استشارات طبيه علميه طب
السؤال:
السلام عليكم
تحيةً طيبةً لموقعكم المبارك وبعد:
أنا أم لطفلة، ابنتي تشتكي من مرض لا أدري ماذا أسميه، هل نفسي أم عصبي! لعلكم تفيدونني بذلك، بدأت الحالة مع ابنتي بعدم استيعاب بعض الكلمات والجمل, وكذلك صعوبة في التكلم, وحركاتها العفوية المفاجئة, ثم تطور بعدها الأمر وأصبحت تعاني من فقدان مؤقت لنظرها تجعلها تقول لي: (أمي أين أنتِ؟ أنا لا أراكِ) وأصبح معها حوَل في عينها أثناء تلك الحالة, وتستمر معها دقيقةً وأقل من ذلك.
أرسلتها للعديد من الأطباء, وقاموا بتشخيص الحالة، بعد الفحوصات الشاملة وفحص الرنين المغناطيسي للجهاز العصبي، أكدوا لي بأنها تعاني من زيادة الشحنات الكهربائية في الدماغ (صرع) بشكل كامل، وقاموا بكتابة بعض الأدوية السائلة لها وهي (Tegretol) و(Topamax) و( Rivotril).
واظبت على العلاج بشكل دقيق جداً لمدة شهرين، وأنا أرى بأن حالتها كما هي، بل وزادت حيث أصبحت عدوانيةً، وسلوكها مع الغير مفاجئ، ومعيب ومخجل، وتصرخ بشكل مفاجئ، وأصبحت الحالة تحدث معها من 3-6 مرات يومياً.
إلى أن حدثت معها حالة غريبة بأن أطرافها تتورم فجأةً، وبعدها بدقيقة وجهها يحمر بشدة، وشفتاها تنتفخ وتتورم، وتفقد بصرها بشكل عابر وتحوّل عينها، وبعدها بثلاث دقائق تهدأ, وخلال دقيقة واحدة تكون قد نامت ودخلت في غيبوبة شبه مؤقتة لمدة 20 دقيقة، بعدها تمارس حياتها بشكل غير متزن، وتأكل بشراهة، وأشعر كأنها مغيبة تماماً عما أقوله لها.
أرسلتها إلى طبيب فوراً وقال لي: إن دواءً من الأدوية هو السبب في ذلك، ويجب التوقف عنه, فتوقفت عنه لكن دون جدوى، وأيضاً أصبحت ترى شيئاً وكأن شخصاً يحادثها، وتضحك معه وتلاعبه، وأصبحت تضرب أي أحد بشكل عفوي ومفاجئ، لدرجة أني أعتقد في نفسي بأنها متخلفة عقلياً, لكن لا أدري! أنتم ستحكمون عليها.
سؤالي: ما هي حالة ابنتي بالضبط؟ وهل تحتاج إلى تلقي العلاج في الخارج؟ وما المخاطر الناجمة عن مثل هذه الحالة؟ مع العلم أني امرأة من فلسطين -غزة- وتعلمون أننا في حصار وحرب، والكوادر الصحية في القطاع محدودة وعديمة الفائدة؛ لذلك لجأت إليكم وكلي أمل بأن تنصحوني.
الكلام عن حالة ابنتي كثير، لكن هذا ما استطعت قوله، أعلم بأني أطلت, لكني أرى فيكم العلم والفائدة، والنصح والمشورة، وشكراً لكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ منة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نسأل الله تعالى لابنتك الصحة والعافية، وهي -حفظها الله- تعاني من علة دماغية، فكما ذكرت وتفضلت أن بها بؤرة صرعية، والعلة الدماغية هي التي أثرت على ذكائها من حيث طريقة الكلام والتعبير عن الانفعالات، وأنا لست متأكداً إن كان لديها محدودية في ذكائها أم لا، لكن يُعرف أن العلل الدماغية كثيراً ما تكون مرتبطة بمحدودية القُوى المعرفية.
بالنسبة للأدوية التي وُصفت لها: هي أدوية ممتازة لعلاج الصرع، لكن هل هي تحتاج للثلاثة أدوية مع بعضها البعض؟ هذه ربما تكون إشكالية، وربما يكون بالفعل حصل لها بعض التفاعلات السلبية بين هذه الأدوية، أو حدث نوع من التسمم الدوائي الذي أدى إلى اضطراب الانفعال، والمسلك الذي تحدثت عنه.
عموماً إيقاف الكل بالكلية ليس صحيحاً قطعاً، ما دام لديها نشاط صرعي فلا بد أن يكون هناك علاج لهذا النشاط الصرعي، وفي ذات الوقت يتم البحث عن طريقة لتهدأ من انفعالاتها، وطريقة الكلام والتصرفات التي تحدثت عنها، وتُوجد أدوية في هذا السياق.
أنا أرى أن تذهبي بها إلى الطبيب، وأعرف الصعوبات في الخدمات الطبية التي تواجهكم في غزة، أسأل الله تعالى أن يتقبل الشهداء، وأن يرحم الموتى، ويداوي المرضى ويعافي الجرحى، وتستعيد غزة عافيتها وحريتها.
أعتقد أن مقابلة طبيب أطفال –أيّاً كانت خبرته– قد تكون مفيدة جدّاً، وإذا كان هناك طبيب أطفال لديه خبرة في أمراض الأعصاب لدى الأطفال فهذا سوف يكون أفضل.
أنت قمت بفحوصات كثيرة، وهذا أمر جيد، تخطيط الدماغ (الصور المغناطيسية) وهذا من وجهة نظري يكفي تماماً، لكن الآن من المفترض أن تكون على أحد هذه الأدوية، وأنا أعتقد أن الـ (تجراتول Tegretol) والذي يعرف باسم (كاربامازبين Carbamazepine) دواء مناسب جدّاً، لكن كلامي هذا افتراضي أيضاً؛ لأن الطفلة بالفعل تتطلب الفحص، وتتطلب أن تتم معاينتها.
حالة ابنتك بالضبط هي علة دماغية، أدت إلى تشنجات صرعية، وفي ذات الوقت هنالك تأثير على الجهاز المعرفي والوجداني لدى الطفلة؛ مما أدى إلى التصرفات والسلوكيات التي تحدثت عنها، وربما أيضاً يكون لديها محدودية في مقدرتها المعرفية، أنا أعتقد أن هذه الابنة من خلال تلقي العلاج الصحيح، والسعي نحو تأهيلها وتدريبها سوف تتحسن أحوالها بإذن الله تعالى.
إن كان هنالك إمكانية للذهاب للعلاج في الخارج فلا بأس في ذلك، لكن إن لم تكن إمكانية أنا متأكد أن أي طبيب أطفال جيد يمكن أن يقدم لها الكثير.
إن شاء الله تعالى إذا انضبطت في العلاج، وتوقفت التشنجات؛ أعتقد أنها سوف تكون بخير.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.
منقووووووووووول