المقدمة :
الإمَارَات العَرَبيّة المُتّحِدة هي دولة اتحادية تقع في شرق شبه الجزيرة العربية في جنوب غرب قارة آسيا مطلة على الشاطئ الجنوبي الخليج العربي. لها حدود بحرية مشتركة من الشمال الغربي مع دولة قطر ومن الغرب حدود برية وبحرية مع المملكة العربية السعودية ومن الجنوب الشرقي مع سلطنة عمان.
الموضوع :
تأتي تسمية الإمارات نسبة إلى الإمارات السبع التي شكلت اتحادا فيما بينها وهي، إمارة أبوظبي وإمارة دبي وإمارة الشارقة وإمارة رأس الخيمة وإمارة عجمان وإمارة أم القيوين وإمارة الفجيرة.
قبل 1971، كانت دولة الإمارات العربية المتحدة معروفة باسم الإمارات المتصالحة أو ساحل عمان المتصالح، في إشارة إلى هدنة في القرن 19 بين المملكة المتحدة والعديد من شيوخ العرب. كما تم استخدام إسم «ساحل القراصنة» في إشارة إلى الإمارات في المنطقة من 18 إلى القرن ال 20 في وقت مبكر.
التاريخ :
أقدم الآثار البشرية في دولة الإمارات تعود لحوالي 7000سنة قبل الميلاد في جزيرة دلما المقابلة لساحل الإمارات وجدت آثار أقدم مستوطنة بشرية مستقرّة في منطقة غرب الخليج. هناك أيضًا عدد من المواقع الأثرية والتراثية في الإمارات التي ترقى للعصر الحجري فما بعده، تتنوع بين آثار قرى بشرية، ومدافن لاسيّما في المنطقة الساحلية للبلاد؛ العدد الأوفر من اللقى القديمة يعود إلى مرحلة (العصر البرونزي،)ورغم عدم وجود معلومات وافرة عن الحضارات البشرية المتعاقبة خلال تلك الفترة، فإنّه من الممكن تقسيمها إلى ثلاث حلقات، الأولى بين 3200 – 2700 قبل الميلاد، حيث وجدت بقايا سيوف ورقائق وصفاح معدنية وأنصال ومدافن جماعية في مناطق جبل حفيت وجبل الأملح؛[14] أما الحلقة اثانية بين 2700 – 2000 قبل الميلاد، فتتركز الاكتشافات فيها في جزيرة أم النار، التي تشير إلى حضارة مزدهرة عملت بالتجارة واتصلت بالحضارات والبلاد المجاورة حتى العراق والهند، واكتشفت أواني فخارية ملونة ذات منشأ هندي في تلك البقاع، وللفترة الممتدة بين 2500– 2000 قبل الميلاد وجدت العديد من بقايا القلاع في تل أبرق وكلبا. تتراجع وفرة المعلومات التاريخية للحلقة الثالثة من مرحلة العنصر البرونزي أي بعد اندثار حضارة أم النار، رغم العثور على آثار حضارية في منطقة شمل الواقعة حاليًا في إمارة رأس الخيمة.
الجغرافيا :
تقع الإمارات العربية المتحدة في غرب آسيا على الساحل الشرقي لشبه الجزيرة العربية، ممتدة بين خطي عرض بين 22 و 26.5درجة شمالاً وخطي طول 51 و56.5 شرق خط غرينتش. يحد دولة الإمارات شمالاً الخليج العربي، وشرقاً خليج عمان وسلطنة عمان، وتحدها جنوباً المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان، وغرباً دولة قطر والمملكة العربية السعودية، يبلغ طول الحدود البرية مع الدول المجاورة 876 كم، 457 مع المملكة السعوديّة و410 مع سلطنة عمان، إلى جانب حدود متنازع عليها مع قطر بطول 19 كم .2 يمتد ساحل الإمارات مسافة 644 كيلومتراً على الساحل الجنوبي من الخليج العربي، بادئًا من قاعدة شبه جزيرة قطر غربًا، وحتى رأس مسندم شرقًا، وجميع الإمارات السبعة تتقاسم شاطئ الخليج ما عدا إمارة الفجيرة التي تمتد سواحلها على خليج عمان بطول 90 كيلومتراً. وتبلغ مساحة الإمارات 83.600 كم2، وتشكل إمارة أبوظبي القسم الأكبر من أراضي الدولة إذ تجمل إجمالي مساحتها 86.77% من المساحة الكلية للإمارات، أما أصغر الإمارات فهي إمارة عجمان وتبلغ مساحتها 258 كم2 فقط.
