في وقت تسخر المملكة إمكانياتها لخدمة حجاج بيت الله الحرام، وتنشغل مصر بمواجهات عنيفة مع الإرهاب، وحشود دولية لقصم ظهر "داعش" بسوريا والعراق، وجد الحوثيون الفرصة سانحة لمد أذرعهم الإخطبوطية ولفها حول العاصمة اليمنية "صنعاء". وأمام ذلك، تعالت صرخات عدد من دعاة المملكة ومستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي على "تويتر"، مطالبين بتحرك عربي لمواجهة ما أسموه "مدًا شيعيًا" وتحركًا إيرانيًا ملحوظًا" بالمنطقة من الشام شمالا إلى الخليج جنوبًا. جهاد الحوثيين واجب من جانبه، قال الدكتور محمد العريفي: "رسائل واتصالات تصلني وتصل غيري من اليمن يصرخون أنقذوا اليمن.. الوقوف مع أهل الحق في اليمن ونصرتهم من أوجب الواجبات (وإن استنصروكم)". فيما طالب الدكتور سعد الدريهم بالانتفاض لمواجهة الخطر الحوثي، قائلا: "على أهل اليمن أن يهبوا جميعًا؛ كل قادر على حمل السلاح لعلهم يستدركون، وإلا مصيرًا كمصير أهل العراق". واعتبر الداعية عبد العزيز الطريفي أن "جهاد الحوثيين واجب، واجتماع أهل اليمن على ذلك فرض، ومن وقف في صف الباطنية أخذ حكمهم ولو علَّق المصحف في عنقه؛ لأن الإسلام عقيدة لا شعارات فقط". وقال الداعية سلمان العودة: "لعلها غضبة الرحمن أن لنا دربًا تعالت به الصيحات والنذرُ سرنا بعيدًا وحدنا عنه فاختلطت بنا الدروب وصبت فوقنا الغيـَرُ #اليمن #الحوثيون". ودعا إمام الحرم المكي سعود الشريم أهل اليمن إلى تأمل "قول النبي صلى الله عليه وسلم: (الإيمان يمان والحكمة يمانية) وما آلوا إليه من حال؟؛ فإن كانت هذه حالهم وقد كانوا أهل حكمة؛ فما الظن بمن سواهم؟!". ورأى عضو الهيئة العليا لرابطة علماء المسلمين الشيخ ناصر العمر أن "موقف دول الخليج مما يجري في اليمن يثير الحيرة؛ إذ مع سيطرة الحوثيين على اليمن يحاط الخليج بأذرع إيران". رابع عاصمة عربية وبالتزامن مع ذلك تناقل عدد من المواقع الإخبارية، تصريحات منسوبة لمندوب مدينة طهران في البرلمان الإيراني، علي رضا زاكاني، المقرب من المرشد الإيراني علي خامنئي أكد أن العاصمة اليمينة "صنعاء" أصبحت العاصمة العربية الرابعة التابعة لإيران بعد كل من بيروت ودمشق وبغداد، مبينًا أن ثورة الحوثيين في اليمن هي امتداد للثورة الخمينية. وأضاف زاكاني خلال حديثه أمام أعضاء البرلمان الإيراني، أن إيران تمر في هذه الأيام بمرحلة "“الجهاد الأكبر"، منوها أن هذه المرحلة تتطلب سياسة خاصة، وتعاملا حذرا من الممكن أن يترتب عليه عواقب كثيرة. يا أهل اليمن: لا تيأسوا في رسالة موجهة لمواطني اليمن على هاشتاق " #الحوثي_يقتحم_صنعاء"، قال عبداللطيف العامي: "لمن تسلل اليأس إليهم نتيجة تسليم صنعاء نقول: لا تيأسوا، فغالبية اليمن ترفض الحوثي، وبتوحيد الصف سيعود الحق لأهله". فيما تساءل مساعد بن عيد: "الحوثي يعثى في جنوب الجزيرة وبشار شرّع شامها للمعادين.. يعني هل السنة في وسط الشطيرة؟.. ومن فوقها حلفٍ! على وين غادين؟". أما وليد الهوريني فرأى أن "الضبع الصفوي أكبر من أن يتم استيعابه بصفقة سياسية وستدفع المنطقة بأسرها كلفة تمدد الحوثي.. اللهم نصرك لأهلنا في اليمن". ليلة سقوط صنعاء وفرض الحوثيون سيطرتهم، الأحد (22 سبتمبر 2024)، على مقر رئاسة الوزراء والإذاعة ومقار عسكرية في صنعاء، فضلا عن إحكام قبضتهم على مقر البرلمان اليمني دون مقاومة، ومقر البنك المركزي، ومقر الهيئة العامة للطيران المدني والإرصاد، ويقتربون من اقتحام مقر وزارة الدفاع اليمنية الذي تدور حوله معارك عنيفة. كما حاصر الحوثيون جامعة الإيمان معقل رجل الدين السلفي عبدالمجيد الزنداني، وهو أيضا من أبرز أعداء الحوثيين. كما استولوا على كميات كبيرة من الأسلحة من مقر الفرقة الرابعة في وسط صنعاء. ولم يقبل الحوثيون توقيع الاتفاق مع الحكومة اليمنية حتى تأكدوا من سيطرتهم على المواقع والإدارات الحكومية الحساسة بقوة السلاح، ووصف سياسيون قبول الحكومة للاتفاق بأنه "رضوخ للأمر الواقع". في حين أعلن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي أن الفرقاء السياسيين في اليمن نجحوا في التوصل إلى اتفاق تاريخي يضمن بناء البلاد. ودعا في كلمة ألقاها عقب توقيع الاتفاق مع الحوثيين، كافة الأطراف إلى العمل معا والمضي قدمًا.
"تويتر" يهب لنصرة صنعاء.. ومطالب بتحرك عربي لمواجهة الحوثيين