تخطى إلى المحتوى

تعبت من كوني حزينة وقلقة وضعيفة الثقة بنفسي بسبب سمنتي

  • بواسطة
تعبت من كوني حزينة وقلقة وضعيفة الثقة بنفسي بسبب سمنتي
استشارات طبيه علميه طب

السؤال:
السلام عليكم

لا أعلم من أين أبدأ، أشعر بأني أنتظر شيئا وأريده بشدة لكن لا أعرفه، أشعر بأن هذا الأمر سيغير حياتي للأفضل، لكن لا أعلم أي شيء عنه! أنا وللأسف الشديد إنسانة غير واثقة من نفسي، أشعر بأن لا قيمة لي، دوما حزينة ومريضة للأسف.

أريد حقا أن أغير من حياتي، وأبدأ بداية جديدة تملؤها السعادة وعدم الاهتمام برأي الآخرين، أغضب من أخي كثيرا للغاية بسبب أنه يقول أشياء مزعجة عني، لا أريد أن أستمع لرأي الناس لكني لا أستطيع، أريد أن أرتدي ما أريد وأفعل ما أريد، لكنني لا أستطيع ولا أريد أن يضحك الجميع علي، ودوما أشكو وأكره نفسي إن شكوت، قد اعتدت أن أكتب وأبوح للورق عما في قلبي، أريد أن أشعر بالثقة لكن لا أستطيع، أريد أن أخفض وزني، أشعر أني عجوز رغم أن سمنتي ليس كبيرة للغاية، لكنني سمينة وهذا الأمر يؤرقني، لا زلت أتذكر ذلك اليوم حين أمي كانت تريد شراء فستان لي وأنا طفلة، ولم تجد بسبب سمنتي، أتذكر أنها كانت غاضبة مني، كنت أبكي وأنا طفلة بسبب سمنتي.

كبرت وأنا أحلم أن أنحف وأرتدي ما أريد، في طفولتي أتذكر أنني تكلمت مع أختي وقلت في قلبي (لقد استمعت لي) أعتقد أني كبرت وأنا أشعر أن الناس لا تريد سماع كلماتي وأني مملة، أنا حقا أريد أن أتغير وأصبح ما أريد، لكن أشعر أني لا أستطيع، أبكي أحيانا كل يوم لأني أريد وأريد، أريد أن لا أهتم لأحد، أنا أشعر أن والديّ هما السبب، فأمي لم تكن تعاملني جيدا في طفولتي، وأبي كان يضربني، لم يضربني دوما فقط مرتين أو ثلاث، لكنه إلى الآن يقوم بضربي، هو طيب لكنني لا أستطيع أن أنسى، ماذا أفعل؟ كل الأمور السيئة أتذكرها ولا أستطيع نسيانها، وأشعر بقلق وتوتر وبعدم الأمان أحيانا، وأشعر أن أعصابي دوما مشدودة وأني لست سعيدة، أريد أن أكون سعيدة لكن أشعر أنني لن أستطيع، أهذا اكتئاب؟ أريد أن أعلم إن كان بي أو لا؟ لكن لا أستطيع الذهاب للمستشفيات، ولا أستطيع تناول أدوية للاكتئاب أو للتوتر، لأنني أخافها، ولأن أهلي لن يقبلوا بذلك.

الآن أنا تخطيت السنة التحضيرية وأنهيتها بتعب وتوتر، أنا كسولة وحزينة، أصبح الحزن في حياتي كثيرا بعد دخولي للجامعة، لأني علمت أني لا أستطيع الاعتماد على نفسي، أشعر أنني سأفشل رغم أنني لم أبدأ بعد. أريد صديقاتي دوما بجانبي، أشعر أنهم أمان، الأمر تجاوز حده لأنني أغير مكاني فقط حينما يكونوا معي، فإن حدث شيء فهم معي.

ورؤية الفتيات الجميلات أحيانا تشعرني أني لا شيء أمامهم، ربما لأنهم يفعلون ويرتدون ما يريدون، أشعر أني لا أستطيع أن آخذ حقي إن ظلمني أحدهم، وأنا أخاف من الحديث أمام الجميع، أريد أن أتحدث أمام الجميع لكن لا أستطيع، حينما وقفت أمام الجميع تغيرت ملامحي. الآن أريد أن أتوقف عن الدراسة لفترة، لأنني في قسم اللغة الإنجليزية، وبهذه الثقة التي لدي لا أستطيع أن أقف أمام الجميع وأتحدث، وأنا أخاف من الفشل، أحب تخصصي جدا لكنني بدأت أخافه.

