَغ البنوك من رؤوس أموالها، فيما اليونان تواجه الآجال المحددة لتسديد ديونها. إذ عليها أن تسدد 820 مليون يورور كديون متنوعة (أصل الدين والفائدة) في أبريل/ نيسان، وأن تجدد2,4 مليار يورو كأذون خزانة، مع الاستمرار في إدارة الدولة".
ولذا يتساءل الخبراء: "إلى متى ستستمر هذه المفاوضات من دون أن تجد اليونان نفسها في حالة من عدم القدرة على الإيفاء بالتزاماتها؟"
وبموازاة المحادثات التي تجري في بروكسل، تعزف اليونان على توليفة أخرى، فقد توجه وزير الطاقة اليوناني، باناجيوتيس لافازانيس الاثنين إلى روسيا، والحال أنه قبل هذه الزيارة كان قد اتهم أوروبا بـ "تضييق الخناق" حول بلاده، ومن هنا تتماثل اليونان مع روسيا ضحية العقوبات الأوروبية بسبب دعمها للانفصاليين الأوكرانيين.
وبحسب صحيفة شبيغل الألمانية، فإن الوزير اليوناني جاء إلى موسكو للتفاوض حول خفض أسعار الغاز وتخفيف العقوبات التي تطرد المنتجات اليونانية من روسيا.
هل تريد روسيا أن تشتري الفيتو اليوناني؟
تجيب صحيفة شبيغل: "دعوات النجدة هذه تُفرح روسيا".
فمنذ فوز سيريزا عرضت روسيا مراراً مساعدتها على حكومة أليكسيس تسيبراس الذي لم يتردد من خلال وزير ماليته، يانيس فاكوفاريس، في توجيه الانتقاد للعقوبات الأوروبية، لأنها اتخذت "دون تشاور".
ويقول المحللون إن تلك مشكلة فعلا، لأن العقوبات يجب أن تؤخذ بالإجماع، وموافقة اليونان ضرورية لأي تشديد في العقوبات. فمن خلال مساعدة أثينا سوف تشتري روسيا إذن فيتو يوناني في المستقبل. أما اليونان، فباقترابها من موسكو فسوف تساوم حول الافراج عن خطة الإنقاذ الأوروبية في مقابل تضامنها الدبلوماسي مع بروكسل.
ويقول المحلل سيمون تيلفورد، من مركز الإصلاح الأوروبي، لصحيفة نيويورك تايمز إن هذه "المغازلة مع روسيا محاولة للضغط على دول منطقة اليورو لكي تبدي قدرا أكبر من التفهم والتساهل".