الطبيعة التضريسية: لمعظم أراضي الإمارات هي صحارى تتخللها واحات، هي امتداد طبيعي لصحراء الربع الخالي السعودية، وتدعى أيضًا "المنطقة المنخفضة" وترتفع عن سطح البحر 300 مترًا فحسب، وهي غنية بالكثبان الرملية، والسبخات وأكبرها سخة مطي في الجزء الغربي من الإمارات، وتمتد نحو الجنوب بطول 120 كم مجتازة أراضي السعودية.
السلاسل الجبلية: تشكل القسم الثاني من طبيعة الإمارات الصحرواية، وأهمها سلسلة الجبال الشمالية الموازية لخط ساحل عمان، وتصل أعلى قممها وهو جبل حفيت إلى 1200 مترًا فوق مستوى سطح البحر. القسم الثالث من تضاريس الإمارات، هو القطاع الساحلي ذي الشواطئ الرملية ما عدا مناطق شمال في رأس الخيمة التي تشكل رأس سلسلة جبال حجر. القطاع الساحلي يحوي أيضًا العديد من القباب الملحية التي تشكل جزرًا صغيرة في البحر وتلالاً على اليابسة، ويعتبر جبل الظنة الذي يبلغ ارتفاعه 99مترًا، أحد هذه التمظهرات التضريسية.
قبالة الساحل، تتبع للإمارت مئات من الجزر الصغيرة المتناثرة في الخليج، نحو 200 منها يتبع إمارة أبو ظبي وحدها، وأهمها جزيرة صير بني ياس التي تحولت إلى واحة، ومحمية طبيعية للحيوانات والطيور؛ ومن الجزر الهامة التي تتبع إمارات أخرى جزيرة داس، وجزيرة أبو الأبيض بالشارقة، والجزيرة السينية بأم القيوين. أكبر ميناء طبيعي هو في دبي؛ وقد وسعت الدولة من موانئها البحرية، وأكبر الموانئ الصناعية المنشأة هما مينائي أبو ظبي والشارقة. الجزر العديدة التي تقابل ساحل الإمارات والشعاب المرجانية والرملية المتنقلة، تشكل خطرًا على حركة الملاحة البحرية في المنطقة الحيوية من الخليج، كما تسبب بقوة حركاتالمد والجزر والعواصف، وهو ما يؤدي إلى تعقيد حركة السفن.
المناخ :
مناخ الإمارات مداري وجاف؛ تخضع الدولة لبعض التأثيرات القادمة من المحيط الهندي عبر خليج عمان. أعلى درجات الحرارة والتي تصل إلى 47 درجة مئوية تسجّل في فصل الصيف، في حين يسجل متوسط المدى الحراري السنوي للصيف بين 35 – 40 درجة؛ أما فصل الشتاء، فهو أقصر ويمتدّ من ديسمبر حتى فبراير تنخفض فيه درجات الحرارة لاسيّما في المناطق الداخلية. بخصوص الرياح، فإن الرياح الموسميّة التي تهبّ على الإمارات، تشتدّ في الربيع والقسم الأخير من الصيف، ويُميّز بها عائلتان، الشمالية الجافّة التي تساعد في تلطيف الحرارة ما لم تكن محمّلة بالأتربة، والشرقية الشديدة الرطوبة غالبًا. الأمطار في الإمارات قليلة التساقط، وعادة ما تكون مصحوبة بعواصف رعديّة في شهري ديسمبر ويناير من كل عام، ويكثر الهطل المطري في إمارتي الفجيرة ورأس الخيمة نظرًا لموقعهما الجغرافي وقربهما من سلاسل الجبال؛ وقد أقامت الدولة سدودًا عديدة لتخزين مياه الأمطار ومنها شد الشوب وسد حام وسد وادي الغيل، وسواها. أما الرطوبة في الإمارات تتراوح نسبتها خلال فصل الصيف بين 60 – 100% لاسيّما على الساحل المأهول، وتنخفض في المناطق الداخلية.
