تخطى إلى المحتوى

بعد توقف 67 عاما الجنيه الفلسطيني يعود للتداول بالضفة

بعد توقف 67 عاما.. الجنيه الفلسطيني يعود للتداول بالضفة
خليجية

رام الله- بدأت مدرسة عجة الأساسية للبنين، الواقعة في بلدة عجة في محافظة جنين شمال الضفة الغربية، منذ عدة شهور، تداول الجنيه الفلسطيني بين المعلمين والطلاب، كأداة محفزة لتطوير التعليم في المدرسة، واستعادة العمل بالعملة الفلسطينية التاريخية، بعد توقف تداولها لأكثر من 67 عاماً.

ويقف الطالب محمد معالي من مدرسة عجة الأساسية للبنين، في الضفة الغربية، أمام المقصف المدرسي خلال الاستراحة، ويخرج من جيبه جنيهاً فلسطينياً واحداً لشراء علبة حليب.

وداخل غرفة الصف، يتقاضى زميله عبد الله محمد، ثلاثة جنيهات فلسطينية من معلمه، بسبب اجتهاده في دراسته اليومية، وحصوله على درجة عالية في اختبار الرياضيات.

ويقول مدير مدرسة عجة الأساسية، غازي ملحم، خلال في تصريحات خاصة لمراسل الأناضول، إن المدرسة قامت بطباعة صورة طبق الأصل لـ 1700 جنيه فلسطيني، ويتم تداولها داخل حدود المدرسة بين المعلمين والطلاب.

والجنيه الفلسطيني، هو عملة صدرت عن مجلس فلسطين للنقد (Palestine Currency Board)، عام 1927، وكان المجلس تابعاً حينها لوزارة المستعمرات البريطانية، وهو العملة الرسمية الشرعية في مناطق الانتداب البريطاني على فلسطين حتى عام 1948.

وأضاف ملحم،أن هذا هو أسلوب لتطوير التعليم وتحفيز الطلاب، وتذكيرهم بالعملة الفلسطينية وشكلها وتاريخها، خاصة مع استمرار تداول عملة الشيكل الإسرائيلي التي لم يعرف طلابنا غير تداولها.

وتتوزع الجنيهات الـ 1700 بين المدير ومعلمي المدرسة، وتقديمها للطلاب الذي يحدثون تطوراً في تفوقهم الدراسي بشكل شهري، على أن يتم منح كل معلم 5 جنيهات يومياً، لتقديمها للطلبة المتفوقين دراسياً.

وأوضح مدير مدرسة عجة الأساسية، لمراسل الأناضول، أن مقصف المدرسة يقبل بيع الأصناف الصحية من الطعام (حليب، خضار وفواكه)، بعملة الجنيه الفلسطينية، على أن يقوم المقصف باستبدالها بنقود متداولة في السوق المحلية (الشيكل)، نهاية كل يوم من إدارة المدرسة.

وأضاف، أنه أيضاً نهاية كل شهر نقوم بتنظيم فعالية لاستبدال الجنيهات التي بحوزة الطلبة، بهدايا قيمة، بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم الفلسطينية والمجلس البلدي للقرية.

وبلغ إجمالي النقد من الجنيه الفلسطيني، والذي كان متواجداً ومتداولاً في فلسطين فقط حتى عام 1948، نحو 52.6 مليون جنيه فلسطيني، وكان وقتها يعادل الجنيه الاسترليني، بحسب بحث حول العملة الفلسطينية صادر عن سلطة النقد الفلسطينية وأعده الباحث الفلسطيني سالم المبيض.

بينما بلغ إجمالي النقد من عملة الجنيه داخل وخارج فلسطين، 96 مليون جنيه، وتوجد هذه الأموال في كل من المملكة الأردنية الهاشمية بقيمة 6 مليون جنيه، و 3 مليون جنيه أخذته حكومة عموم فلسطين حينها.

كما يوجد مبلغ 43.5 مليون جنيه فلسطيني لدى الشعب الفلسطيني واليهود في فلسطين وخارجها، و 23 مليون جنيه فلسطيني ظلت في فلسطين بعد النكبة عام 1948، ونقد كان متواجداً مع العرب بقيمة تبلغ 23.5 مليون جنيه.

ويقول الخبير والمستشار المالي والمصرفي الفلسطيني، عاطف علاونة، إنه في الوقت الحالي لا توجد أوراق أصلية للعملات الفلسطينية إلا بشكل نادر، بل إن من يملكها، يبيعها بأسعار باهظة.

وأضاف علاونة لمراسل الأناضول، كل احتياط الأموال من الجنيه الفلسطيني كان متواجداً في البنك المركزي البريطاني، الذي كان مسؤولاً عن مجلس النقد الفلسطيني حتى عام 1948، والإجابة عن أماكن تلك الأموال وحجمها الحقيقي، ستكون لديهم فقط.

وكان يتداول في فلسطين عملات ورقية من فئة الجنيه، والخمسة جنيهات، وعشرة جنيهات، وخمسون جنيهاً، ومائة جنيه، إضافة إلى عملات معدنية، بحيث يساوي كل جنيه ألف مل، بحسب بحث سلطة النقد الفلسطينية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.