أريد حقا أن أخفف من سمنتي، لأنني أشعر أنني غير واثقة بسببها، أريد أن أساعد الجميع لكنني خائفة أن يحدث شيء سيء، فحينما كنت طفلة وأردت أن أساعد والدي فشلت، شعرت بأنه غاضب مني! أريد أن أصحو من النوم وأنا لدي شيء أقدمه لنفسي وأكون سعيدة به، من حولي دوما يخبرونني أني فاشلة وحمقاء لا تعرف شيئا، كلامهم جدا يؤلم قلبي، وأيضا لا زلت أتذكر أنهم كانوا ينعتونني بالغبية في طفولتي، وإلى الآن حينما يخبرني أحدهم بذلك أغضب.

أرجوكم ساعدوني، وشكرا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سناء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على التواصل معنا والفضفضة إلينا بما في نفسك.

يبدو أنه معك الحق في أن تقولي "من أين أبدأ؟" فقد ذكرت العديد من الجوانب والمواضيع، ولكن يبدو الأمر الأساسي والأولي هو ذاتك التي بين جنبيك، والله تعالى يقول لنا: {إن الله لا يغيّر ما بقوم، حتى يغيروا ما بأنفسهم} وربما المطلوب منك تغييره في حالتك أنت هو نظرتك إلى نفسك، وثقتك بها.

نحن جميعا كثيرا ما نسجن أنفسنا في أفكار ومعتقدات عن أنفسنا بأننا مثلا نتحلى بصفات معينة، أو أننا أغبياء أو عاجزون، أو غير قادرين على النجاح، وتأتي عادة هذه الأفكار من مواقف الناس منا، ومن كلامهم عنا، وخاصة في طفولتنا، وكما يبدو في حالتك من طريقة تربية والديك لك وربما ضرب والدك لك، فقد يقولون عنا مثلا أن عندنا غباء أو ترددا أو ضعف الثقة في النفس، فإذا بنا نحمل هذه الأفكار والمعتقدات على أنها أوصاف تصفنا بدقة، أو أنها مسلمات غير قابلة للتغيير أو التعديل، وقد تمر سنوات قبل أن نكتشف بأننا ظلمنا أنفسنا بتقبل وحمل هذه الأفكار كل هذه السنين، والمؤسف أن الإنسان قد يعيش كل حياته، ولا يحرر نفسه من هذه الأفكار!

لا بد لك -بنيّتي الكريمة-، وقبل أي شيء آخر أن تبدئي "بحب وتقدير" هذه النفس التي بين جنبيك، وأن تتقبليها كما هي وبدون قيد أو شرط، وكما هي تماما، فإذا لم تتقبليها، فكيف لك أن تفعلي معها المعجزات والأمنيات التي تحلمين بها وتتمنينها؟!

مارسي دراستك بهمة ونشاط، وخاصة أن العام الدراسي قد بدأ أو على وشك، وارعي نفسك بكل جوانبها وخاصة نمط الحياة، من الصلاة والتغذية والنوم والأنشطة الرياضية، وغيرها، وأعطي نفسك بعض الوقت لتبدئي بتقدير نفسك وشخصيتك، وبذلك ستشعرين بأنك أصبحت أكثر إيجابية مع نفسك وشخصيتك وحياتك، وعندها فقط وبعد أن تكوني على اتفاق مع هذه النفس، يمكنك أخذها حيث تريدين.

طبعا ورد في سؤالك الكثير من الجوانب التي تريدين تغييرها، وستفعلين -بعون الله-، ولكن خطوة خطوة، وأنا من أنصار فكرة التغيير البسيط والجزئي، والذي يكبر ويكبر مع الوقت، وإذا سألتك عن أمر بسيط وصغير يمكنك تغييره من الغد، فما هو يا ترى؟ فابدئي به، وسترين ومن خلال التجربة أن التغييرات بدأت تتابع، حتى تصلي إلى ما تحلمين بتحقيقه، وإن لم يكن كله، فغالبيته بعون الله وتوفيقه.

وأدعوه تعالى أن ييسّر لك خطواتك ويفتح له من نعمه وفتوحاته.

منقووووووووووول

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.