بنو ياس والقواسم :
مع انحلال دولة اليعاربة وانكفاء البرتغاليين، صعد نجم سكان المنطقة في الإدارة، وأهمها حلف من قبائل بني غافر بزعامة القواسم ومركزهم في رأس الخيمة والشارقة، ثم انتشروا نحو مناطق واسعة من شرق الخليج العربي بساحليه الشمالي التابع حاليًا لإيران والجنوبي، وتميزوا بوصفهم قوّة بحرية. والقوة الثانية هم بنو ياس وحلفائهم من القبائل ضمن الحلف الهناوي، وقد أطلق على هذا الحلف اسم "تحالف بني ياس"، وتزعمه آل بوفلاح التي ينحدر منها آل نهيان حكام إمارة أبوظبي، وآل بوفلاسة والتي ينحدر منها آل مكتوم حكام إمارة دبي. في تلك المرحلة لم تتجاوز أعداد سكان المنطقة72.000 نسمة، وكانت المنطقة تُعرف حتى الخمسينات من القرن العشرين باسم إمارات ساحل عمان؛ أما الإنجليز فكانوا يسمونها «ساحل القراصنة» حتى أبرمت اتفاقية السلام الدائم عام1853. كان السكان يقطنون في قرى صغيرة متناثرة على ساحل رأس الخيمة والشارقة ودبي وأبوظبي، وبنوا حصونًا لحماية أنفسهم في مناطق التجمع السكاني الرئيسية، أما عماد الاقتصاد فكان صيد السمك واللؤلوء؛ وقد اعتبرت المملكة المتحدة المنطقة جزءًا من إمبراطوريتها التجارية، وهو ما ساهم في اندلاع عدد من المعارك البحرية بين الأسطول البريطاني وأسطول القواسم المكون من 60 سفينة. بكل الأحوال فقد انتهت العلاقة المتوترة مع بريطانيا بالتوقيع على اتفاقية السلام الدائم عام 1853لتحقيق السلام البحري وفض النزاعات القبلية واستقلال القبائل في إدارة شؤونها الداخلية، وقد عدلت الهدنة عام 1892 التي منحت بريطانيا شؤون الدفاع والعلاقات الخارجية، مع احترام سيادة مشايخ الإمارات المتصالحة أو إمارات الساحل المتصالح، وقد استمر العمل بهذه الاتفاقية حتى 1971، وقد ساعد الاستقرار بعد توقيع اتفاقية التحالف والصداقة مع بريطانيا على تشكّل الإمارات السبعة بالشكل المعروفة عليه اليوم.
