أشار تقرير شركة بيتك للأبحاث المحدودة، التابعة لمجموعة بيت التمويل الكويتي (بيتك)، إلى أن التمويل الاسلامي في الـ 50 سنة الماضية نما بثبات ليصل إلى مناطق جغرافية واسعة ويتمكن من خدمة حكومات وشركات، مؤكداً قدرته على الابتكار، مما سمح له بالمساهمة في قطاعات اقتصادية متعددة باحتياجات تمويلية مختلفة.
وأضاف التقرير ان صناعة التمويل الإسلامي وصلت قيمتها الى 1.9 تريليون دولار بنهاية الربع الأول من 2024، كما نمت أصول التمويل الإسلامي بمعدل سنوي مركب قدره 16.94 في المئة ما بين 2024 و2013. ويسيطر قطاعا التمويل الإسلامي والصكوك على المجال بحصص تبلغ 80 في المئة (1.5 تريليون دولار) و15 في المئة (286.4 مليار دولار) على التوالي في قيمة الأصول بنهاية النصف الأول من 2024.
وأوضح التقرير ان التمويل الإسلامي في اوروبا ينمو تدريجياً منذ بدأ في 1980 وتقوده دول الخليج وماليزيا، لافتاً الى ان زخم التمويل الإسلامي زاد بعد الأزمة المالية العالمية نظراً للنمو المستدام للتمويل الإسلامي.
وذكر التقرير أن تطور التمويل الإسلامي مفيد لملايين من سكان أوروبا وآخرين خارجها، إذ إن تقديم منتجات وخدمات مصرفية اسلامية في اوروبا، مكّن المسلمين هناك من إجراء معاملاتهم المصرفية والتمويلية بما يتوافق مع أحكام الشريعة.
وبين التقرير انه على الرغم من أن الحجم الكلي للتمويل الإسلامي لا يزال محدوداً، فإن قطاعي التمويل الإسلامي والصناديق الإسلامية أحرزا تقدماً ملحوظاً في المنطقة، فالصناديق الإسلامية في السنوات الأخيرة أثارت اهتماماً كبيراً وقامت عدة مراكز مالية أوروبية باتخاذ خطوات لتسهيل عمل هذا القطاع. ومن العوامل المهمة التي تساهم في نمو قطاع التمويل الإسلامي في المنطقة، الخبرة الأوروبية الطويلة في ادارة الأصول والفاعلية الإدارية.
وذكر التقرير ان الصناديق المالية في أوروبا لديها 11.9 مليار دولار أصولاً مدارة حتى تاريخ 17 سبتمبر 2024 وهذا يمثل 16.3 في المئة من الأصول الإسلامية المدارة في العالم بعد ان كانت النسبة 11.8 في المئة كما في نهاية 2024. وتعتبر اوروبا جاذبة لمديري الصناديق الإسلامية نظراً للمميزات الضريبية وفاعلية الإدارة، كما ان وجود الصناديق في أوروبا يسمح للمديرين باستقدام مساعدة خارجية لعدد من عملياتهم لمقدمي الخدمة من ذوي الخبرة في السوق المحلي، وهذا الخيار له قيمة عظيمة في مجال إدارة الأصول حالياً نظراً لارتفاع التكاليف والضغوط التنظيمية، حيث قامت دول مثل ايرلندا وفرنسا ومالطا بإصدار ارشادات تسهل تسجيل الاستثمارات الإسلامية لديها.
واشار التقرير الى ان سوق الصكوك استعاد بريقه مؤخراً نتيجة لإصدار صكوك سيادية من المملكة المتحدة التي أصبحت أول دولة غير اسلامية تصدر صكوكاً سيادية في العالم، وكذلك لوكسمبورغ، حيث رحب مجتمع التمويل الإسلامي العالمي بالصكوك التي أصدرتها تلك الدول، كونها صكوكاً سيادية ساهمت في توسيع مجال جودة فرص الاستثمار للمستثمرين حول العالم.
وأضاف التقرير ان اوروبا اطلقت أول برنامج صكوك لها في 2024 من خلال ولاية ساكسوني انهالت الألمانية، وفي السنة التالية أصدرت المملكة المتحدة أول صكوك للشركات في المنطقة، واصدرت صكوك شركات أيضا في 2024 وتعتبر ثاني صفقة صكوك في اوروبا.
وأوضح التقرير ان اصدارات الصكوك المتتالية في اوروبا ظهرت في فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة ولوكسمبورغ، وزاد اصدار الصكوك السيادية هذا العام من المملكة المتحدة ولوكسمبورغ ليصل الى 112.2 في المئة زيادة عن نهاية العام الماضي ليبلغ 719.9 مليون دولار بنهاية الربع الثالث من 2024. ويتوقع التقرير نمواً تدريجياً في عدد إصدارات الصكوك من اوروبا في السنوات المقبلة، خصوصاً من الشركات الاوروبية التي قد تتبع خطوات المصدرين السياديين.
وأضاف التقرير أن أوروبا تشهد اليوم انتعاشاً في قطاع التمويل الاسلامي نظراً للبنية التحتية المواتية التي تجذب ادارة الأصول الاسلامية، كما حقق قطاع التمويل الإسلامي تقدماً ملحوظاً في أوروبا، حيث بلغت الصناديق الإسلامية فيها حوالي 11.9 مليار دولار حتى 17 سبتمبر 2024.
وحتى ينطلق التأمين التكافلي أيضاً قريباً على نطاق أوسع، فإن الامر يحتاج إلى تنمية كبيرة من ناحية العوامل الديموغرافية الاوروبية وتسهيلات تشريعية.