عانت البلاد خلال مرحلة 1920 – 1930 من كساد تجاري لاسيّما مع تراجع أهمية اللؤلؤ وبروز اللؤلؤ الصناعي فضلاً عن الضرائب الباهظة التي فرضت عليه في دول التسويق. في عام 1952 اندلع ما يعرفبحرب البريمي، وهي خلاف حدودي بين إمارة أبو ظبي وعمان والمملكة السعودية، قاد الحركة الشيخ صقر بن سلطان آل حمود النعيمي حاكم البرمي آنذاك متحالفًا مع عدة قبائل؛ إلا أن حداثة أسلحة الإنجليز مكنتهم من السيطرة على المنطقة وذلك في أكتوبر 1955، وإنهاء الحرب بترسيم الحدود بين الدول الثلاث. في عام 1962 اكتشف النفط في إمارة أبوظبي وصدرت أول شحنة من النفط الخام في العام نفسه، وغدت إمارة دبي تصدر النفط عام.1969
الاتحاد :
لعلّ أهم التطورات البارزة في مسيرة اتحاد الإمارات السبعة خلال مرحلة القرن العشرين كان تأسيس مجلس حكام الإمارات المتصالحة عام 1967، ومركزه دبي وأتبع بمكتب تطوير اقتصادي وتنموي، وهو الميدان الذي لم يول من قبل اهتمامًا. عام 1968 أعلنت المملكة المتحدة عن رغبتها بالانسحاب من جميع محمياتها ومستعمراتها في شرق المتوسط، وهو ما دفع لعقد اجتماع السميح في 18 فبراير 1968 بين زايد بن سلطان آل نهيان وراشد بن سعيد آل مكتوم لبلورة فكرة الاتحاد،[ وقد وجها الدعوة بالإضافة إلى الإمارات السبع إلى كل من إمارتي قطر والبحرين، وتمت الدعوة لاجتماع في دبي لبحث مسألة الاتحاد في دولة واحدة، وقد أفضى الاجتماع إلى الموافقة على الاتحاد، وشتكيل لجنة لدراسة الدستور الناظم لآلية حكم البلاد وإدراتها، غير أن قطر والبحرين انسحبتا من المشروع؛ في حين اتفق الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم على المضي قدمًا في مشروع الاتحاد وكلفا عدي البيطار، المستشار القانوني لحكومة دبي بكتابة مشروع دستور للدولة،[ وهو ما أقرّ مبدئيًا في 1 ديسمبر 1971، ونودي في اليوم التالي باستقلال الدولة تحت اسم الإمارات العربية المتحدة في قصر الضيافة في دبي، وقد رفضت إمارة رأس الخيمة المشروع الوحدوي ثم عادت وانضمت له في 10فبراير.1972
ترأس الدولة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان حاكم إمارة أبوظبي، والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم حاكم إمارة دبي نائبًا لرئيس الدولة وشُكل المجلس الأعلى للاتحاد من الرئيس ونائبه وباقي حكام الإمارات الموقعة على الدستور، وشكل مجلس وزراء الإمارات برئاسة الشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم. وانضمت الإمارات إلى جامعة الدول العربية في 6 ديسمبر 1971، والأمم المتحدة في 9 ديسمبر 1971؛ وأنشأ المجلس الاستشاري الاتحادي في يوليو 1971 ليعقد أولى جلساته في 13 ديسمبر سنة 1972، وأعيدت هيكلته تحت اسم المجلس الوطني الاتحادي عام1975 . ولاحقًا، كانت الإمارات من الدول المؤسسة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية في قمة أبو ظبي يوم 25 مايو1981.
الديانة :
يعتنق جميع أبناء دولة الإمارات العربية المتحدة الإسلام، ويعد المذهب المالكي المذهب لحكام ابوظبي والحنبلي لامارة الشارقة والشافعي لاغلب مواطني الإمارات بالإضافة إلى وجود أقلية شيعية أما الوافدون العرب فتتعدد معتقداتهم ما بين المذاهب الإسلامية المختلفة.
يعتنق مواطنو الشارقة ورأس الخيمة والفجيرة المذهب الحنبلي، وتنتشر المساجد والجوامع ومصليات العيد في مختلف أنحاء البلاد لخدمة المسلمين بجميع مذاهبهم، كما يوجد عدد من الكنائس ودور العبادة لخدمة ديانات متعددة أخرى، حيث يعيش في الدولة أعداد كبيرة من الناس يعتنقون المسيحية بمختلف طوائفها والهندوسية وغيرها. تسمح لهم الدولة بأداء شعائرهم الدينية بكل حرية كل في دار عبادته الخاصة.
يوجد بعض معتنقي الطائفة الشيعية في الدولة ولهم حضور واسع في التجارة خاصة وكلاء الماركات العالمية، كما يوجد في القصيص في مدينة دبي مركز لطائفة البهرة .
الخاتمة :
وهكذا نكون قد تعرفنا على دولة الامارات العربية المتحدة بماضيها وحاضرها ، فلقد بذل حكام الامارات جهودهم لجعلها دولة آمنة متسقرة ومتحضرة حتى أصبحت كذلك وندعوا الله أن يديم على هذه الدولة الأمن والآمان وأن يحفظ حكامها ويرحم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان .